٥ - مَنسيٌّ

852 47 52
                                    

السلام على دواخلكم النقية ★

" تَخطوا الأخطاء الإملائية لُطفاً "

ڤوت ★

...

صباحٌ آخر ، زُرقتاً أخرى تحتَلُني ، الگدر يَتسرب من حدقتايّ مُخلفاً بعدَهُ سحاباتٍ سوداء تكدست تحتهُما ،

صباحٌ آخر ، ولازلت أَتنفس ، ولازالت تلك الذكريات على قيدي تَعيش ، وتُذكِرُني بِكل صباح كم أنا مُثيرٌ للشفقة ،

إستقمت بعد دقائق أمضيتها أُحدِق بسقف الغُرفة دون ملل وقد إقشعر جسدي من البرودة التي غَزَت جسدي بسبب أرضيّتُها ، دعكت وجهي بتعب وأخذت خُطايّ لحماميّ وكالعادة ، أُنضف أسناني ، أغسل وجهي ، أخرج فأرتدي ملابسي وأُرتب شعري وياله من روتين مَقيّت ،

سحبت حذائي ارتديه بينما أقوم بإمساك حقيبتي باليد الأخرى ، خرجت من الشقة وأغلقت الباب مهرولاً لأبدء يوماً دراسيّاً آخر .

أمشي بإتجاه جامعتيّ وأنظر حولي والصُداع يَفتك بي منذ الصباح كدتُ ان أصل لبوابة الدخول لكن ...

" كيف حالك " ، صوتُها نخر جُمجُمَتي وجعل أوصالي ترتجف تصنمت ولم أعد أعلم كيفية التنفس بطبيعية ، إلتفَتّّ لها ببطئٍ شديد وقد وجدتها ترتدي أغلى الملابس وأرقاها كِدتُ أبكي وأصيح وأصرُخ فلما هُم يعيشون بكل راحة وانا الوحيد العالق !؟؟ ،

لما هُم سعيدين وأنا الوحيد الذي يسقط كُل ليلة ويبكي كل ثانية بدون صوتٍ ، بدون روحٍ ، بدون دمعٍ ولا عِتاب ،

" مَن أنتِ سيدتي هل أعرِفُك ؟" ، نَبست أُمثل عدم معرفتي لها وكُل ما بي يطمح لِعِناقها لي ، عيناي تفتران على ذراعاها لعلها تحتضِنَنيّ بهُنَّ لكنها بقت واقفة تنظر لي ببرود وانا ... ومن أنا أيها الإله أخبرني من أنا علَّني أفهم ،

" أتيت لأرى إن كنت بخير وأرى أنك بأفضل حال ،
وداعاً " ، قالت بلا مُبالاةٍ واستدارت ذاهبة ، ألن تأخذيني معك يا أُماه ؟ ، ألن تطلبي أن أُرافقك ولو لم تكوني صادقة بهذا الطلب ، إكذبي كما يكذب الجميع وقولي أنك تُحبيني وأنك تشعرين بالندم ، إكذبي وأجعلي عقلي يَعفو عنك ، إكذبي إني أَرجوكِ ،

عُدت مُكمِلاً طريقي وأشعُر بأن ثِقل العالم يحتَل صَدري ، لم أبكي يوماً لأحد ، ولم أشتَكي لأحد ، لم أتذمر من قسوة الحياة ولم أضع رأسي على كتف أحد لكي أفرغ ما بي من شعور ولم أكن أرغب أو أريد فعل أشياءً كهذه

ولكن لما الآن أرغب بفعل كل هذا !؟ ، لما أنا وَحيد ؟ ، لما ليس لدي شخصٌ واحدٌ فقط لأتكئ عليه في مثل هذه اللحظات؟؟ ، كُنت أَصُد الجميع عني لأنني خائِف ،
" أخاف أن يَتِم هَجري ، كما فعلوا عائلتي " ،


ســرطــان الضَــميّــر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن