الفصل 24 الأخير: ريعان البلاء|صبر محتوم

32.8K 1.4K 1.7K
                                    


همس الموت لأحدها،نهاية حبكما هو بداية قصتي،أحداث كانت و ستكون محور روايتي،نهاية بدايتها أحزان أبدية

_________________________________

بعد سنة ونصف تقريبا

فتح ليون باب المنزل ودخل بهدوء، بدا على وجهه الحزن، وانعكس شجن روحه على عشبيتيه، انحنى برأسه، جسده يتحرك ولكن عقله في مكان آخر، يضغط بيده على تلك الأوراق التي كُتب عليها بالخط العريض «مشفى بايكراست».

تقدمت نحوه عفاف بابتسامة هادئة تخفي أحزانًا خلفها، تحاول عدم زيادة وزن همومه، طَبعت قبلة على جبينه كالعادة، محاوِطةً عنقه كأنها تحاول تخفيف كربه، ونطقت:

"كيف كانت النتائج؟"

أفلت ذراعها وتقدم نحو الأريكة، جلس وارتكز بيده على جبهته، وبصوت غاصٍ في حلقه قال:

"مر عام ونصف يا عفاف، زرت كل الأطباء. أنا لن أنجب الأطفال أبدًا، لقد حرمتك من الأمومة."

ابتسم بحزن ثم جلست بجانبه، ربتت على ظهره بخفة ثم أمسكت بيده بود ، عيناها تحملان كربًا لا يعلمه إلا خالقها، تحاربه بابتسامة راضية بقضاء الله وقدره، وقالت:

"إنها مشيئة الله يا ليون، استغفر ربك وقل الحمد لله."

"الحمد لله"

نطق بها بصوت حزين خرج من أعماقه، كدليل على ما يخفيه وراء تلك الملامح الهادئة. كان راضيًا أيضًا بقضاء ربه، لكنه لا يزال يلوم نفسه. حيث فقد حلم أن تصبح له نسخة منها، ولا يرى ثمار حبهما، لذا أضافت مواسية:

"أملي بربنا كبير، سيفرجها إن شاء الله وسنرى أبناءنا أمامنا يومًا ما."

أمسكت برأسه لتديره صوبها، ثم أكملت:

"لا يليق بالمؤمن أن يُسيء الظن بربه في تقلب الأحوال، حتى وإن كانت النوازل تفتك به."

استمرت في ترتيب شعره، ونظرت إليه بحب مبتسمة برفق، وتابعت:

"قال الله تعالى: ﴿عسى أن تَكرهو شيئًا وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم﴾، وقال أيضًا: ﴿لا تدري لعله الله يحدث بعد ذلك أمرًا﴾."

اقتربت منه أكثر لتضيف:

"اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا، الصبر مفتاح الفرج، يا دعواتي. نحن نصبر على العطش والجوع في رمضان لأننا نعلم أن المغرب سيؤذن وسنروي أنفسنا. هكذا هو الصبر، سنضع ثقتنا في الله، وسيأتي الفرج بإذنه. النبي زكريا رزق بيحيى وهو شيخ، وكانت زوجته عاقر. من نحن لكي لا نصبر على حكم الله، كما أن الأطباء قالوا إن هناك أملًا."

Forbidden hearts [ مكتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن