١٦- أنتَ لا تفهَم!

542 33 7
                                    

تَخطوا الأخطاء الإملائية لُطفاً ★
- ڤوت لطيف لدعم الرواية ★

....

هو بالخارج ينتظر خروجيّ لإقتناء هديةً لحبيبه أشعر بالتوعك لم آكل منذ الأمس وقد نمت على الأريكة من فرط التفكير هل أخبره بأنني مُتعَب ،

تنهدت داعكاً وجهي بيداي بنفاذ صبر وأخذت خطواتيّ تخرج إليه لم أكن أنا من يتحكم بي كان عقلي الذي يُخبِرُني أن أواجه الحقائق بشجاعة دون خوفٍ وأن عليّ تمنيّ الخير له والسعادة إن كان هذا ما يُسعده فيجب علي الحرص على الذهاب معه فهو صديقي قبل كل شيء ،

ويا للهُراء ، هذا ما نبسه فؤادي لعقلي الذي ما إن أبصَر هيئته المتحمسة حتى بات يُفكر بهل نحن عابرين ! ، وهل حقاً لديه حبيباً يُحبه ، بدايةً كان يُخدرني بكلامه نتيجة تقمصه الشجاعة والآن بعد أن واجه الحقائق أصبح عليه أن يُخدر ذاته ويردع سوء أفكاره .

" تايهيونغ هيا لنذهب " ، فتح باب السيارة لي بكل نُبل وإبتسامته الهادئة لم تُفارق شِفاهه أبداً وكم رغب بتقبيلها لكن لا أنا لا أريده برغم حُبي له أنا لا أريده .

...

" شكراً لك تايهيونغ على وقتك " ، نبس بكل هدوء ولكني كنت شارداً بذهني لست بهذا العالم أفكر بأنه سيعترف له قريباً وأنا سأكون دخيلاً مُجدداً ، ساكون طرفاً ثالثاً لا داعٍ له كما كنت بين عائلتيّ غير مُرحباً بي ولست جزءً من أحد ولا أنتمي لأي بشري بدايةً من عائلتي حتى جونغكوك فؤادي لا ينتمي إلا لهُ وأنا لا انتمي لأي أحد حتى هو !

لم أشعر بذاتي التي بَكَت بصمتٍ عقيم ، لم أشعر بروحي التي أُنتُزِعَت دون شعوري بها ، كم هو مؤلم !

" تاي!! ما بِك ، بُندُقييّ لِما البُكاء !!؟ " ، كان مُتفاجِئاً من بُكائيّ ، فك حزام الامان وتقدم بجزئه العلويّ يحتضن وجنتاي المُبللة بفعل دموع حدقتايّ ،

" هل ستقوم بتركي إن أصبحتُم معاً " ، سؤالاً طفولياً نعم لكن كل ما بي يطالب بطرحه وقد إنصعت لدواخلي ،

قهقه مومئاً برأسه يميناً وشمالاً نافياً ما قلت ثم هدأت ملامحه قائلاً :  " أَتُصدق أَنني قَد أُحِب غيرُك ؟ ، وأنني قَد أَتوهُ بغير مُحياك أحقاً تُصدق ما قلت وما فعلت وأنت ترى توهانيّ بعيناك !؟".

" إذاً لِما كُل هذا ؟ " ، سألت بعد ان جفت مدامعي ، فأجابني وقد إرتسمت إبتسامته الفاتنة : " لأنني أردت التثبُت مِن شكوكي ، اردت أن أعلم إن كان لدي فرصة معك أنت وليس مع سواك "

سألته بصوتٍ خافت : " وماذا وَجدت سِنبانيم ؟ "

قال بثقة : " أنتَ تفعل بُنييّ ! " ،

" لا " نفيت بتوتر هو قريب حد اللعنة وجهه يفصل عن خاصتي بانشٍ فقط ، أنفاسه تضرب مُحيايّ وشِفاهه قريبة من خاصتي إلا أنه حين أَعربت عن نفيي ورفضي بخوف وتوتر تجمعت عُقدة بين حاجبيه وقد سأل بإنزعاج : " لِما أنت خائِف ؟"

نفيت قائلاً بصوتي المهزوز : " لست كذلك لنعود للمنزل أنا مُتعَب كوك ".

