الفصل الخامس

350 25 0
                                    

" كل هذه الاشياء التي تداهمني دفعه واحده هل تعلم انني شخص واحد؟! "

بسم الله الرحمن الرحيم

مرت الايام و الشهور حتى أصبح هذا الشهر هو الرابع منذ أن اقتحمت الصغيرة حياته تعيش معه ، وهو لا يعلم متى أصبح متعلق بها إلى هذا الحد! ، بل وأصبح مدمن لتواجدها معه في محيطه وفي كل ركن من منزله وحياته ، اعتاد العودة من عمله يجدها تقف على الباب في إنتظاره بقلب أم قلقة من تأخر فلذة كبدها
وعينين طفلة تلتمع بالسعادة والأمان من عودة والدها إلى المنزل لتستكين بين أحضانه نائمة وكأنها تعيش معه منذ نعومة أظافرها!

تغير الوحش المدمر ، أصبح ساكنا لا يغضب لا يثور ، أضحى يشعر ويتفهم وكأنه عاد إنساناً مجدداً لا جماد كانت ، تحول إلى شخص آخر معها هي فقط ، يعتني بها وكأنها طفلته ويحاول إسعادها بشتى الوسائل

ليعترف لنفسه بإنها هي الوحيدة التي جعلته يشعر أنه انسان لا جماد ، أجبرته على الضحك والبكاء والصراخ والقلق ، لم تتصرف كأحد ممن حوله والذين يتعاملون معه على انه قاتل مجرم لا يمتلك احساس لا يتألم ... حتى والدته كانت دوما ما تلقي عليه كلام سام عن كونه قاتل حقير سيء وهي أكثر من يعلم انه اجبر على هذا ، تركته وجعلته ينتزع قلبه بيده

الجميع يخاف منه ويهابه ، يرونه وحشاً ضارياً
لكن هذه الصغيره أقتحمت أسواره رغماً عنه لتتربع على عرش قلبه وترى جانبه الحنون الذي لم يظهره لأحد ، لم تخاف منه ولو للحظه دوماً ما تخبره أنها تعلم جيداً انه أجبر على ذلك وأنها تريد مساعدته للخروج من هذا البئر المظلم والمضي قدماً وكأنها كانت شاهدة على كل الألم الذي خاضه قلبه بمفرده

عادت الحياة تدب في أوصاله بعد أن كان جسداً بلا روح ، أما هي احبته ، نعم فعلت ولم تنكر ذلك وهذا مازاد اصرارها على تغييره

________________

وفي صباح أحد الايام

كان الدمار في العمل كعادته وهي تلهو رفقه القطة التي اهداها لها في الحديقة بمرح يليق ملامحها الرقيقة

توقفت عن الركض خلف تلك القطة الصغيرة وهي تكور قبضتها على صدرها بألم تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة لكن دون جدى لتشعر بالأرض تميد بها وساقيها أصبحتا رخوتين لتجثو على ركبتيها بإنفاس لاهثه ووجه شاحب يحاكى شحوب الموتى اندفعت اوليفيا نحوها والتي كانت تقف على باب القصر تحادث أحد الحرس لتجثوا هي الأخرى جوارها وهي تردد بقلق :

" ماري هل أنتي بخير؟؟؟ ، يا ويلتي أبنتي مابكِ ؟! "

أغرورقت غينيها بالدموع بسبب ذاك الألم الذي يفترس وينهش قلبها بضراوة بينما اوليفيا ترتجف جوارها بخوف شل تفكيرها حيث لم تستطيع أن تطلب المساعدة حتى بل كانت تردد ببكاء :

" هل تناولتي الدواء اخبريني؟! "

اومئت بنفي وقد استحال لون وجهها إلى الأزرق وكأنها تلفظ أنفاسها وفي تلك الأثناء اتى
احد الحرس إليهما راكضاً عندما رأها في تلك الحالة ليساعد اوليفيا على حملها إلى السيارة وهو يتصل بمخدومه يخبره ما حدث

نوفيلا ملاذي الامن (قيد تعديل السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن