<<16>>

209 12 3
                                    

بعد أن ألقى جونغهان جملته المؤلمة بالنسبة لهانسول أكمل طريقه إلى حيث كان متجها منذ البداية ، بينما هانسول بدأ الندم يأكل أطرافه هو حقا لا يريد للأمور أن تأخذ هذا المنعطف لكنه لم يحسن التصرف وبينما هو واقف تائه بين أفكاره يقف أمامه جوشوا ويقول بتعصب " مابالك؟ لما أخبرته؟ أنت تعلم جيدا وأكثر مني أن هذا ليس جيدا لصحته ، لما تركت عواطفك تفوز عليك ؟"
لينظر هانسول في عينيه ببرود ويسأل " وهل كنت تتجسس علينا ؟ " ليقول جوشوا محاولا أن لا يفقد أعصابه " مابك هيونغ؟ ثم إنني لم أتجسس لقد كنت في طريقي للتحدث معه بشأن العمل "
هدأ هانسول قليلا وتحدث بعقلانية " أنا حقا نادم على كل حرف خرج من فمي وأيضا على الطريقة التي تحدثت بها ، إني أعتبر جونغهان كأخ صغير بالنسبة لي ولا أعرف كيف استطعت أن أتحدث معه هكذا كل مافي الأمر أنني أردت أن أعرف مالذي حصل يومها الحسرة تأكل دواخلي، أريد حقا أن آخذ حق سونغتشول وجونغهان، لهذا كنت أرى أنه لا خيار غير هذه الطريقة ، لكنني حقا آسف"
لكن جوشوا مازال غاضبا فهو لا يرضى أن يسمع صوت جونغهان المهزوز من الخوف ولا أن يرى أي أحد يجرأ على إنزال دمعة واحدة من عينيه لذا قال بكل جدية
" سأذهب وأفعل أي شيء لأهدأ أعصابه وأخرجه من هذا الوضع ، لذا لا تفكر حتى بالتحدث معه هذا اليوم" وذهب عندها مسرعا خلف الطريق التي سلكها جونغهان أما هانسول فقد قال بسخرية " تشه! يلقي علي الأوامر وكأنه نسى من يكون الأكبر " .

وصل جوشوا إلى المسرح الخارجي لتقع أنظاره فورا على ذاك الفتى المسكين يسند رأسه على ركبتيه على إحدى كراسي المدرجات ويبكي بصوت عالي مسموع من بعيد ، قلب جوشوا حقا يعتصر من شدة الألم على حبيب قلبه الذي يصارع الحزن منذ سنوات لكنه يحاول أن يكون قويا من أجله ، لذا تقدم منه وجلس بجانبه قائلا بصوت مرح " اووه عزيزي جونغهاني يبكي ، إنه هانسول صحيح ؟ " ليرد هان الباكي بعفوية دون أن يرفع رأسه قائلا "دعك منه أرجوك لا أريد التحدث عنه" ليضيف جوشوا المزيد من اللطافة على صوته الحنون ويقول "هذا صحيح إذا ! هذا يعني أن لدي مهمة وهي إخراج هاني هاني من هذا الجو الكئيب "
يرفع جونغهان رأسه ويقول " أرجوك أيها المايسترو أنا حقا لست في مزاج للمزاح ابدا " بعد أن أكمل جملته صدم بحركة لا إرادية من قبل جوشوا جعلت من مجرى دموعه يتوقف ، فقد اقترب جوشوا من وجهه كثيرا وأمسك به بين يديه ثم قام بتقبيل أرنبة أنفه قائلا بخذر وهو لازال بذلك القرب " شعر أسود طويل ناعم مموج بطريقة عشوائية وجه صغير وبشرة بيضاء محمرة من شدة البكاء عينان كسولتان تلمعان بسبب غرغرة الدموع لونهما كلون الكستناء الطازجة أرنبة أنف جذابة تزداد حمرة مع الخجل وشفتان واسعتان مع بعض الإمتلاء في العلوية منهما واسنان صغيرة منظمة كمفاتيح البيانو البيضاء والآن مع اقترابي منك هكذا لن تبدو كصاحب عينين كسولتين فقط بل تصبح أحور العينين أيضا ، كيف لإنسان أن يكون بهذا الجمال حقا " مع شرود جوشوا هذا وكلامه الفتّان هدأ جونغهان من حزنه لكنه يشعر بالإضطراب من هذا الغزل العميق وفقط أخرج ما يجول بعقله دون تفكير ليكون سؤالا جريئا حيث سأل " هل يمكنني تقبيلك؟" صدم جوشوا قليلا من ردة فعله في هذا الوضع لكنه وقتها تذكر كيف كان اعترافهما سابقا لقد علم أن خصلة الجرأة لدى جونغهان لازالت في مكانها إبتسم حينها بكل ملامحه كما هو متعارف عليه وقال
" أتشرف بذلك " عندها يقوم هان بمحاوطة خصر جوشوا برقة والإقتراب منه مع عينيه الدامعتين ويدمج شفاهه بخاصة الأكبر ، كان سيجعلها سطحية فقط لذا فور إلتقاء شفاههما ابتعد لكن جوشوا لم يكتفي فبينما هو لازال ممسكا بوجه الصغير انخفض إلى مستواه وقبله بقوة وما فعله هان هو المبادلة بهدوء ، كانت قبلة تنبع بالحب الصادق الذي فقط كان يتجدد منذ الطفولة بلا توقف ، فصلا تلك القبلة بكل هدوء كما بدأت ، أبعد جونغهان يديه ببطئ عن خصر شوا تزامنا مع إفلات الأخير لوجهه الذي كان ينام بين يديه ليمسك جوشوا بيد جونغهان ويقول له بمحبة " هيا تعال معي " ، تبع جونغهان جوشوا وذهب معه حتى وصلا سيارة الأكبر المركونة في المرأب الخاص بدار الأوركسترا وكالعادة يتصرف جوشوا كرجل نبيل ويفتح الباب لجونغهان ينتظره حتى يجلس بالداخل ليغلقه من أجله وهم بالصعود أيضا وبدأ بالقيادة ؛ مر وقت طويل وهما هادئان في السيارة ولاحظ جونغهان أنهما قد خرجا من سيول بالفعل عندها سأل هان " إلى أين تأخذني هذه المرة؟" ليرد شوا بابتسامة " ستعلم حين نصل" ظل جونغهان يشاهد عبر النافذة حتى توسعت عيناه وقال " إنها كيونغجو أنا متأكد من هذا " لقد كان سعيدا جدا بعودته لهذه القرية التي لم يرها منذ زمن طويل والتي تحوي كل ذكرياته الجميلة ، شوا فقط يبتسم على شكل جونغهان الجميل وهو سعيد كالأطفال ولم يقل شيئا ،بينما هو مستمر في القيادة ويتعمق أكثر داخل شوارع تلك القرية إبتسامة جونغهان لم تختفي وقال "هذا مسقط رأسي ، لقد كنت أعيش هنا ،لكني لم أعد منذ تلك الحادثة " عندها اختفت تلك الإبتسامة الجميلة واستبدلها بملامح الحزن التي باتت رفيقه الدائم ، لم يرد جوشوا على أي كلمة من كلام الأصغر فهان الآن يعلم أن جوشوا يعرفه من قبل وإذا تحدث فسيزيد حالته سوءا فقط لذا بعد دقائق فقط قال شوا " ها نحن ذا ، لقد وصلنا "
ترجلا من السيارة بنفس الطريقة التي دخلا بها فالنبيل يبقى نبيلا ، عندها نظر هان للمكان ووجد أنه مطعم شعبي قديم لكن شكله يعجبه فهو متصل نوعا ما بهيئة القرية
يمسح جوشوا على رأس جونغهان بخفة ويقول له
" هيا لندخل " ، كان شوا يقود الطريق لذا فور دخوله تلقى ضربة مؤلمة على كتفه وصوتها الذي يعد من أجمل الألحان التي سمعها شوا يقول " أيها الحقير الصغير فقط الآن أتيت فقط بعد أن صرفتني ذلك اليوم بحجة العمل هاا؟ " وكانت مستمرة بضربه إلا أنه يبتسم ويقول " جدتي توقفي هذا مؤلم ، إن معي ضيفا "
لتتوقف عن ضربه وتتحدث بانزعاج " إذا من أتى معك ؟" ليخرج جونغهان من خلف جوشوا متوتر لأنه يعلم مسبقا أن جدة جوشوا لديها بعض العدوانية اتجاهه لسبب غير معلوم وفقط قام بالإنحناء بأدب وقال " مرحبا أيتها الجدة أنا مساعد المايسترو هونق الشخصي يون جونغهان تشرفت بلقائك "
حاولت الجدة أن تتمالك نفسها ولا تبكي أو تقوم بأخذ جونغهان بين أحضانها فكم كانت تتمنى أن تراه أمامها بصحة جيدة وكانت إحدى امنياتها أيضا أن تراه يكبر أمامها ليكون رجلا جميلا كما هو الآن ، لذا فقط قامت بالرد بعشوائية مضحكة وقالت مدعية الجهل
" مساعد؟ ااه هذا يعني أنك خادمه اهلا بك على أي حال "
ليقول جوشوا بقلة حيلة " جدتي إنه مساعد ليس خادم هناك فرق شاسع بينهما " يبتسم عندها جونغهان بلطف ويمسك بساعد شوا ويقول " لا بأس ، إن جدتك ممتعة حقا ، سأقبل هذا منها " ظن جوشوا أن جدته سوف تهتم بضيافة جونغهان بطريقة مميزة لكن بدلا من ذلك هي أخرجت مأزرين اثنين وقدمتهما لهما وقالت " تحركا بسرعة أحتاج المساعدة فاليوم اكتظ الزبائن بشكل غريب " ودخلت المطبخ تاركتا الإثنين في حيرة ، انزعج شوا لأنه حقا اعتاد على عدم فعل أي شيء وحده سواء التنظيف أو الطبخ أو التنظيم لقد أصبح مايسترو مشهور في زمن بسيط وصنع الكثير من المال ليحاط به الخدم ، بينما جونغهان إبتسم وقبل بذلك هو بطبيعته يحب المساعدة رغم أنه أيضا يعيش في كنف عائلة غنية منذ وقت طويل لكنه حقا يقوم بواجباته بمفرده ، كان شوا سارحا ومنزعجا كالطفل حتى سمع صوتا ناعما يقول " هيا إن كنت لا تريد تلقي بعض الضرب " كان هان يقول جملته وهو يرتدي المأزر وأنهاها مع ابتسامته الطفولية التي تظهر أسنانه الصغيرة مع عينيه الواسعتين
وكيف لشوا أن يرفض هذا العرض فقط ارتدى مأزره وهو يبتسم للآخر ؛ جوشوا وجد أن خدمة الزبائن أسهل من أشغال المطبخ لذا هو تولاها كونه كان يساعد جدته فيما مضى ، بينما دخل جونغهان لمساعدة الجدة في المطبخ ؛ يقف جونغهان بجانب الجدة ويحاول المساعدة دون إثارة غضبها ظنا منه أنها لا تحبه ولكنها كانت تأكله بأعين دامعة وقاربت على إهدار تلك الدموع وما قاطع ذاك الإنهيار هو صوت جونغهان يتحدث إليها قائلا " أيتها الجدة هل أنت بخير؟ ، لما تبكين؟" لتنفي برأسها وتقول " أنا لا أبكي ربما لأنني قطعت الكثير من البصل " ليأخذ هان بيديها بين خاصتيه ويمسح بإبهاميه عليهما قائلا بكل حنان وابتسامة صادقة " أظن بأنك قطعت بما فيه الكفاية ارتاحي سأقوم بكل ما تبقى " ، وفقط جلست بطاعة وهي تشاهد هان الذي يتفتل في المطبخ ذهابا وإيابا ويعمل بصمت ومثالية تامة لتقول في نفسها 'هو لا يتذكرني لكن جسده حقا يتذكر كيفية صنع التوفو ، لقد كان متحمسا لصنعه لصغيري جيسو عند عودته ' ، وحقا لقد قام جونغهان بتحضير كل طلبيات حساء التوفو بطريقة جيدة لأنه اعتاد الذهاب عند الجدة ومساعدتها أثناء غياب جيسو ، بينما كانت الجدة تفرغ الملل بتقشير بعض الثوم وتتذكر أول مرة قدم فيها جونغهان المدلل الصغير الجميل وهو يعرف نفسه كحبيب جيسو بكل سعادة والتي لا تضاهي السعادة التي تتخلل فؤاد حفيدها بكون هذا الصغير بجانبه .

I wanna hear your song 🎵 || أريد سماع أغنيتك  Where stories live. Discover now