PART 2

64 36 1
                                    

وفي الصباح الباكر نهضت ولأول مره من تلقاء نفسي، طبعاً كل الأيام الماضيه ما أصحى من النوم إلا بدلو من الماء أو جزمة أمي المعفنه التي تعبت تلك الجزمه المسكينه عن الضرب في رأسي كل يوم، ثم أرتديت ملابسي الجميله ونزلت إلى الطابق السفلي مناديةً امي، فذهبت الى غرفتها ولم أجدها هناك فتعجبت في نفسي أنني لا زلت متأخرة عن أمي.
ثم دخلت الى المطبخ ورأيت أمي مستلقيةً على الأرض، ففزعت كثيراً  لرؤيتها بهذا الشكل فجريت مسرعة لكي أوقظها...فهززتها بقوة فاستيقظت..
وعندما أدركت أنني قمت مبكره إستغربت كثيراً وأخذت يدها تتحسسني على جبهتي وتقول : هيتومي هل أنت مريضه؟! هل إرتفعت حرارتك؟! هل من خطب ما معك؟!  أراك مستيقظه !!!
إنزعجت كثيراً منها، ألا يستطيع الإنسان أن يتغير!!! هل عليك أن تبدي ردة فعلك هذه؟! تسائلت في نفسي حينها  ولكنني أردفت قائله: إنني بخير بالفعل يا أمي ولكن لماذا انت نائمه هنا؟! لقد أخفتني كثيراً.
_ لقد إستغرق عمل الحلوى الليلة كامله.. فداهمني النوم فنمت هنا..
_ انا آسفه يا أمي.. لقد اتعبتك في كل هذا.
_ لا عليك يا إبنتي...  إذهبي وحضري أدوات النزهه.

사랑해요.  

__________________꧁꧂_____________

سمعت صوت إرتطام كبيرعلى نافذة غرفتي فعلمت أنه قد أتى مرةً أخرى فسعدت حقاً ولكنني أخفيت سعادتي لكي لا يضايقني بعدها بكلامه فذهبت مسرعةً الى الغرفه.. ورأيته راسماً بسمةً مرعبة على فمه فأردف :
هل نمتي جيداً ؟ 
_ نعم… وأنت ؟؟
_ لا… لقد قضيت الليلة  كامله في الخارج، ليس لديك فكرة عن عدد البعوض في الخارج !!! لم أسمع في حياتي طنين كهذا لقد إعتقدت حقاً أنني  دخلت الى عالم البعوض وليس عالم البشر !!!
_ هل انت جاد؟؟ لماذا لم تنم في غرفتي؟
_ هل  ستدعيني انم في غرفتك ؟؟.. هذا هراء.
_ انت محق، إنك تتكلم كما لو تعرفني منذ زمن طويل.
_ نعم....إنه كذلك..
فقلتُ باستغراب : ماذا قلت؟!
إرتبك كثيراً عندها فأردف : فقط... إنه من سياق الكلام..
وبعدها ذهبت انا وامي الى جانب النهر… والجني أيضا ولكنه مخفي، حقاً إنني معجبة بقدرته !!! لو كانت لدي هذه القدره لنمت طوال الوقت وأنا مخفيه كي لا توقظني أمي  ..
وعندما جلسنا ننظر الى ذلك المنظر البديع بسبب السماء الصافيه والشمس الساطعه التي تضفي جمالاً للون البحر البراق...
تنهدت أمي حينها بحزن ثم قالت : هيتومي..أنا لم أخبرك من قبل عن أباك شيئاً صحيح؟!
تعجبت لسؤال أمي وقتها فأجبت: نعم....ولكن...لماذا أردت التحدث عنه فجأه؟!
_ فقط... اريد ان اخبرك..... فإنه يحق لك ان تعرفي عن أباك كل شيء فأنت كبيرة الآن بما يكفي  ستعرفين كيف ستتحكمين بمشاعرك.
سوف أكون صادقه لا ينتابني الفضول حول أبي نهائياً....لا أعرف السبب ولكن أعتقد أنه يكمن بالمعاناه التي عشتها طوال تلك السنين الماضيه.... كضحية للتنمر في المدرسه ، عدم الحصول على أصدقاء، الشعور بالنقص الخ...
ولكنني أعطيت أمي ملامح أخرى كالحماس في ما ستقوله عن أبي...
_ لأول مره عندما رأيته وأنا أعمل في المستشفى كمتدربه  كان مغمى عليه ومغموراً بالدم أثر إصطدام بحجرة كبيره لأنه كان بناءً.
فانصدمت حينها وسألتها : كيف حصل ذلك؟! أي نوع من هذه اللقاءات تحدث؟! 
إنها مختلفة عن التي أراها في الدراما...  من المفترض أنه لقاء تحت نزول المطر.... أو إعجاب من النظرة الأولى في مطار... شيء من هذا القبيل!!
فقامت أمي بضربي على رأسي وهي تعض على شفتيها غضباً وتقول:
هل هذا وقته لكي تتكلمي عن الدراما؟! أنا أعلم أنك فاسده  وغبيه ولكن ليس وقته لكي تتكلمي في هذا الموضوع !!!
ثم أكملت: عندها عالجته وإهتميت به كثيراً لأنه كان لا يمتلك عائلة.
فارتسمت ابتسامة سخيفه على وجهي وقمت بإغاظتها قائله: هل كان وسيماً؟! ألهذا غازلته؟! لقد إنتهزتي الفرصه لعدم وجود أحد معه ألست محقه؟!
فانتفضت بغضب قائله: هل ستكفين عن هذا الهراء؟! إنكي نشيطة اليوم للغايه.
ولكنني مازلت راسمة تلك الإبتسامه، وأنظر إليها بطرف عيناي لأزيد من إغاظتها...
فأردفت أمي بحنق: ألا تزالين تنظرين إلي بتلك النظره المقززه... حسناً أنت محقه لقد أغويته أنا.. هل أنت راضيه؟!
فقشعر جسدي بأكمله وتخيلت منظرهم المقزز والقلوب تتطاير بجانبهم كحمام الحب النقيه التي رأيتها فيما سبق...
فلم أحتمل أن أتعمق في التفكير أكثر وصرخت قائله: حسناً... حسناً أكملي بسرعه... وبعدها.... وبعدها لا تدخلي في التفاصيل هل تفهمين؟!
فأخذت أمي نفساً عميقاً كي لا تقوم تفترسني بعدها وأكملت قائله: هل تتذكرين عندما اخبرتك ان والدك مات نتيجةً لإنهيار أرضي؟!..   
_ نعم... هذا ما أعرفه عنه إلى الآن.
فتنهدت بحزن عميق وأردفت :  لقد كذبت عليك حينها... إنه لم يمت بهذه الطريقه.
ضيقتُ ما بين حاجبيّ بتعجب وقلتُ: مالذي تقصدينه؟! أهو شيئاً آخر؟!
فأجابت أمي وهي مطأطأةً رأسها: لقد قتل... لقد قتل على يد مخلوق من عالم آخر  ..
كنت أشرب الماء حينها وعند سماعي لحديث أمي إرتخت شفتاي وخرج الماء كله من فمي الى الأرض، ثم صرخت : ماذا؟!
فتحت أمي فمها للتحدث ولكني قاطعتها قائله: أهو جني؟!
ثم تمتمتُ متفاجأه: هل كان ما قاله صحيحا ً؟!.
فأجابت أمي والدموع تتلئلئ في عيناها: نعم... إنه صحيح يا إبنتي...
فأردفت وأنا أقحط على أسناني: ما السببب الذي جعل ذاك المخلوق أن يقتل أبي؟!
فقالت : خرج اباك ذات مرة للتسوق  قبل ولادتك... فكنت حاملةً بك في الشهر السادس… فرأى مخلوقه  مصابه في طريقه الى السوق جاءت من عالم آخر هاربه .. ففزع منها في بادئ الأمر… ولكنه حملها الى المنزل رحمةً منه… فعندما احضرها الى المنزل خفت كثيرا منها ولكننا عالجناها…  ثم وبخته لإحضارها  الى المنزل لقد كنت خائفه من العواقب التي سوف تصيبنا من بعد.. ولكنه لم يعر بالاً لتوبيخي وإستمر بحمايتها والعنايه بها ..
وبعد فترة من ذاك الحدث جاء شخص ما  في الليل يطرق باب المنزل فخفنا كثيرا.. ولكن اباك إستجمع قواه وفتح الباب ..فوجد مخلوق آخر .. ثم قام اباك ليغلق الباب ولكنه  كسر الباب بقوته الجباره ودخل وبيده سكينة حاده… فقلت لاباك : ان يتراجع ولكنه لم يصغ الي كالعاده…
كان يريد أخذ الجنيه فقط ولم يكن يريد أذيتنا بأي شكل من الأشكال، ولكن أباك
إعتقد أنه يريد قتلها فقام مدافعاً عليها وأخذا يتهاوشا فيما بينهم حتى سقط أباك ميتاً ..
وبينما امي تتحدث لم اتحمل الكلام فقمت بالصراخ والبكاء على ابي ..  فقامت امي بتهدئتي وقالت : انا آسفه يا هيتومي.. ولكنني أريدك أن تتحملي،  لقد أخبرتك لأنني أراك قويه عما سبق.
ثقل صدري وشعرت بالكآبه فقلت لها وأنا أبكي بشده  : لماذا إلا ابي؟!.. لماذا كان علي ان اعيش بلا أب؟؟..أتعرفين أنني حصلت على الإهانه لأنني ولدت بدون أب؟؟
فاحتضنتني وأردفت  مهدئه وهي بنفسها تبكي  : لقد حصل في الماضي يا ابنتي… فلتركزي على مستقبلك فقط.
_________________꧁

المطر الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن