( لا أُريـد أن أُفـارقـها ) ( ١٢ )

370 52 12
                                    

السلام عليكم؛ إن شاء الله باقي 3 بارت والجزء الأول من الروايه يخلص بإذن الله واللي حابب يبدأ الروايه لما يكتمل الجزء الأول يقدر يبدأها؛ وبالنسبه للشهر الكريم شهر رمضان في احتمال كبير أننا نوقف الروايه ونبدأ الجزء التاني بعد رمضان هي ورواية الصياد.. فصلي على سيدنا محمد ويلا نبدأ ❤️...

( لا أُريـد أن أُفـارقـها )

( ١٢ )

نظن لنا الدنيا وما في رِحابها...
وليست لنا إلا كما البحرُ للسفنِ...

- إيليا أبو الماضي


مثلي مثل أي أحد تلقيت الخبر من جروب الدفعة على تطبيق التليجرام والذي قام إحدى مسؤولي الجروب بإرساله ولكنني لم أكن أعلم أي شئ إلا عندما وصلت إلى منزلي فدلفت إلى غرفتي ووضعت هاتفي على المكتب وحين أردت أن أُبدل ملابسي أضاء هاتفي وحين نظرت إليه وجدت تنبيه من جروب الدفعة على التليجرام وحين ذهبت لإلقاء نظره على الرسالة رأيت رساله مكتوبٌ بها "توفي إلى رحمه الله والد زميلتنا ياسمين عماد الزين أدعوا له بالرحمه" وكانت الرساله مرفقه بصورة والدها فتجمدت مكاني وكان السكون والصمت هو الجو العام المسيطر وقتها أنظر إلى الهاتف اقرأ الإسم مراراً وتكراراً ولا أفهم كيف لذلك أن يحدث وكيف ذلك ولم يمضي حتى أسبوع على لقائي به وكان في كامل صحته لكن لا اعتراض فلا أحد يموت ناقص عمراً وأن هذا هو عمره.. مازلت أنظر إلى شاشة هاتفي حتى بعد أن إنطفأت في ذهول تام وكل ما كنت أقوله وقتها هو :
- إنا لله و إنا إليه راجعون
ظللت أرددها كثيراً ثم جلست على الأرض بجانب مكتبي واجهشت في البكاء اضع رأسي بين يداي وأبكي.. وإن سألتني لماذا تبكي يا كرم؟! سأقول لك أبكي على أشياء كثيرة للغاية أولها ياسمين فمازالت صغيرة تريد والدها بجانبها ليكون سنداً لها ولأمها فلم تكن ياسمين لديها أي إخوة وكانت وحيدة والديها والأكيد أن ياسمين أرادت أن تُشاركه تخرجها من الكلية وتشاركه فرحتها يوم زفافها ولكنه قد ذهب إلى الأبد.. أعلم أنها تشعر بالضعف الآن أعلم أنها تشعر بالخوف الآن أعلم أنها تشعر بأنها تائهة ضائعه خائفه أعلم وأعرف معنى ذلك الشعور جيداً بل إنه ذكرني بكل شئ مجدداً بعد ما حاولت كثيراً أن أنساه.. هل نسيت؟! حسناً دعني اخبرك ذلك مجدداً أو بمعنى أصح دعني أُذكرك مره أخرى.. كنت قد أخبرتك بأن والدي متوفي لذا بكل بساطة أستطيع أن أفهم ما تمر به ياسمين الآن وما ذلك الشعور البشع الذي تشعر به الآن.. أردت أن أقابل ذلك الرجل الطيب حين أتقدم له لأطلب يد ابنته ياسمين لتكون للي للأبد ولكنني لم أكن أعلم بأن ذلك اللقاء القصير الذي دار بيننا هو اللقاء الأول وسيكون اللقاء الأخير تمنيت لو كنت اعلم وقتها فأذهب وأخبره بكل شئ أردت أن أخبره بأنني سأكون متواجد من أجل ياسمين وسأحميها لأنني لا أسمح لنفسي بأن تؤذيها فما بالك بأي شئ آخر حتى يفكر في إيذائها؟! أردت أن احتضنه وأشكره على هذه الفتاه الجميلة الرقيقة أردت أن أخبره بأنني بعد أربع سنوات سآتي إلى منزلك واطرق باب منزله لأكون فرداً من هذه العائله الجميله ولكن لا يعلم الغيب إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... وحين بدأ رأسي يضيج ويزدحم بكل هذه الأفكار ارتفع صوت بكائي حتى استمعت إليه والدتي فوجدتها تنادي علي وتطرق الباب قائله :
- كرم إنتِ كويس يابني ؟! أنتِ بتعيط يا وله؟؟؟ كرم؟!

وعـد الأربـع سـنـوات Where stories live. Discover now