شّعُور
الشّعور الثَامن|مُناورات قلبية
كِتابة: وصال
__________الحُب كاللون الأسود قاتم و ملىٰ بِالغموض
_|قبل ١٧ الساعة|
كان يشوفلها مِن تحت أهدابه بِهدوء عَارم كيف طلعت من غُرفة الملابس و هي تلف فِي طرف الروب حوالين جسمهَا بِكل هدوء و هي تتجاهل فِي نظراته الثاقبة و اللي كانت ترصّد فِي كُل خطوة تخطيهَا
قبل ما تبلع ريقها بِهدوء و هي ناوية تطلع مِن الغرفة إلاّ أن صوته المُستنكر إستوقفهَا و هو يستقيم بِجذعه من حالة الركود اللي كان فيها و قال: على خير يا طير؟ وين تبي ماشية؟
رمشت حور بِعيونها و هي تشوف أمامها لِـ ثواني معدوده قبل ما تأخذ نفس طويل و هي تلف تشوفله بِملامح هادئه و إبتسامة بسيطة: لِـ الصالة نفكر نحضر فيلم و هكي، ليش تسأل؟
إستنكر غيث كلامها اللي دفعه لِـ إنه يرفع حاجبه الأيسر بِنظرات مُتهكمة و هو يقول: و خيره الشاشة اللي هنايا ما تعرضش فِي أفلام و لا كيف؟
حولت حور أنظارها لِـ الشاشة اللي كانت محطوطه مقابل لِـ السرير بِضبط و هي تشوفلها بِصمت إمتد لِـ دقائق معدوده قبل ما ترجع تشوف لِـ غيث ثاني و هي تنزع عنها فِي قناع اللامبالاة و قالت: مِن الأخير اني مش طايقه نكون معاك فِي نفس المكان مش قادرة لِـ هذا نبي نرقد فِي الصالة!
همهم غيث بِتفهم و هو يبتسم بِجانبية و البرود إعتراه فجأة و هو يشوف لِـ معالم وجهها الجامدة بِشدة إستغربها جدًا و هو يعدل في ظهره كويس علىٰ السرير وراءه و قال: خوذي نفس و أهدىٰ مش اني اللي يغصب مرأة عليه صدقيني هذا ليش خوذي راحتك و ارقدي وين ما تبي عادي الحوش حوشك و أنتِ مالكه ليه!
بهتت تعابير حور فجأة و هي تشوفله كيف قعد يشوفلها بِهدوء و هو يراقب فِي أقل التفاصيل اللي تطلع منها قبل ما ترمش بِأهدابها و هي مزالت مش قادرة تصّدق الكلام اللي نطق بيه و اللي خلاها تبلع ريقها بِعدم تصديق و هي تقول: بِالبساطة هاذي كلها؟ وين ما تبي و الحوش حوشك بِالسرعة هاذي هكي عادي عندك و مش مهم ان شاركتك المكان او لا عادي؟
تأفف غيث و هو معاش قادر يفهمها و لا يفهم شن اللي تبيه منه بِالضبط الشيء اللي خلاه ينوض يوقف علىٰ حيله و هو يقرب يوقف قادمها على مسافة و عقدة بين حواجبه تشكلت مِن حيرته فِي أسلوبها المُتغير قبل ما يقول: شن اللي تبيه بِالضبط انتِ همم شن اللي تبيه؟ مش قلتِ مش طايقة تكونِي معاي فِي نفس المكان ليش توا بِتبكي لان قتلك ارقدي وين ما تبي شن الفرق؟
أطرفت حور بِأهدابها و هي تحول فِي أنظارها عنها و هي توا بس إسترجعت نفسها و إسترجعت حقيقه ان هو ما يحبهاش زي ما هي تحبه و لا حتى مبادلها و لو جزء بسيط مِن حبها ليه!
مما دفعها لِـ الإبتسام بِسخرية مِن مشاعرهَا الشديدة نحوه و اللي من المُستحيل يفهمها قبل ما تتنهد و هي ترجع فِي أنظارها ليه ثاني و هي تقول: تصبح على خير!
أنت تقرأ
شّعُور
Romance"يغمرُ قلبي شعور أنتِ سببه". • شّعُور [رواية مِن دَاخل المُجتمع الليبي]. • بُقلم: وصَال سَالم. • جميع الحقوق محفوظة ©.