بارت ١٦

191 2 0
                                    


تنهدت بهمس وهي ودها فعلاً تبعد شوي عن جدتها وتسولف مع البنات ثواني وسمعت نحنه من عمها الكبير
وتليها عمها حمد اللي قال:يالغالية تستقبلين جيش أمة محمد
سمعت الضحك وذكر الله من الحضور الا هي ما تسمع الا دقات قلبها اللي زادت عن معدلها الطبيعي من انحنت عمها الكبير واللي استوعبت انها بتسلم على عمانها بعد غياب سنتين
بلعت ريقها ووقفت مثل ما الكل وقف بعد ما دخلوا وكان ودها ما سمعت كلام جدتها وجلست بجنب سلمى اخر المجلس لان الكل جاء جهة جدتها يسلم عليها
ابعدت خطوتين بتوتر وكانت فعلا بتروح لسلمى
لولا يد عمها الكبير اللي قال:ماودك تسلمين يا اخت الفهد
بهت وجهها وانخفضت دقات قلبها عند ذكر الاسم
دنق عليها وباس راسها وحضنها شبه حضن من حس بتيبسها:شلونك يابنت اخوي ؟
بلعت عبرتها وتنحنت:بخيـ.ر
ابتسم وابعد لاخوانه يسلمون عليها
وكان ردها مثل ردها لعمها الكبير لفت لعيال عمانها واللي فعلاً جيش كانوا اكثر من عشر أشخاص و أصغرهم بس اثنين ودليل انهم بالثانوي
سمعت سلامهم لها وما ردت وكانو منحرجين شوي منها متعودين على جدتهم وجلستهم بجنبها
استوعبت نفسها ووقفتها وابعدت لآخر المجلس تتركها يسلمون على جدتها براحتهم الا ان عمها الكبير ضرب على يده بمكان جنبه:تعالي هنا يالبخت
ناظرت لثواني باحراج ومشت وجلست جنبه
مد يده وحطها على كتوفها وبهمس:شلونك يبه شخبارك؟ وشلون امك ان شاءالله انها زينه ؟
بلعت ريقها:بخير
ماتعرف ليش علقت على كلمة"بخير" بس ماعندها غيرها ولا تبي تقول الا هي
الكلام الي بصدرها اكبر وأثقل ولا ودها تبوح فيه
اخذت نفس طويل ولفت لجدتها اللي تضحك مع عيال عيالها وأحفادهم بسعادة ورضا غريب عليها
لفت لعمها حمد اللي جلس بجنب بنته سلمى ومدنق عليها مبتسم ويضحك اذ قالت له شىء
لفت لعمانها الثلاثة الباقين واللي مثل عمها حمد ويسولفون مع عماتها وبناتهم
شعور ثقيل حست فيه وايقظ فيها شعور محبوس لفترة طويلة او هي فكرت انها قدرت تحبسه طول الفترة الا انها الحين ضحكت من سخف تفكيرها وتأملتها بنفسها
لو ابوي هنا هل بيدنق علي مثل عمي حمد او يمسح على ظهري مثل عمي فهد اللي جالس بجنبي او يمزح على بنات خواته ويخليني اضحك عليهم ومعه
لو فهد اخوي هنا راح يسولف مع جدتي ويمسح على رجولها وينكت عليها
غمضت عيونها من حست ان دمعه بتفر منها وبلعت عبرتها وثقل شعورها
لفت لعمها اللي دنق عليها وبشعور اول مره تحس فيه:انتي بخير يالبخت ناقصك شىء؟ محتاجة شىء علميني يبه باذن الله ما اقصر معك
ماقدرت ولا راح تقدر تمنع الدمعة اللي تمردت عليها ونزلت بكل تمرد
لف لها عمها بكامل جسمه ودنق عليها:البخت علامك؟
هزت راسها بلا ودنقت راسها اكثر ومسحت دمعتها الا ان عمها رفع راسها وبخوف:وراك تبكين؟
البخت بصوت تجاهد يطلع طبيعي الا تنفسها السريع وعبرتها الواضحة اكد لها كذبتها واللي كانت : دخلت رمشه بعيني ياعمي مافيني شىء
و رفعت راسها وانتبهت ان الكل يناظرها عضت شفتها باحراج ودنقت على صدر عمها بدون شعور:ليه الكل يناظر
لف عمها لهم وضحك:بسم الله وش فيكم
عمها حمد:وش فيكم انتم؟
عمها فهد:نسولف ونبكي لك شىء عندنا ..
احمر وجها وزاد إحراجها من سمعت ضحكهم لا مو كذا ليه ياعمي
رفعت راسها وطاحت عينها على ولد عمها وليد اللي كان يناظر والواضح من زمان نزلت عيونها و بعدت عن عمها اللي كان يسألها واللي تحلف انها ما سمعت ولا سوال وكل فكرها بنظرة وليد اللي خوفتها اكثر من أنها تخجلها
عمها فهد بطفش:ما راح تقولين علامك؟
البخت بشرود:بس اشتقت للجلسة هذي
ابتسم عمها وباس راسها:عشان تتوبين تبعدين عنا
هزت راسها وناظرت لجدتها وعيال عمانها وعماتها اللي حولهم وانتبهت لنفس النظرة ومن نفس الشخص خافت احد ينتبه وخاصه وانها قدامه بالضبط وكل شوي يناظر فيها
لفت لسلمى اللي تسولف بمزح مع جدتها ولا مهتمه لاحد من اللي حولها وضحك جدتها يشفع لها ان محد يسكتها ولا حتى ابوها ودها تطلع تحس بضيق بصدرها اولها من نظرات وليد اخرها من الشعور اللي داهمها وهي تتخيل اهلها بهالجلسة
لفت لنورة وشافت انها مدنقه على بنت عمتها سعاد وتسولف بهمس مو مسموع بس واضح من حركت يدها اللي ثواني تتحرك ودقايق ثابته بحضنها
الكل يسولف ويضحك الا هي
الكل يعرف لثاني الا هي
الكل مرتاح الا هي
الكل اهله حوله الا هي لحالها بدونهم
لفت لجدتها اللي قالت:تم نروح ليش لا
وعقدت حواجبها بعدم فهم
الا ان سلمى وضحت لها وش من قالت:ها جدة تبين دباب والا ناقه
مدت عصاتها لها:والله ان ضربتها على ظهرك علمتك وشهو دبابه يابنت حمد
سلمى:طول عمرك تحبين تدقرين فيني ولا مره قلت سلمى صح يجيبك بكره وتعرفين قيمتي
جدتها بسخرية:بترك عيالي وباجيك ليه مضروب على قفاي
خالد:ماعليك منها جدة ذي خذي منها هرج
وليد ضحك:تعرفين ياجدة مقطع ماغير هرج والله ماغير هرج تراه يقصدونها فيه
الجدة:وش مقطعه ذَا
طلع جواله:اوريك اياه وتعرفين ثواني
سلمى بقهر همست:عسى جوالك للكسر يارب
ضحك ابوها:عاد كله ولا سلمى ان شغلته ياوليد كسرت جوالك
الجدة:الا شغله بشوفه الا تقول عنه
سلمى:خليها يبه تشوفه شبيهتها
ضحكت البخت بهمس ولف عليها عمها فهد:لو ادري ان سلمى تضحك كان من اول تاركها تتكلم
ناظرت البخت وابتسمت:عساك سالم ياعمي
عمها فهد:شفتي هالخبلة ترى ما تزين جلستنا الا فيها عسى الله يخليها ويحفظها
ضحكت البخت ولفت لها سلمى وابتسمت لضحكتها
الا انها عقدت حواجبها من ضحكت عمها فهد:ها عمي اشوفك تضحك ضحكنا معك
عمها فهد ابتسم :افا ما تبيني اضحك
سلمى:الا اضحك جعل ما يضحك احد غيرك بعد ابوي بس عاد علمني خلني اضحك معك بدال رفعة الضغط اللي تسددها لي امك الحنونة
قرصها ابوها:امه جدتك يامال اللي ماني بقايل
مسحت على قرصت ابوها وبألم:والله امك ماغير تضحك ذَا الجيش علي بدال لا تدلعني وتخليني انا اضحك عليهم
جدتها بسرعه: ياهب يا وجهك اذكري الله وقولي ماشاءالله تبارك الله
سلمى بطفش:ماشاءالله تبارك الله عسى عيونهم للفقع
خالد بذهول:بسم الله على عيونا يابنت
حازم ضحك:غيرانه من عيونا يابنت عمي
سلمى:ليتك رقدت قبل كلمتك ياولد عمي الذكي
انفجر ضحك بقوة وضحكوا الكل معه
وقال من بين ضحكه:الله يعينك ياعمي عليها
سلمى بهمس مسموع:يارب جنتك ورضاك عن لا اذبحه بدم بارد
ابوها بذهول:انتي علامك عليهم
سلمى:عشان جدتي بصفهم مالت عليهم وعلي يوم اني اقترحت طلعت البر
ابوها بحب:ولا يهمك اطلعك للبر واخليك لين ما تشبعين منه
سلمى بفرحة:صدق يبه ونطلع بدونهم
جدتها قاطعتها:الا رجلي على رجلكم
سلمى:عيب ياجدة رجال واهله يمكن ان ابوي يبي طلعة البر لامي بس يتحجج فينا انتي وش تبين داخله عرض
توسعت عيون جدتها بعصبية:حمد امسكها لي خلني اادبها قليلة الادب
تألمت من ضربه ابوها:بنت وش قلة الادب
تنهدت بطفش ووقفت:يارب البخت تروحين معي
وقفت بسرعه وكانها لقت طوق نجاة:يلا
ولفت سلمى لجدتها:لا تجين وراي تراي زعلانه اعرفك لا طلعت بتلحقيني
جدتها بسخرية:انت لا تحومين عندي تبين ارضيك
سلمى:نشوف لا راحوا جيشك وش بتقولين
وطلعت بسرعه مع البخت اللي كانت ساكته وهادية طلعوا للحوش وتمشوا فيه بعد ما نزولوا نقباتهم
البخت:ماتوقعتك جريئة كذا قدام العيال؟
سلمى:ما كنت كذا بس جدتي تسولف معي وتضحكهم علي كل ماصارت جمعة وعاد شوي شوي صرت ارد عليها وبعدين صرت ارد عليهم ولا يهمني احد وبالعكس يضحكون
البخت:ماكانت كذا جدتي صح؟
سلمى:اَي من بعد ما رحتوا صارت تجمعنا بكثرة وتبينا ما نغيب بكل جمعة وبس تقربنا لها
البخت:اها
سلمى ناظرتها:وانتي وش فيك قبل شوي تبكين؟
البخت باحراج وكذب:ما بكيت بس دخلت رمشه بعيني
سلمى بعدم تصديق:اها
ناظرت لسماء:شكلها بتمطر اخيراً بلعب فيه
وبضحكة: ابوي ما راح يقدر يدخلنا واحنا هنا
ضحكت البخت على همها التافه بنظرها وناظرت لسماء:مدري وش الحكمة انك تلعبين تحت المطر
سلمى: تدرين ليه احب اجلس والعب تحته اذ وقفت تحته وغمضت عيوني وتركته يبللني لين احس كل قطراته بقلبي وقتها احس اني تغسلت من كل هم وغم وضيق او من كل فكرة مزعجتني ومترددة فيها جربي تغمضين عينك وتفتحين يدك له و تشوفين قد ايش الشعور جميل ومريح وكأنك تتغلسين فيه وترجعين نظيفه
نظرتها البخت لثواني وبهمس:لهدرجة؟
سلمى:واكثر بكثير هالشعور صعب أوصفه بس حاولت اقرب لك المعنى وجربي انتي وراح تفهمين ايش اقصد
البخت ناظرت لسماء:كل هم وغيم يا سلمى؟
سلمى:وكل فكرة وفكرة مترددة فيها وشعورها بشع
هزت راسها وناظرتها وابتسمت
ابتسمت لها سلمى:تراي ماحبك متضايقه واليوم طول الجلسة سرحانه وساكته وردودك بارده معك حق كون انك لاول مره تجتمعين معنا بعد غياب طويل بس انتي قوية وصبورة وعندك قدرة تتحملين الاشياء الكبيرة فكيف بعادية مثل جمعتنا .!
ناظرت البخت وسكتت
حست بقطرات المطر تنزل وشهقت سلمى اللي صمت اذنها بفرحة:تمططططر اخيرررااااً
ضحكت:بنت لا تصارخين ترى بيجي عمي ويدخلك
سلمى نزلت طرحتها وانثرت شعرها و رفعت راسها للسماء:ابوي ماهو بداري عن مكاني
ولفت لها:اسمعي بنفترق لعشر دقايق ونرجع هنا ونقول لبعض وش كانت دعواتنا تمام
البخت ضحكت وهز راسها بايه
وراحت سلمى وهي فاتحة يدينها ووجها لسماء نزلت طرحتها البخت وسوت مثل ما قالت سلمى غمضت عيونها بهدوء
وسرحت بابوها وأخوها ودعت لهم وألحت بالدعاء وتشكل وجهه امها وهي مبتسمه وبيدها مصحفها وبجنبها سبحتها اللي أهداها فهد باول راتب له
ابتسمت بشوق ونزلت دموعها ودعت لها ودعت انها تشوفها بأقرب وقت
سكتت ثواني طويلة ولاح لها وجهه الضابط فهد وهو مبتسم وبيده قبعته ونظارته ابتسمت شبه ابتسامه
بس هزت راسها تبعده عن افكارها وهي مذهوله كيف طرى عليها وبهالوقت بالذات
فكرت بشمايل وشفوق وأمهم ودعت لهم على طيبهم معها تذكرت البدور اللي قطعت عنها من راحت لنوف
وتضايقت من تذكرتها ما دقت الا مره وقت قالت لها عن متعب وبعدها ماعد دقت بعكسها هي اللي دقت عليها وعلى امها وعلى نوف بس محد رد عليها وكأنهم مايبونها زعلانه وشايله بقلبها كبر الجبل اتجاههم
ماضرهم لو ارسلوا يتطمنون عليها
ماضرهم لو اتصلو ولو كل بعد فترة اهم شىء ما يتركونها لحالها مع ناس غريبه
خابت هقوتها فيهم وظنها
أخذت نفس طويل و فتحت عيونها وناظرت لسماء
ابتسمت وزادت دموعها اللي اختلطت مع قطرات المطر
من تصور لها وجيه اهلها بالسماء يبتسمون لها
وبصوت مخنوق:اشتقت لكم
طرت ببالها فكرة غريبة بس تنفعها
عضت شفتها لثواني بتفكير وتأكيد وانعادت لها كلمة سلمى
لفت ومشت للمظله حقت السيارات واللي تكون بالخلف مو قدام البيت مثل بيت فهد واهله
طلعت جوالها من مخباتها من تحت العباية و دخلت الملاحظات ووقفت عند الرقم واللي اخذته من شمايل
ناظرت لثواني وبلعت ريقها ونسخته وحطته بالاتصال وضغطت "اتصال"
دق قلبها بتوتر واحراج وحطت الجوال بأذنها
دقايق وسمعت "الو"
البخت بتردد:الضابط فهد؟
--------------✨✨✨✨
عند بسمه وطلال..
.
رجع بظهره للجدار وتنهد وغمض عيونه توه جاء من غرفة امه مرتاح لرضاها وهدوئها ومبسوط ليش ان عبدالله لقى له صديق كان خايف كثير من سكوت عبدالله لما اخر مره راح معه عشان أغراض بسمه كان ساكت واذ تكلم يرد عليه بكلام مختصر مو نفس قبل عارف ان عبدالله ما قدر يتخطى ذكريات المستشفى ولا انهيار امه وهو متأكد بعد ان لو طال شوي بحالة السكوت ماراح يقدر يسوي شىء وراح يضطر يوديه لدكتور نفسي الا ان كل مخاوفه انبترت من جذورها وكل افكاره تبخرت لما دخل وشافه يضحك مع إياس وأخته
ابتسم وتلاشت ابتسامته من تذكر الصبح و كلامه معه"
إياس:لا بس ليتني اكبر من هالحين
طلال:ليه؟
ابتسم إياس وناظر لكل شىء الا عيونه:ماكانت هذي جلستنا ولا اكون منتبه لرجفة يدك بدون لا اقول ادخل وانا اعرف سبب جلستك هنا
بدون شعور شد طلال على يده وضحك بإحراج حاول يخفيه وذهول:رجفتي مو من البرد يكون بعلمك
إياس شرب من الشاهي:همم
طلال لقى نفسه يعترف له بدون لا يدرك هالشىء:انا بس مرتبك شوي
إياس ابتسم:عسى ماشر؟
ابتسم بمثل ابتسامته:ماني قادر اثقل قدام ثقتك وقوتك
إياس بهدوء:السموحة بس هذي شخصيتنا وهذا اللي تربينا عليه
طلال:لا تعتذر انا معجب ومنذهل فيك
إياس:ولا أخفيك انا بقلبي شكر لك وامتنان
طلال:ليه؟
إياس:لانك صاحب مخلص ورجال من الرجال اللي قال لي عنهم ابوي باسل
ابتسم طلال:اَي رجال اللي يقصدهم الباسل؟
إياس:يكتمون السر ويكرمون الضيف ويقدمونه على أنفسهم وهالشىء شفته من دخلت بيتك
ابتسم طلال اكثر وماعرف وش يقول بعيدا عن ان الباسل اللي يتكلم عنه هالولد ارهابي دخله بنفسه لسجون الرياض. الا انه يلقى نفسه منشرح لكلامه وجلسته ومعجب لكلامه الموزون والمختصر ولا يعرف ليش شق الابتسامه الواسعة من مدحه وحس لاول مره يحب المدح ووده ينمدح اكثر على لسان اللي قدامه
إياس:ودي أقول شىء بس متردد
طلال رفع حاجبه لاعلى بتعجب:متردد ليه ؟ تكلم وخذ راحتك
إياس:ولا تشوفها قلة ذوق؟
طلال زاد تعجبه:لا ان شاءالله تكلم
إياس ناظر للأرض ثواني ورفع راسه وتحديدا لعيونه وبهدوء مغلف باحراج: ملاحظ انك تتصنع الرضا والهدوء وبعيونك فراغ وحزن
بهت وجه طلال ورمش بدون ادراك وتدريجياً اختفت ابتسامته ..
إياس بهدوء:قبل لا يدخل أبوي السجن بشهر رجعت من المدرسة وانا متضايق وزاد ضيقي من إبـراق وتصغيرها لي وخوفها اللي يخنقني ومسكني ابوي باسل ومن عرف وش فيني قال لي كلمه للحين اعيد فيها
رفع عيونه له وبنفس الهدوء:‏" الدنيا ماشيه والأيام مقفيّه والناس ماهيب للناس عشان كذا أفطن لنفسك وعزها عن شعور ما يعزها " ما أخفيك اني مافهمت وش يقصد وليه هالكلام واللي ماكان على قدر ضيقتي الا اكبر وأعمق ولا وضح لي من قلت له "وش تقصد؟" بس من دخل الريس حياتنا فطنت لكلامه وعرفت وش يعني ولقيتني مع الايام امشي عليها واحطها بين عيوني
وبقصد:فهمت وش كان يقصد ابوي باسل منها!!
نزل طلال عيونه بصدمه ولا قدر يرد عليه بلع عبرته اللي نشبت بين حناياه وحاول يرمش اكثر من مره يبعد دمعَ مالح بدأ يتمرد عليه ويخرج غمض عيونه ولا قدر يعطي ردة فعل اكثر منها ثقل كلماته اكبر من انه يتحملها ويتجاوزها
إياس: مااقول ان شعورك مستصغره لو واللي خلق الروح فيني بس لا تخليه يكبر وياخذ مكان بصدرك و تعيش باقي عمرك معه
وابتسم بعد ما رفع طلال راسه يناظره
عقد حواجبه واخذ نفس طويل وكرر هالحركة ثاني مره وبصوت متغير:شلون؟
إياس: ما تكلمت عن فقيدك من مات لحد هاللحظة دليل انك ماتخطيت هذاك اليوم تعرف وش يعني تتجاوز الشىء؟ يعني تتكلم فيه بدون لا تتاثر ولا يحترق لك جفن من دمع تجاهد انك تكبته الفقد موجع بس الوجع انك تخليه يكبر بصدرك للحد اللي ما تقدر تتحمله
طلال بلع عبرته وناظر للفراغ
سكت إياس لسكوته وناظر لنخلتين بهدوء
بعد ثواني ..
قال طلال:ابوي ماهو شىء أتجاوزه واعيش ابوي روحي وكياني وجهاتي الاربع مااتجاوزه ولا اقدر أتجاوزه كيف تقول لي تجاوزه؟
إياس ناظر لعيونه واللي فيها لمعة الدموع وابتسم:تتجاوز يعني تمشي تتعدى الايام هذي بأقل الخساير لا تخليها نقطة تغير فيها حياتك لأسواء وللأسف اول التغير واللي عرفته انك تركت شغل الميداني واكتفيت بالمكتبي
طلال:لان برقبتي ثلاث أشخاص مسؤول عنهم ماني لحالي عشان اروح الميداني وعلى كتفي روحي
زادت ابتسامه إياس وشبه سخرية قال:عذر مقنع قدرت تضحك فيه على نفسك
ناظره بصدمه لسخريته الواضحة ولكلامه
إياس وبنفس السخرية:تعرف اول دروس الريس لي؟
ولما شاف سكوته:اوقف خلف جدار وقدامي خمس رجال يسددون من رصاصاتهم على لوح فوق راسي
ومجرد حركة لو بسيطة مني عادي جداً اموت بدم بارد
توسعت عيونه بصدمه:كيـفف؟
إياس:اسبوع وانا اوقف نفس الوقفه واسمع نفس الرصاص واثبت نفسي وكاني تمثال مجرد لمسه له بيطيح وينكسر والفائدة من هالدرس:تذبح افكارك اللي صداها عقلك واعذارك الي ترضي نفسك فيها باقل الخساير لازم لك كلمه ووقفه عشان تقدر تعيش وتمسك السلاح بدون تردد ولا هزت يد
طلال تامل نظرة القوة اللي بعيونه والحدة اللي واضحة بملامحه وهو يتكلم مر في باله سوال واحد ياترى الريس شاف اللي شفته بالولد وصار يعلمه على الثقيل!!!؟ والا تربية الباسل شدت الريس وصار مايبي الا يعلمه فصار مزيج من الريس والباسل وكلهم مطلوبين للعدالة
تنهد بحيرة وضيق وبهم:اقطعها من سالفه
إياس:لازم تراجع نفسك وتشوف نقاط قوتك ونقاط ضعفك ولا تتهرب الهروب للجبناء ماهو لنا
وابتسم على اخر كلمه
ناظره طلال وابتسم شبه ابتسامه:دروسك ثقيلة
إياس:الشاطر اللي يطبقها"

ياختيار القلب قبل العين🥹✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن