( يـومٌ لا يُـنـسَـى ) ( ٩ )

492 60 32
                                    


صلي على سيدنا محمد ويلا نبدأ ❤️...

( يـومٌ لا يُـنـسـى )

( ٩ )

كيف لكِ أن تمرضي وأنا لا أُبالي؟...
كيف ذلك في حين أنكِ لا تُفارقين بالي؟...
أتلذذ في لقائك وفي بعدكِ هلاكي...
يا من أهوى أنتِ قلبي والقلبُ غالي...

-رِيـن

أثناء المحادثه التي دارت بين هبه وياسمين على الهاتف استطعت أن أعرف ومن دون أن أتحدث مع هبه بأن ياسمين مريضه وكان ذلك هو السبب وراء غيابها هذه الأيام من الكليه.. تعصبت وشردت وغصبت من نفسي كثيراً فوجدت نفسي وأنا أجمع أغراضي لأذهب إلى خارج المدرج حتى أنني لم احضر أياً من الكورسات التي كانت لدي بذلك اليوم فقد أعمى بصيرتي غضبي فكيف لقلبي أن ينام ويرتاح في مرضها فكيف لي أن لا اهتم وتشغلني الدراسه إلى ذلك الحد؟!! كنت من طبعي ذلك الإنسان الذي دائماً ما جلد ذاته ولكن هذه المره أردت جلدها بكل ما أملك من قوه كرهت نفسي كثيراً لدرجه أنني عندما كنت في طريقي لخارج الجامعه ولأول مره كنت قد تعصبت وصرخت على بعض من الشباب فقد كانوا يُعيقون طريقي حتى أنه كان سينشب شجار كبير بيننا لولا أن يزن قد جاء وقد هدأ الوضع على يده وما كان بالي وقتها لا في الشجار أو ماذا يحدث كل ما كان ببالي هي ياسمين فقط .. حتى أنني عندما سألني يزن ما بي وأنني أول مره أصرخ هكذا بطريقه غير مهذبه أو اكون سبباً لشجار ما .. فوجدت نفسي اطلب منه أن يتركني بمفردي اليوم وذهبت في طريقي ولكنه لم يتركني وظل يلاحقني فقد كان قلقاً على فهو لا يدري ماذا حدث وما يحدث معي حالياً وما فِقتُ إلا عندما وجدت نفسي وأنا أقف أمام إحدى الميكروباصات لمدينه فاقوس فعدت إلى رشدي حين استمعت الى صوت يزن يقول :
-اي يابني صحصح مالك كده؟!! إنت جاي معايا فاقوس ولا اي ؟؟!

دهشت من نفسي وكأن قدمي كانت تأخذني إليها لتريح قلبي ولكنني هدأت قليلاً ثم تحدثت قائلاً :
-مش عارف مالي شكلي تعبان شويه ومش مركز انا كنت جاي معاك بس اوصلك.

ضحك يزن قائلاً :
-جاي اي يابني ده انت شكلك كنت هتركب معايا !!

أومأت برأسي له قائلاً :
-كلمني لما توصل سلام يا صاحبي!

وضع يده على كتفي ثم قال بصوت هادئ :
-روّح كده وروق انا مش عارف مالك بس هنتكلم لما تبقى حابب تتكلم ماشي!!

أومأت له برأسي مجدداً في صمت ثم ذهبت في طريقي ذهبت مصطحباً معي غضبي وألمي وحيرتي.. ألا يقولون إن الإنسان دائماً ما يـخطئ في غضبه؛ لا أنا أقول لا فالإنسان في غضبه قد يفعل الشئ الذي تحثه نفسه علي فعله وبدون أي تفكير قد يفعل الشئ الذي يُريح ضميره .. قبل قليل وجدت نفسي وأنا أقف أمام مواصله ما إلى مدينه فاقوس؛ لتأخذني إليها أردت أن أذهب فقط لأعتذر لها بعدم ملاحظتي لغيابها في أولى أيام غيابها واعتذر لها مره أخرى لعدم قدرتي على معرفه ما تريده لألبيه لها .. ضجت رأسي بهذا التعذيب فركضت مسرعاً إلى المنزل وحين وصلت دخلت مباشرةً إلى غرفتي ورميت بحقيبتي على الأرض وجلست على سريري أضع رأسي بين يدي أفكر وافكر احاسب نفسي واجلدها.. حتى قطع تفكيري صوت طرق الباب فكانت أمي تسألني :
-حبيبي إنت جيت؟! إنت كويس يابني؟! كرم؟؟!

وعـد الأربـع سـنـوات Where stories live. Discover now