شّعُور
الشّعور التَاسع|و لكننِي أُحبك!
كِتابة: وصال
__________و يؤذيك مَن كُنت تخشى عليه مِن الأذى!
_مِن أصعب الأمور اللي مِن المُمكن يتعرضلها اي شخص هي لما تسمع "مسبتك بِوذنك" موقف يُعد مِن أكثر المواقف قسّوة و ألم
لمَا تنهَان مِن اللي كُنت تخاف عليه ينهَان، شيء لا تقدر توصفه كلمات و لا تعبر عنه حروف و لا تكفيه دموع و لا اي شّعور كان!
الخيبة و الوجع اللي يرافق هَالموقف كفيل و جدًا بِأنه يقلب مشاعر اي إنسان مِن الحُب لِـ اللاحُب و مِن الثقة لِـ اللاثقة!
بس لمَا اللي يأذيك هو ذاته اللي كنت توقف خلفه و أمامه عشان تمنع عنه اي أذى!
لهذا شّعور جيلان وقتها كان أصعب شّعور مِن المُمكن تمُر بيه اي بنت عاشت محرومه مِن شّعور وجود الآب في حياتهَا
قاسي جدًا لما تعيشي حياتك كلها فاقدة السند و الظهر اللي تتكى عليه بِكل قوتك و أنتِ مش خايفة حتى و أنتِ غالطه!
تعيشي طول عمرك تبحثِي عن مَن يعوضك حنانه و يغدقك إهتمام و خوف و حنية شبيه بِحنية الأب، و لما تحصليهَا فجأة تطلع كلهَا وهم!
مُجرد تسلية بس ضحك و سُخرية عشان بس وثقتي فيه حبيتيه و أمنتِ فيه بِكل ما فيك لانه بس إحتواك كما "يحتوى الآب بنته"
الشّعور اللي مرّت بيه جيلان كان كفيل يخليها تشوف لِـ الكُل إنهم كذابين اصلا شن مزال بِتراجي مِن اي حد مثلًا؟
إذا اللي مدلها إيده و طبطب عليها و إهتمام فيها دار كل هذا بِداعي "تضيع الوقت و اللهو"
شن مزال حيخليها توثق ثاني؟ و فِي مِن حَتوثق و هي اللي إعتبارته راجل طلع عيل يتسلى بيها؟
زفرت أنفاسها بِقوة و هي حاسة نفسها مخنوقه بِشدة مِن مُجرد التفكير فيه و فِي اللي داره فيها، و رفعت رأسها فوق و هي تمنع فِي دموعها من النزول و هي إطبطب علىٰ روحها المخذوله و هي تقول: ما تبكيش جيلان ما تبكيش ما يستاهلكش جيلان ما يستاهلكش أنتِ ربي يحبك عشان كشفه ليك جيلاني كشفه ما تبكيش عليه لا ما تبكيش أنتِ قوية جيلان قوية!
و مسحت علىٰ وجهها بِالقوة و هي تشوف لِـ سقف غرفتها لِـ ثواني و قلبها اللي بين ضلوعها مع كل نبضه ينبضها كانت يحسس فيها بِالغرق و الإختناق أكثر و أكثر و هي راغبة لو إنه ليه القُدرة على الصراخ بِأعلى صوتها!
لكنه حتى الحق هذا مسلوبه منها، و تنهدت و هي تبلع فِي ريقها قبل ما تنزل انظارها لِـ هاتفها اللي رن بِإشعار رسالة و اللي كانت من سارة
الشيء اللي خلاها تتنهد ثاني و هي توقف علىٰ حيلها قبل ما تلبس عبايتها و هي تلف فِي وشاحها و هي تفتح فِي باب غرفتها و أقدامهَا لا إراديًا منها قادتهَا لِـ غرفة أمها و هي تفتح فِي الباب عليها
أنت تقرأ
شّعُور
Romansa"يغمرُ قلبي شعور أنتِ سببه". • شّعُور [رواية مِن دَاخل المُجتمع الليبي]. • بُقلم: وصَال سَالم. • جميع الحقوق محفوظة ©.