<<18>>

187 13 45
                                    

ما إن أكمل هانسول جملته رد عليه هان بقوله
"تفضل إذا "
توتر الجميع حقا فهم يخفون كل هذه الحقائق منذ 10 سنوات والآن يطالب جونغهان بمعرفتها كلها مرة واحدة
دموع سيونغكوان قد انهمرت قبل حتى أن يبدأ الآخر بالحديث ، فهو خائف على أخيه حد الجنون بينما هانسول شد على قبضته يحاول إخفاء توتره الناجم عن فعل هذا وقال " في سنة 2008 إنتقلنا من أمريكا إلى قرية كيونغجو وقد صادف أن كنا جيرانا ، ومنذ اليوم الأول دعوناكم لوجبة العشاء وذلك بسبب حماسك الكبير لرؤية والدتي العازفة اوه نارا التي أنت أحد معجبيها ، لقد التقيت بإخوتي عندها وأحدهم كان تشوي اسكوبس والذي يكون إسمه الحقيقي هو تشوي سونغتشول "
يصدم جونغهان بكل كلمة تخرج من فاه هانسول والغريب أن الذكريات تحمّل إلى رأسه على شكل ضجيج هو يسمع ضحكاتهم وقتها وحديثهم صوت سونغتشول وهو يناديه ، اجتماعهم معا والدردشه إلى وقت متأخر من الليل ، لكنه لا يرى أي شيء سوا نفسه في ذلك الوقت ، يحاول أن لا يظهر كمية الصدمات التي يتلقاها أمام عائلته ويكمل هانسول قصته "أصبحت أنت وسونغتشول مقربين للغاية وتحبّان بعضكما لدرجة أننا كنا نظن أنكما ستتزوجان في عمر صغير ، ومضت السنوات عليكما وأنتما تعملان بجد لتحقيق حلمكما  واتضح أن حبكما فقط ناجم عن المودة العامرة وقد أتى اليوم الذي تحقق فيه حلم تشول وقد ترسم كعازف بيانو في الأوركسترا الوطنية بسيول ، وأدى أول مرة في ليلة الإحتفال بالسنة الجديدة و حقا سرى العرض بطريقة رائعة والجميع كان سعيدا ، لكن بعد العرض الأشياء المبهمة أصبحت تتوالى بالحدوث أنا لم يكن مخول لي الدخول إلى المسرح لأني لا أملك بطاقة دعوة بينما أنت تمتلك واحدة ، على ما رأيته وشهدته فيبدو انكما كنتما معا ثم افترقتما لأن سونغتشول كان يبحث عنك كالمجنون والمرجح وقتها أنك خطفت في ذلك الوقت لم أرى سوى سونغتشول يخطف مفاتيح السيارة من يدي وينطلق إلى المجهول  ، ولا يعلم أحد ما جرى بعد ذلك باستثنائك؛ تأخرتما كثيرا لذا بلغت عن فقدانكما ليأتيني بلاغ من قبل قسم الجنايات أن أخي قد توفي وقد رأيته أمامي جثة هامدة ويبدو أنه عانى كثيرا قبل مماته"
صمت هانسول قليلا فقد خانته دموعه بالنزول والغصّة بلعت لسانه ، حتى والداه وأختاه قاموا بالبكاء معه في صمت ، جونغهان ينظر للجميع ولا يعلم أن دموعه تنزل رغما عنه هو حتى لا يحس بها لقد كان قلبه يخفق بقوة متوتر من سماع الباقي والذي من الواضح أنه سيكون أكثر وحشية من سابقه ، لكنه أصر حقا على هذا ليقول " أرجوك أكمل " ، ليصمت هانسول قليلا ثم يكمل قائلا " عندما سألتهم عنك أخبروني بانهم لازالوا يبحثون عنك في نفس المنطقة التي وجدوا فيها أخي إلا أنك لازلت مفقودا ، وماكان باليد حيلة كنت عندها صغيرا ويتوجب على وليّ أمري أن يعلم بوفاة أبنه،  لذا اتصلت بوالدي وأخبرته أن عليه القدوم هو ووالدك وقد قام بإخبار والدك حقا ،إنطلقوا صباح اليوم التالي لكن والدك كان متهورا في القيادة من شدة قلقه عليك وسيونغكوان لم يكن معه بالسيارة وقام بافتعال حادث أدى إلى تسرب البنزين وانفجار السيارة ، توفي عندها والدك لكن والدتك نقلت إلى المشفى بحالة صحية سيئة،بعد وقت من وصول الجميع ومعرفتهم بما حصل لأخي وأيضا والدك ، يأتيني خبر أنهم وجدوا سترتك في المنطقة وعليها سائل منوي بعد التحليل وقد سجلت قضيتك كقضية اغتصاب ، وقد تم إيجادك بعد 3 أيام في حالة لا يرثى لها مقاربة للموت تم إسعافك وإجراء الكثير من العمليات على جسدك وفي الوقت الذي تم نقلك فيه إلى غرفة العناية المشددة توفيت والدتك وبقيت في غيبوبة لمدة 6 أشهر وعلمنا بعد استيقاظك بأنك قد فقدت ذاكرتك ، وحتى بعد سنوات من إنتظار ذاكرتك لتعود علك تخبرنا بما جرى لم يفلح الأمر لذا قام والدي بإغلاق القضية لكن النار التي اضرمت بداخلى لم ينطفأ لها لهيب وقد ازدادت اشتعالا بعد معرفتي بعودة البعض من ذاكرتك، فهناك احتمال أن تكون أنت قاتل سونغتشول لأن زمرة الدماء التي كانت على ملابس أخي وقت وفاته والبصمات على السكين الذي طعن به كلها تعود إليك ، هذا كل ماحدث باختصار "
قال هانسول جملته الأخيرة وعيناه تنهمر بالدموع من جديد ليس لأن القصة مؤلمة بل لأن جونغهان علم بكل شيء بسببه ، لكنه فقط أحس بتلك اليد الدافئة تواسيه عن طريق إمساك يده الرجولية لينظر إلى جانبه ويرى سيونغكوان الباكي بصمت وهو يومئ له وكأنه يقول أحسنت صنعا ، أما جونقهان فبقى متسمرا في مكانه يده تغطي فمه من هول ما سمع دموعه تجري على خديه كمجرى الأنهار بصمت هو حتى لم يستطع أن يشهق هو فقط يضرب بخفة على صدره دليلا على الغصّة الموجودة هناك ينظر للأسفل ولم يتكلم أبدا لمدة طويلة  والجميع  كانوا مثله يبكون صامتين،  ينتظرونه ليقول شيئا ، بعد ذلك رفع رأسه يمسح دموعه بخفة ثم أحدث صوت حمحمة ينظف بها حلقه الجهوري بسبب البكاء وقال متحدثا إلى هانسول " سأساعدك بكل مالدي إن كنت حقا قاتلا فعلي أن أنال جزائي كما أن للجميع الحق في معرفة ما حصل يومها" صمت قليلا ثم سأل " هل كنت أواعد شخصا ما؟" لم يكن السؤال موجها بشكل خاص لهانسول لكن الجميع ينظرون له ينتظرون الرد المناسب على هذا السؤال لينطق هانسول بهدوء "رويدا رويدا هاني ستتذكر كل شيء وستتذكر ذاك الشاب الوفي أيضا"
عم الصمت الأرجاء من جديد ،يجلس جونغهان يفكر أنه الآن في دوامة ومربوط بشخصين علاقته معهما مميزة وعليه تذكرهما، أحدهما بجانبه طوال الوقت ولا يستطيع تمييزه والآخر رحل حاملا معه صندوقا أسودا يعج بالأسرار ، يفكر إن كان حقا قتله مع أنه بينه وبين نفسه يقول إنه لمن المستحيل أن يفعل هذا وأيضا لو كان الأمر صحيحا مالسبب الذي دفعه لفعل ذلك لصديقه والكثير من الأفكار المتخبطة التي تسبب له الصداع ؛ بعد ساعة من الصمت ولم يحرك أحد ساكنا يقف جونغهان أمام السيد تشوي وزوجته نارا ، كان الجميع مندهشين فقد وقف دقائق بدون أن يتحدث وصدمهم أكثر عندما جثى على ركبتيه بكل يأس أمامهما وكان يضم يديه باحترام ثم قال " أنا حقا أقدم جمّ أسفي لكما خاصتا ، لم أكن أعلم طيلة السنين حتى ما كانت عليه علاقتنا منذ البداية وماعلمته اليوم ساعدني لمعرفة كم أنكم أناس طيبون لقد أحتويتموني أنا وأخي تحت ظل جناحيكما وعاملتمانا  كإبنين لكما مع أنكما كنتما تعلمان كل هذه الأمور، أنا لست والدة ولكن يمكنني الإحساس بكم الحزن الناجم عن فراق الوالدين فما بال الوالدين بفراق إبنهما؟ أنا حقا آسف لا أعلم إن كان موقفي صحيحا إن كنت قاتلا ولكن لكما الحق في التصرف معي أنا حقا لن أستحق ثانية واحدة من هذه الحياة الكريمة لو كنت قاتلا بحق " ثم زحف بنفس الوضعية مغيرا اتجاهه ليكون مقابلا لهانسول والفتاتين وقال " أنا آسف حقا لكم أيضا لقد كنتم أصدقاء وإخوة لي لمدة طويلة من السنين تحملتم مرضي وداريتم شمعتي صرفتم على صحتي ولم تتفوهوا بكلمة واحدة من أجلي آسف حقا وشكرا لكم" وقف مرة أخرى ولم يرفع رأسه أبدا لينحني ويقول " أنا أستأذنكما سيد وسيدة تشوي سأذهب إلى شقتي "
وكأنه تم طعن نارا بسكين مباشرة في قلبها بعد أن سمعت منه كلمة أمي بعد كل هذه السنين يعود لمناداتها سيدة تشوي لقد أحرق قلبها ، ليست حزينة على نفسها ولكن حزينة على ما يقاسيه هذا الصغير فقط بسبب ذاكرته المفقودة ، ولأول مرة تدمع عينا السيد تشوي أمام الجميع ولم يستطع أن يقول شيئا ، الكل ملتصق بكرسيه وبدأوا بالشعور بالغرابة لسبب ما إلا سيونغكوان الذي ذهب راكضا يلحق أخاه الذي خرج ومن حسن حظه التقى معه في حديقة المنزل ليقول " أخي حقا ستذهب هكذا؟" ، ينظر عندها جونغهان له ويقول "كن إبنا جيدا في القانون على الأقل لن يقال عنك أخ القاتل فأسمك سيكون تشوي سيونغكوان على كل حال " ، كوان عجز عن الرد كان أخوه منكسرا أكثر حتى من المرة التي علم فيها بوفاة والديه جلس يبكي في الحديقة وحيدا بعد أن تركه ذاك الشريد بهمومه متجها لشقته.

I wanna hear your song 🎵 || أريد سماع أغنيتك  Where stories live. Discover now