<<9>>

208 10 27
                                    

ترد سيجونغ في دهشة مع بعض الارتباك البسيط
"ماهذا المزاح الثقيل جونغهاناآ أنا توأم روحك سيجونغ كيف لك أن تمثل عدم معرفتي؟"
وتلحقها الصغيرة إن آه بقولها " هانياآ مابك ألم تكن تقول إنني الطفلة المحببة إلى قلبك لما تفعل بي هذا؟" شعر عندها جونغهان بالضغط فهي اول مرة يتحدث فيها بعد ستة أشهر من النوم الهادئ وقال وهو يشعر بوخز في رأسه حيث يضع يده عليها " آسف حقا ولكني حقا لا أعلم من تكونان "
بينما سيونغكوان يحدق باتجاه أخيه باستغراب وتفاجأ شعرت الفتاتان بالإحباط ولم يستطيعا أن يسألا أكثر خوفا على صحة هان لذا فقط خرجتا وما إن أغلقتا الباب قالت سيجونغ " هانسولاآ يمكنك الدخول فقط والاطمئنان على صحته لأن هناك أمر مربك به "
دخل عندها بسرعة واتجه ناحية كوان نقر على كتفه ليلتفت الآخر بوجه قلق ليقوم الأكبر بإمساك وجه الصغير بين يديه وهو يقول " هل هناك خطب ما؟ مالذي يجري؟" ، شعر جونغهان بالغرابة والخوف على شقيقه ليقول " كواناآ لم تترك هذا الغريب يقترب منك هكذا؟" ليقول سيونغكوان " أخي هذا هانسول صديقنا وحبيبي ألا تتذكر هذا؟ " ويشعر جونغهان مرة أخرى بذلك الوخز والتعب القليل وردّ قائلا " ما هذا الهراء كواني أنت في حياتك لم تواعد شخصا ، ثم إنك صغير جدا على مثل هكذا أمور " وكأن سيونغكوان وهانسول وقتها شعرا بما يحدث مع جونغهان ونظرا لبعضهما نظرة دهشة وقلق وما إن عادت أنظارهما اتجاه الصغير المريض تقدم سيونغكوان منه وسأل " هانياآ في أي سنة نحن الآن ؟ " استغرب جونغهان من سؤال أخيه ولكنه أعطاه إجابة مختصرة عليه حيث قال " ماهذا السؤال الغريب؟ "
ليعيد سيونغكوان سؤاله بصيغة أخرى " أخبرني إذا في أي سنة دراسية أنت الآن ؟" استغرب جونغهان مرة أخرى من سؤال أخيه وأجابه كما يريد فقال " حسنا مع أن أسألتك غريبة حقا لكن إسمع ، ستنتهي العطلة الصيفية وسنبدأ سنة دراسية جديدة ، بينما أنا سأبدأ السنة الثانية من الإعدادية أنت ستشرع بالسنة الأولى لذا بالطبيعي نحن في سنة 2007 لذا توقف عن سؤالي لأنك تؤلم رأسي حقا "
ينهض سيونغكوان حيث كان جالسا جانب أخيه على حافة السرير والتفت إلى هانسول الذي يقف متصنما بدهشة وقال له بصوت خافت " مالذي علينا فعله؟"
ليسمع صوت جونغهان المنزعج مرة أخرى " لما تسألني وتذهب؟ أخبرني لما علي أن أجيب على أسئلتك الغريبة ومن هؤلاء الناس الذين يدخلون ويخرجون وتبدون على علاقة وطيدة معا ، ثم لما أنت وحدك هنا ؟ أين أبي وأمي؟ "
تلعثم سيونغكوان ولم يستطع الرد على أصعب سؤال يمكنه سماعه في هذه الحياة واغرورقت عيناه بالدموع وبينما كان هذا يحدث قد خرج هانسول مسرعا مناديا الطبيب ، وقبل أن ينهال جونغهان على سيونغكوان بأسألته مرة أخرى يدخل الطبيب ويأمر الصغير بالخروج لأنه يريد تفقد الحالة ؛ عند دخول الطبيب وكشفه عن جونغهان لم يلبث كثيرا داخل الحجرة لأنه علم من بداية محادثته مع جونغهان مالمشكلة التي أصابته لذا خرج الطبيب واستقبله سيونغكوان والبقية بوجه متوتر وقلق ليسأل كوان " مابه أخي ؟ لما يتصرف وكأنه لا يعلم شيئا؟"
ليتحدث الطبيب بيأس قائلا " في الواقع أخوك أيها الصغير يعاني من فقدان جزئي للذاكرة حيث يظن أنه في صيف سنة 2007 وهذا يعني أنه لا يتذكر أي شيء حصل بعد تلك السنة وهذا يشمل الأشخاص أيضا " قال جملته الأخيرة وهو ملتفت إلى عائلة تشوي
تضع سيجونغ حينها يدها على فمها من الدهشة مع تساقط بعض قطرات الدموع من عينيها وقالت " هو حقا لا يمكنه تذكرنا ، كم هذا مؤلم "
وتُلحقها أختها الباكية الصغيرة أيضا بكلمات موجعة حيث قالت " ولا يمكنه حتى تذكر أخي سونغتشول"
ظن الجميع أنها مشكلة لا يمكن حلها حتى تحدثت السيدة نارا بثقة حيث قالت " ولكنه يستطيع أن يتذكرني" نظر الجميع لها باستغراب حيث أنهم لم يفكروا من شدة الصدمة حتى قامت بتوضيح الأمر لهم قائلة " لطالما كان جونغهان من معجبيّ وتعلم العزف ومقطوعاتي على مسامعه ، إن رآني يمكنه أن يتذكرني صحيح ليس كجارة له أو كوالدة لأصدقائه ولكن سيتذكرني بصفتي العازفة المشهورة أوه نا را "
ليتحدث الطبيب بعدها موضحا العديد من الأمور " أولا عليكم جميعا أن تعلموا أن في حالته هذه دماغه في حالة تحطم وتلف في الخلايا العصبية وهو شبيه نوعا ما بمرض التهاب السحايا ، ومن الصعب عليه تقبل الأمور السيئة دفعة واحدة ، بما انه مربوط بقضية ما فقد بلغني تقرير من الشرطة عنها وأقدم لكم أحرّ تعازي ، ثانيا علينا فقط التعامل مع ردة فعله لمعرفة وفاة والديه ففي النهاية هذا أمر يصعب إخفاءه وأظن بأن شمعة فضوله ستنطفأ لمعرفته إجابة السؤال الذي يتحرق شوقا لسماعها وهو أين والداه؟ ، ثالثا على الجميع أن لا يقوم بذكر أي من الأحداث التي حدثت خلال الأشهر الستة الماضية ألا عن نوع العلاقة التي تربطكم به وأيضا يمكنكم الحديث عن صديقه الراحل باستثناء الطريقة واليوم الذي توفي فيه ، فالحالات التي مثله يستوجب أن تتذكر وحدها وإجبارها يزيد من تدهور الحالة الصحية لها "
تحدث حينها هانسول بانفعال كبير لأنه يحس بأن هناك ظلما كبيرا في مجرى الأحداث " هذا صعب جدا، هل تريد منا أن نمثل وكأنه لم يحصل شيء مع أن ماحصل لا يقارن أبدا بما سيحصل مستقبلا ؟! "
ليرد الطبيب بحزم " إن كان يهمكم أمره وسلامته عليكم فعل هذا " غادر الطبيب بعد كلامه هذا وترك الجميع يقف أمام غرفة جونغهان لا يعلمون ما حاله في الداخل وتتخبط الأفكار في رأوسهم كيف سيتعاملون مع ما حصل لتتحدث نارا بعد ما يقارب الثلاث دقائق من الصمت المطلق وتقول " أنا سأدخل وأخبره بطريقتي" تلتفت حينها وتنظر لسيونغكوان بطريقة حنونة تمسك وجهه بين كفيها وتقول " عزيزي الصغير كواني أعلم أن هذا صعب عليك جدا لتفعله أنا إمرأة كبيرة وأعقل وأحزم وفي مقام والدتكما لذا علي أن أفعل هذا ، سأخبره أنه كان في حادث مع والديكما وقد نجى وحده وفقد ذاكرته بعد أن استيقظ من غيبوبة مدتها 6 أشهر بدون تفاصيل أخرى "
ليقول سيونغكوان بحزن " وأنا ما واجبي؟" ترد عليه قائلة " فقط أدخل وقم بمواساته فهو سيحتاج ريحة أهله بلا شك "
دخلت السيدة نا را بعد ذلك إلى غرفة جونغهان وفور ما رآها كانت ردة فعله نفسها عندما التقاها اول مرة منذ 4 سنوات جلست مقابله على كرسي قريب من السرير وقالت " عزيزي جونغهان .." ليرد بحماس "نعم تفضلي أخبريني هل قدومك هنا مفاجأة من والديّ ؟ لهذا هما ليسا هنا الآن؟" لترد وهي تشعر بالأسى حياله " في الواقع أنا لست مفاجأة لطالما كنت تعرفني وأعرفك ونحن مقربان جدا من بعضنا ،حتى أثناء الفترة التي كنت فيها غائبا عن الوعي انا من كان يعتني بسيونغكوان ويعيش معي بين ثنايا منزلي " ليقول جونغهان في حيرة " بعيدا عن كل هذا الذي لا أتذكره ولكن لما أخي الصغير يعيش معك؟ لما لا يكون مع أهلنا؟"
هنا شعرت نارا بالشفقة حقا اتجاهه ولكن عليها أن تكون قوية من أجله ومن أجل سيونغكوان لذا أخرجت ما في جعبتها من قصة حسب اتفاقها مع الجميع
ما إن انتهت نارا من حديثها الذي طوال الوقت الذي هي تتحدثه لم تنظر إلى عيني ذاك الصغير ، حتى عمّ الصمت أرجاء الغرفة لمعة عيني جونغهان اختفت للمرة الثانية أصاب عقله عاصفة فكرية من الأسئلة كيف لهذا أن يحدث؟ مالذي يجعلني أخرج مع والدي وحدي؟ أين أنا؟ هل أنا سبب وفاتهما؟ ما كل هذا ؟ والكثير من الأسئلة أيضا أراهن أي أحد على أنه سيتسائلها لو كان في مكان جونغهان خاصتنا وما جعل نارا تدرك أن جونغهان بدأ يتدارك الأمر هو إرتعاش يديه وشدهما على اللحاف بينما هو لم يكن يقوى على فعل هذا منذ استيقاظه ثم رفع يديه عاليا ممسكا رأسه ويشدّ بأنامله على شعره الدموع تنهار كالشلال من عينيه وأنفه يسيل بطريقة طفولية تقوّس شارباه ويقول بكل حزن " أبي أمي ....أريد والداي هنا الآن لا أستطيع مفارقتهما هكذا " يبكي بحرقة مطلقا آهات الحسرة ويوجه كلامه للسيدة نارا التي فقدت سيطرتها وبدأت بالفعل بإخراج الدموع من عينيها حيث قال " أرجوك أخبريني كيف لي أن أتحمل هذا ، لقد توفيا منذ ستة أشهر وأنا أنام بسلام هنا ، كيف لي أن أرى وجهيهما مرة أخرى ها آآه " انهار جونغهان حقا بالبكاء وكأنه يخرج كل ماكان مدفونا بداخله لقد فقد والديه في ظروف لا يستطيع حتى استيعابها ولا تذكرها ، نهضت نارا من مكانها لأنها لم تستطع تحمل ما ترى فكل هذا يعيد لها كل ذكرى مشينة حدثت قبل 6 أشهر وخرجت وفور خروجها قالت " سيونغكواناآ عليك أن تؤدي واجبك الآن " وابتعدت حتى عن باقي عائلتها أما كوان فقد دخل مسرعا لسماعه صوت أخيه المنهار والذي يسمعه للمرة الأولى بهذه الطريقة ، ركض باتجاهه وضمه بين ذراعيه الصغيرتين ولم يستطع قول كلمة واحدة ولا جونغهان كان يقوى على ذلك لقد بقى يتلوى في حضن أخيه لساعات من حرقة هذا الخبر المفجع لأنه ببساطة لا يقوى على الحركة الكثيرة ، بعد ما يقارب الثلاث ساعات فقد جونغهان الوعي ليسعفه الأطباء بسرعة، لم يكن هناك خلل في أجهزته الحيوية هو فقط أجهد نفسه في حين لا يجب عليه ذلك وأيضا جسمه يحتاج إلى التغذية ، في هذه الحال هو لا يستطيع تناول الطعام لذا فقط كما كان طيلة الستة شهور الماضية قاموا بتعليق كيس التغذية الطبية له والذي كان رفيق دربه وبقى كالأمير النائم حتى حل المساء ، ما إن استيقظ وجد أخاه الصغير معه وكل أفراد عائلة تشوي أيضا لمح كوان أخاه المستيقظ ليساعده على الجلوس وحاول التحدث معه لأنه يبدو هادئا بطريقة مظلمة ليقول "أخي هل أنت بخير؟ هل تحتاج شيئا ما؟" لكن جونغهان لا يجيب هو حتى لا يزيح نظره عن الفراغ وعيناه لا ترمشان أبدا ، لتتقدم نا را وهي متفاجأة وتقول " جونغهاناآ صغيري ردّ على أخيك إنه قلق كثيرا عليك " ولكن للأسف لم تتلقى هي الأخرى أي إجابة ولا حتى تواصلا بصريا
قام هانسول ببطئ وخرج من الغرفة باحثا عن الطبيب الذي يهتم بحالة جونغهان وناداه لكي يرى ما يحصل الآن ، وكما في السابق يأتي الطبيب بسرعة ويحاول أن يتحدث مع جونغهان ولكن لا فائدة قام بتسليط ذاك الكشاف الصغير ذو الضوء المزعج داخل عينيه ليشخصه بطريقة أوضح ثم التفت وهو يشعر بالأسى حيث قال لهم " لقد حصل ما خشيت أن يحصل إن هذا الصغير الآن في صدمة نفسية وعلى إثرها فقد التواصل مع البشر بصفة عامة ، هو يحتاج علاجا نفسيا مكثفا وأرجو أن يتحسن بعد كل هذا " خرج الطبيب حقا وملامحه تقول إن علاجه من هذه الحالة لهو أمر نادر الحدوث ، لينزل كوان عينيه إلى الأرض حتى أظلمتا فهو لا يقوى على البكاء أكثر يظن بأنه سيفقد أخاه أيضا وكالعادة يأتي بطله يضمه من الخلف ويطبع قبلة صغيرة على رقبته ليقول له في همس " إن جونغهان قوي سوف يتخطى هذا"
بالفعل مضت 3 أيام وجونغهان على نفس الحال وفي اليوم الرابع وتحديدا في المساء جرته قدماه إلى حديقة المشفى يحاول فرد قدميه أكثر جارا معه ذاك العمود المعدني الذي يحمل كيس التغذية الخاص به لتتساقط الأمطار فجأة ، إنه مطر الصيف الجو كان دافئا وكان جونغهان وحيدا فالجميع مشغول بتدريباته لذا هم يزورونه في أوقات الفراغ فقط ، يمشي تحت المطر الذي يعانقه وقطرات المطر تعطيه شعورا بالحنان وكأن شخصا ما يربت على رأسه ليقف فجأة في منتصف الحديقة يسمع صوت شخص ينادي
" جونغهاناآ، يون جونغهان " لكن لا أحد بجانبه وكأن الصوت يخرج عبر التلفاز صوت وهمي فقط حاول أن يتجاهل الأمر ولكنه سمعه مرة أخرى وكأنه أقرب ويقول " كن قويا يا لطيفي أنا معك دائما" ليصرخ جونغهان ويمسك رأسه ويقول بهستيريا" من أنت؟ أخبرني من أنت ...." وسقط على الأرض يشعر بالدوار قبل أن يغمى عليه سمع جملة تلاشى وعيه وتلاشت ذكراها بعد ذلك وبنفس الصوت " أنت أنا وأنا أنت" تم إسعافه بعد دقائق من قبل الممرضات المتواجدات حول المرضى في الحديقة .

I wanna hear your song 🎵 || أريد سماع أغنيتك  Where stories live. Discover now