إبتعد قليلاً آخذاً من وجنتاي دفئ كفيّه وقد مال برأسه قليلاً مُتسائِلاً : " أَتقطَع الأحاديث وأساليب الوَصل ؟ أَترفضني يا بُنييّ !؟"

صرخت قائلاً : " جون أنت لا تفهم !! "

فأجابني بملامحه المتجهمة بهدوء : " ما الذي لا أَفهمه؟"

وقد حلَّ بعدها صمتٌ غريب ، صمتٌ مليءٌ بالأحاديث والمشاعر وعاد جونغكوك لكُرسيَّه بعد أن فهم ما يَرميّ إليه فتاه ، هو يعلم أنه خائف من ذاته ، لم يعتاد على الدفئ هو يخافه هذه المشاعر تشكل ثقلاً عليه لأنه لم يُجربها قط ،

لذلك هو يردعه رغم حبه له هو يردعه عنه بكل قوته لأنه يُحارِب ذاته الآن ، سيُعطيه وقت هذا ما فكر فيه جونغكوك ، سينتظره ...

حين إنسحب كوك ظَن تاي أنه أفسد الأمر وأنه لم يفهم ما يحدث معه فتملكته الغصّة تنهد متعباً وكأن دواخله تنهار ، كأنه يحترق وهو كذلك ، تجمعت الدموع ثانية لكنه هذه المرة رفض البُكاء وحبسها كاتماً كسور روحه وألمها عائِداً للمنزل ،

وصل وحاول النوم مراراً لكن دون جدوى ، حاول إلهاء ذاته بِكُل شيءٍ حوله لكنه لم يُفلِح ، هو يختنق لوحده ويشعر بالضيق الشديد ، أخذ معطفاً خفيفاً وهاهي أقدامه تَسير لذان المكان وكأن الأماكن أجمع لم تَعد موجودة وهذا المكان فقط موجود ، وكأنهُ المنزل الذي لطالما بحث عنه ، الراحة التي لطالما بحث عنها منذ أن أتى به جونغكوك إلى هنا وقد شعر بالإنتماء لكليهما معاً ، ولم يعد يوجد هناك منزلاً كـجونغكوك ومكانهم المُرصع بالنجوم .



ها هي الأيام تَنجليّ وها هي الليالي تَمُر ، مَرّ يوماً ويومان ولحقه أسبوعاً وتايهيونغ لا يذهب للجامعة ولا يلتقي بأحد حتى كوك وجيمين لم يلتقي باي بشرياً يُذكر ، أصبح حَبيس ذاته وأفكارها منذ فترة ، يُفكر ولا يُفكر بسوا حبيب فؤاده ومُعذبَهُ ،

هاتفه مُغلق كما باب منزله الذي يُطرَق كُل يومٍ دون توقف ، منزله بحالة فوضى عارمة ، وهو كذلك لكنهُ الآن إنتهى من كل هذه الفوضى التي بداخله إنه السبت وقد إنتهت مهلة تفكيره ، إنتهى هذا الأسبوع المُحملّ بالكثير من الأفكار وها هي الشمس تُشرق وها هي إبتسامته تُشرق معها ،

لقد إتخذ قراره أخيراً بعد الكثير من التفكير الكثير من التشوش لقد توصل لحلٍ  وسيخبر جونغكوك بهذا القرار لن يتردد سيخبره الآن دون أن ينتظر اي ثانية أخرى  .




نِهاية الفصل السادس عشر ★

ســرطــان الضَــميّــر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن