( شيئاً غريب ) (٣)

1K 113 34
                                    


صلي على سيدنا محمد ويلا نبدأ ❤️

(٣)

( شيئاً غريب )

  الِود يظهر في العيون خفيهُ...
   إن الوداد سريرةُ لا تُكتمُ...

- ابن زيدون

مدينه فاقوس الساعه الـ 7 صباحاً عام 2015 ...

- حاضر يا بنتي نازله أهو!

كُنتُ قد انتهيت من ارتداء ملابسي وأصبحت جاهزه للذهاب إلى الكليه وحضور أول يوم لي وأول محاضره لي بكليه التجاره جامعه الزقازيق فكنت من سكان مدينه فاقوس حيث أن المسافة بين مدينتي والزقازيق غالباً من 40 إلى 45 دقيقه وقد تصل أحياناً إلى ساعه في الأيام المزدحمة.. في ذلك الوقت كانت طريقتي في ارتداء الملابس ليست صحيحه أو بالمعنى الأصح تُخالف ديني لم أكن معتدله في ارتداء الحجاب فدائماً ما اعتدت أن أُظهر جزءًا من شعري ودائماً ما كنت أرتدي الملابس الضيقه وأحياناً البلوزه القصيره كنت اعتقد أن هذه الملابس تتماشى مع هذا الجيل ولكنني كُنت مخطئه .. لم ينصحني أحدًا قط حتى عائلتي حيث أنني كنت وحيده أمي وأبي ودائماً ما قاموا بتدليلي وتنفيذ اي شي قد أطلبه منهما لذا لم يتحدثا معي كثيراً في هذا الموضوع رغم أن كلاهما قد قاموا بنصحي وحاولوا معي كي أغير ملابسي وطريقة حجابي ولكنني لم استمع إليهما قط حتى أنهم شعروا باليأس اتجاهي فلم يعودوا ينصحوني بهذه النصائح مؤخراً حتى أنني في كل مره كنت أخرج فيها من المنزل وقبل توديعهما كنت أرى تلك النظره في عيونهم نظرة ( عدم الرضا ) على ملابسي وتصرفاتي.


قمت بتوديع والدتي وكان ابي نائماً فبعد ساعه سيستيقظ ليذهب إلى عمله حيث كان يعمل بإحدى البنوك بمدينة فاقوس.

ذهبت إلى موقف المواصلات وكانت تنتظرني هناك صديقتي هبه قائله :
- مش اتأخرتي شويه كمان ليه ؟

ضحكت قائله  :
- طب يلا بقى عشان نلحق اول محاضره الساعه 8 وأول يوم زحمه اوي يارب نوصل بدري شويه هنركب زراعه ولا جامعه؟

هبه :
- جامعه يا ستي ويارب نلحق الساعه دلوقتي 8

ذهبنا وركبنا الميكروباص وما كنت خائفه منه قد حدث لم يتبق إلا القليل على المحاضره الأولى فقد كان الطريق مزدحم للغايه .. ها قد وصلنا وعندما دخلنا من بوابه كليه الطب توقفنا قليلاً لكي نتأكد أنا و هبه من جروب الكليه على التليجرام عن مكان  مدرجنا حتى استمعنا إلى صوتاً ما من خلفنا يقول :
- لو سمحت ممكن أعدي ؟

فاستدرت ثم التفت له قائله :
- اه آسفه اتفضل.

جميعنا نعلم ذلك أو نقول ذلك بداخلنا حين نرى شاباً وسيماً لم أكن أعرف من هو ولكنه كان لديه ذلك الوجه الوسيم ذو صوتاً هادئ وجميل حيث أنني قد استمعت إليه لأول مره حين رد على قائلاً :
- ولا يهمك شكراً!

ثم ذهب في طريقه ظلت عيني عليه وهو ذاهب في طريقه لبضع ثوانٍ وكأنه شخصيةٌ ما قد خرجت من احدى أفلام الانمي اكملنا في طريقنا أنا وهبه وفي الطريق قد التقينا ببعضًا من الأصدقاء منذ أيام الثانويه فتوقفنا نتبادل التحيه ولكنني حينها تذكرت عيون ذلك الشاب كان بهما شيئاً غريباً وقتها وكأن عيونه قد تجمدت في تلك اللحظه عندما رآني ورأيته وبينما كنت أفكر في تلك اللحظه التي لم تدوم إلا لعشر ثوانٍ فقط تقطعت هذه الأفكار حين استمعت إلى صوت هبه تُحدثني قائله :
- اي يا بنتي روحتي فين يلا الساعه 9:10 اتأخرنا اوي وشكل المحاضره بدأت كمان

ذهبنا في طريقنا الى المدرج ( أ ) وعندما صعدنا كانت ابواب المدرج مغلقه فطلبت من هبه أن تطرق الباب وأن تستأذن من الأستاذ بأن نحضر المحاضره طبعاً بعد أن نعتذر على تأخرنا ولكنها رفضت قائله :
- لا يا سكر أنا هخبط وأنتي تتأسفي عشان إنتي اللي أخرتينا غير كده والله ما هيحصل

نظرت إليها ثم قُلت :
- ماشي يا ستي حكم القوي على الضعيف بس منظري هيبقى عره اوي

ذهبت هبه وطرقت الباب وحين استمعنا إلى صوت الأستاذ يأذن لنا بالدخول فتحت الباب قائله :
- آسفه يا دكتور بس الدنيا زحمه اوي النهارده ممكن أدخل ؟

نظر الأستاذ إلينا قائلاً :
- عشان أول يوم بس اتفضلوا.. بعد كده أنا مش بدخل حد بعدي المحاضره

ابتسمتُ للأستاذ قائله :
- شكراً يا دكتور مش هتتكرر تاني

ثم دلفنا أنا وهبه إلى الداخل وكان المدرج مزدحم للغايه لم أكن أتوقع نهائياً بأنني سوف أراه هنا معي بنفس الكلية ولم يكن وجهه من الوجوه التي من الممكن أن تنساها بسهوله ولكن لم تكن هذه هي الصدمة الوحيده، فالصدمة الحقيقية كانت عندما واجهني قائلاً لي هذا الوعد الذي عزم كرم على تحقيقه بعد الأربع سنوات لدراستنا بكليه التجاره بجامعه الزقازيق.


___________________________________

اتمنى لو عجبكم البارت الصغير ده مش تبخلوا عليا بتصويت ⭐ أو بكومنت 💬 صغير وشير للروايه لإن دي الحاجه الوحيده اللي بتفرحني في حياتي حالياً بجد ❤️.. وشكراً لوقتك الثمين الذي لا يُقدر بثمن ولكل واحد قرأ اي جزء من روايتي ده شرف ليا واشوفكم علي خير في البارت الجاي إن شاء الله.

• بتنزل إن شاء الله كل جمعه وسبت •

حسابي فيسبوك : يوزر @ الكاتبه رِيـن

https://www.facebook.com/profile.php?id=61551011882596&mibextid=eHce3h

وعـد الأربـع سـنـوات Where stories live. Discover now