٢- أَكانَ سهلاً ؟

987 47 21
                                    

السلام على دواخلكم النقية.

...

صوت تخبُط ذاتي أعلى من صوتي سأموت لا محالة اليوم ، عائداً إلى المنزل بعد ما إفتعلته من خطأ أعلم أنه سيتم توبيخي او حتى ضربي لكنني لا أهتم ، ليس لدي طاقة لأتحدث أو اُدافع عن ذاتي لذا دخلت المنزل ووالداي كانا في المطبخ هُم كانوا ينتظرونني ، ها نحن ذا ستبدء بنثر سمها وسيصمت والدي حتى تنتهي أو أنا أنتهي ،

" تايهيونغ " ، أكره إسمي حين أسمعه بصوتها الفاتر ، وأكره ذاتي لأنني وُلدت إبناً لها ، وأكره والدي الذي يقف هُناك بينما ينظر إلي بنظرة عِتاب وكأنه يقول
" لِما عليك فعل هذا "


إلتفت أنظر لها هذا مُقرف حقاً ، هذه الحياة مُقرفة حتماً ، تنهيدة تحتاج ألف رئة خرجت من ثغري المُتشقق والذي لديه جرح لازال ينزف ثم نبست مُتخطياً إياها ذاهباً باتجاه الحمام : لاحقاً أمي سأستحم الآن ،

لَم أشعر بأي شيء بعدها سِوا ضربةً زادت من جُرح شِفاهي وقد كنت أتوسط الحمام موسعاً عيناي بصدمة ، كنت أشعر بعيناي التي ترتجف خوفاً وأشعر بجسدي يتراقص رُعباً هي كالوحش بالنسبة لي لا بل هي وحش حتما ، لم أشعر بأي شيء حولي كُنت مَذهولاً شِفاهي يَقطُر دمها ببطئ وهي تُثرثر عن شيء لم أسمعه ، لم أسمعها حينها وكأنني فُصلت عن العالم ،

دُموعي إنسكبت دون توقف فقدت السيطرة على ذاتي وبدأت أصرُخ بكل مابي من قوة مُتبقية ، شعرت بأن أحبالي الصوتية تتقطع ، صرخت بـ " لماذا " كثيراً والدي كان مصدوماً تجمد بمكانه ولم يُساعدني على النهوض حتى عندما عُدت صارخاً : هل عليكِ أن تكوني هكذا !!؟ ، لما لا تعتبريني إبنك ، لِما ؟ .

لم يَنبُس أحدهم بحرف ، أنزلت رأسي أُكفكف دموعي اللعينة واستقمت داخلاً إلى الحمام مُغلقاً بابه جيداً ، لطالما حملت معي تلك الأداة الحادة حتى حين أتجرأ وأرغب بمغادرة هذا المكان وهذه الحياة أول شيئاً أقوم به هو قطع تلك الشرايين ، لذا حين وقفت أمام المرآة وألقيت نظرة على ذاتي كان شعري مُبعثر الدماء لطخ ذقني وعينايّ مُنتفخة حمراء كل ما كان يتردد في عقلي حينها " أنا مثير للشفقة " ،

وبعد ثوانٍ أو دقائق قليلة من التفكير ، فعلتها قطعت ما يصل جسدي بالدماء هذا الشي الرفيع الذي يُبقيني على قيد الحياة ، الرؤية ضبابية ، أنفاسي تضمحل ، البرودة تَكسو جسدي شيئاً فـشيئاً ، الأرضية باردة لكن ليست أبرد من قلب والدتي بل إنها تُعتبر دافئة مُقارنةً بقلبها سأنام قليلاً فقط أو للأبد لا بأس إذاً سننام الآن ،


لحظات كان كل ما أسمعه هو صوت عالٍ جداً ، صُراخ ، إسعاف ؟! ، لِما لا زلت حيّاً ؟ .

...

هل كان من المُضحك رؤيتي أفقد ذاتي ؟

أَيُعقَل أنني لم أكن يوماً كافياً ؟

لِما تُنقِذوني بعد أن دفعتم بي إلى الهاوية ؟

لِما قَد تُنجِبوني إن كُنتم تَبغضون العَيش معاً ؟

أَكانَ سهلاً رؤيتي أموت ألف مرة في الثانية ؟

أتسائل ؟!

" أَكان سهلاً أن تَريّنَني أَبكي ولا تأخُذيني بين ذراعيكِ ؟"

نِهاية الفصل الثالث ، دُمتم بخير ★

ســرطــان الضَــميّــر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن