٨- أيُّها البُندُقيّ

663 37 28
                                    

لي فترة طويلة ما نزلت بارت 🫣 واليوم قررت أنزل سوو :

★ تغاضوا عن الأخطار الإملائية إن وجدت ★
★ لا تنسوا الڤوت ★

إستمتعوا ★

...

صوت رَنين هاتفي قاطَع شُرودي ، إبتسمت فأنا أعلم من هو المُتصل إنه الأحمق الذي سيخبرني بفعلته الآن لكي أقوم بتخزين رقمه وسأفعل ، أجبت بـ"نعم سِنبانيم " ، فقال ويتخلل صوته الإستغراب : " كيف علمت أنه أنا تاي ؟ "  ، فـأجبته وقد أرتسمت على وجهي إبتسامة لا أعرف معناها :" أنا لستُ أحمقاً مِثلك سِنبانيم " ، فهمهم موافقاً هل يوافق على أنه أحمق كنت سأُقهقه لكن منذ متى أنا أفعل حتى ! ،


" إذاً قُم بِحفظ رقمي لديك تاي " ، نبس بعد دقائق من الصمت وأنا همهمت له فأكمل قائلاً : " أعتذر عن أخذ رقمك دون إستئذانك قبلاً سأقفل " ، إعتذر وأنا همهمت له ليقفل الإتصال لتعود الموسيقى تتردد على مسامعي وقد تنهدت إنه مُتهورٌ جداً ويفعل ما يحلو له دون أن يفكر كم أحسده ،

إستقمت أَغسل كوبيّ واضعاً إياه بمكانه وعدت أقوم بإخراج كُتبي من حقيبتي لأبدء بالدراسة ، نبست بيني وبين ذاتي عَديمة الوجود : " نسيت تخزين رقمه " ، فقمت بتخزين رقمه   " سِنبانيم الأحمق " ، هذا مناسب حقاً ، أكملت دراستي ، وفي الساعة الثامنة والواحد وعشرون دقيقة مساءً أعدت كُتُبيّ لحقيبتي ووضعتها في غرفتي مُبدلاً ملابسي لأخرج للمكتبة لأقرأ ،

...

أخذت كِتاباً عَن الموسيقى وجلست بأبعد طاولة عن البشر بدأت أقرأه‍ دقائق وصوته تسلل لمسامعي
" أيمكنني الجلوس معك ؟ " ، سأل وقد كنت بصدد صفعه بكتابي لمقاطعته وقت قرائتي ولكنني إكتفيت مومئاً برأسي موافقاً على جلوسه معي واكملت قراءة الكتاب الذي بين يديّ ،

بعد نصف ساعة أغلق كتابه واضعاً رأسه على راحة يده ينظر لي بتلك النظرات المُكثفة جاعلاً مني أتنهد مُبعداً الكتاب غالقاً إيّاه صاباً كُل أنظاري على حدقتيه التي توترت من هذا الإتصال البصري ، " تحدث ما بك " ، قلت بينما لازلت أحدث هذا التواصل مما جعله يُبعد أنظاره مُتحمحماً بإحراج " لاشيء فقط أردت أن تأتي معي لنشرب القهوة معاً " ، أجبته بخفوت " لا أُحِبُها " ، فعاد سائلاً : "ماذا تحب ان تشرب إذاً ؟" ،


" لا بأس بعصير الفراولة" إبتسم ماداً يده ليظي يُمسكها قائلاً :" حسناً ، هيا تعال " ، "اوه" صغيرة خرجت من فاهه حين تذكر أنني لا أحب هذه الملامسات ثم قال :
" علينا جعلك تعتادها أيها البُندقيّ " ،

" شكراً لا أرغب بذلك " ، قلت مُجيباً على ما سيفعله يرغب بالموت أو يرغب بقتلي بسكتة قلبية واحدة من الإثنتين ، هو لا يعلم بما أشعر حين يلمسني أحدهم لا يعلم أبداً ، " حسناً فقط لا تغرق بالتفكير لن أفعل شيء لك  " ، شعر بغرقي فانتشلني بصوته وهذا ما أمقته ، أمقت فكرة أنه ينقذني مراراً و تكراراً دون ان يشعر ودون ان يُخطط لذلك ! ،


إبتسمت بجفاء وقُمنا بالذهاب مشياً للمقهى الذي يذهب هو له في كل مرة يأتي للمكتبة والذي لم أكن أعرف بوجوده حتى ، حينما دخلنا كان المقهى جميل هادئ بشكل راقٍ كهذا الذي يمشي إلى جانبي والذي للتو أُلاحظ أنه أطول مني بكثير ، مقهى مصنوعاً من خشب البلوط المتين لونه بُني غامق أُحب هذه الأجواء وتلك التفاصيل الصغيرة كتلك اللوحة التي تَصِف الغُروب تلك التفاصيل  تجذبني إبتسمت للدفئ الذي ينبع من هذا المقهى ولأول مرة تكون إبتسامتي نابعة من أعماقي ، أول مرات إبتساماتي الحقيقية كُتبت لتكون معه هو ، هذا السِنبانيم الأحمق ،


" إنهُ يشبهك " ، قال وقد نظرت له عاقداً حاجبايّ باستفهام فأكمل :" إنهُ بُندُقيٌّ مُلفِت يملئُه الفَن والدفئ مِثلُك تماماً أيها البُندقيّ " ، إبتسمت خجلاً فاتسعت إبتسامته هذا اللعين يُطلق صراح ابتساماتي ،  همس مُقترباً مني :
" إبتساماتُك دافئة بُندقيّي "

" لكنها قُد تُصيب قلبُك بالصقيّع أيّها الأحمق سِنبانيم " ، قلت أمسح إبتسامتيّ وأخبره بما قد يحدث له لكنه همهم قائلاً : "لا بأس معي بالصقيع إن كان أنت " ، إبتسمت على كلماته بسخرية فـقام بإزاحة الكُرسيّ لأجلي وقد جلست وهو ذهب ليجلس مُقابِلاً لي  ، جلسنا بأبعد طاولة أمام نافذة كبيرة تَطُل على الشوارع والمارّة،

كُنت سأغرق بأفكاري بينما أنظر للمارّة والشوارع لكن صوتُه مرة أخرى يسحبُني إليه ، قائلاً : " إن كُنت لا تعلم فأنا أحب الشتاء وشِتائُكَ يستهويني تايهيونغ " ، نظرت له بتمعن ثم قلت : " وصيفُكَ الحارّ وشمسُ وَجهُك المُضيئة تَخنقني سِنبانيم " ، أَجرحتُه نعم وأنا الآن أشعر بالذنب لكنها الحقيقة ، هذه الإبتسامات والكلمات والأفعال الصيفية الدافئة تَخنقني فمُنذ متى يشعر الشتاء بالحُب للصيف ومنذ متى والصيف يشعر بالحُب للشتاء ،



كيف يمكن للشتاء مُصاحبة الصيف ؟ ، وكيف ممكن للصيف طلب مُصاحبة الشتاء ؟ ، هذا مُستحيل وهو بشريٌّ لا يعرف المستحيل أنا أعلم هذا ، وسيصمُد حتى يَنصهر جليديّ ويذهب شِتائيّ وأُصبِح صيفاً مِثله تماماً ،


أتى عَصيريّ وأتت قهوتَه شكرت النادل بهمس يكاد يُسمع وقلت للذي ينظر لي كما دائماً : " ألا تمل من التحديق ؟ "
" أنا لا أُحدق " ، أجابني بكل بساطة إنه ينكر كنت سأكذبه لكنه أكمل قائلاً : " إني أتأملك ، أُعقِم بك ولستُ أُحدِق " ، كنت سأغصّ بما أشرب لكنني تمالكت نفسي قائلاً : " بماذا تتأمل ؟ ، بماذا تُعقم أنت تُحدق فقط توقف عن هذا التلاعب جيون جونغكوك !" ،

شعرت بالغضب بنبرتي وهو قد إلتمسه فصمت لدقائق ثم قال : " أنا لا أتلاعب أيها البُندقيّ بل أنت لا ترى بداعَتُك وفِتنة بُندُقيتيّك " ، ضحكت بصوت خافت بسخرية ونبست : " يا إلهي كم أنك مُغفل " ، " إسمي جميلٌ من بين شفتيك ، لتنطقه دائماً فَـلَم أعيّ جماله سِوا الآن"

رمى كلماته وكأنه لا يَشِن حرباً بداخلي ، وكأنه لم يقل شيئاً ،  إبتسم وزاد خَجليّ وتلبُك أطرافيّ لَعين مُتلاعب مَقيّت أكرهه أكرهه كثيراً .

نِهاية الفصل الثامن ★

ســرطــان الضَــميّــر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن