الشفاء ليس في النسيان، بل في تقبّل الغياب بسلام. هو أن نمنح أرواحنا السكينة، وأن نحيي أثر من نحب في قلوبنا، فنجدهم في كل نبضة، نورًا يرافقنا لا يغيب
_________________
ثانوية Branksome Hall
ثانوية عالمية تعد الثانوية الوحيدة التي تحتوي على طلاب من فتيات فقط في منطقة تورنتو الكبرى
كانت شفاء، ابنة الخامسة عشرة، تقف في مكتب المدير، تحدق بالأرض بعبوس وهي تحاول استيعاب كلمات المديرة الغاضبة. بدا وكأنها ستنفجر غضبا قريبا، لا سيما حين رفعت رأسها لترى تلك الفتاة المستفزة تحدق بها بوجه متعجرف وعينين متشفّيتين، وقد علّقت على وجهها ابتسامة ساخرة. وقالت تلك الفتاة بلهجة حادة:
"غبية!"
ردّت شفاء بغضب، متقدمة نحوها
"أنت هي الغبية!"
لحظتها صرخت المديرة بغضب:
"توقفا، ما هذا؟ نحن في مؤسسة تعليمية! كيف تجرؤان على الشجار وسط الدرس؟ سيصل والديكما بعد قليل، وليعلم كل منكما أنني لن أتساهل!"
ما هي إلا لحظات، حتى وصل ليون، بهالته الصارمة، وعيناه تحراك بين الفتاة وابنته، نظرت شفاء إليه بعينين واهنتين، لكنه تجاهلها وتقدم ليون نحو المديرة، ثم سأل قلق:
"ماذا يحدث هنا؟"
"ابنتك تسببت بجروح طفيفة لزميلتها وبدأت شجارًا داخل الفصل أمام المعلمة."
تحوّلت نظرات ليون إلى شفاء، متعجبا بما سمعه، فهو لم يكن يتوقع منها هذا السلوك. بادرها بسؤالٍ بنبرة يغلب عليها العتاب:
"شفاء، هل هذا صحيح؟"
لم تتمكن من الإجابة في البداية، فالخجل والكبرياء كانا يحولان بينها وبين الاعتراف، لكنها أخيرًا نطقت قائلة بصوت محمل بالاستياء:
"هذه الفتاة السخيفة..."
قاطعها ليون بنبرة تحذيرية:
"شفاء!"
تراجعت بخوف. ثم قال لها بحزم:
"اعتذري الآن."
حاولت أن تبرر تصرفها
"لكنها هي من بدأت!"
ولكن ليون أصرّ على موقفه، مشددًا بنبرة لا تقبل النقاش:
أنت تقرأ
Forbidden hearts [ مكتملة ]
Aléatoireقلبان أحبا، كان حباً محرما دينيا كانت هي السلام في عالم صاخب. وكان هو الهوى الضائع في غياهب ومتاع الدنيا. التقى قلباهما فكانا قلبين محرمين. كانت عابدة تقية عفيفة. وكان هو ملحداً ضالاً تائهاً. أحبته، لكن عفتها ودينها منعاها. أحبها، لكن القدر منعه. في...