<<13>>

197 10 30
                                    

لم تلبث الجدة ثوان أخرى إلا وباغتت جونغهان بهجوم مصغّر فكلنا نعرف الجدات وطريقة تأنيبهم لقد كانت تجذبه من ملابسه حتى تصل إلى رأسه فقد أصبح جونغهان أطول منها بكثير بينما هي لازالت تذكر جونغهان الذي يوازيها طولا ، بدأت بضربه ضربات عشوائية موزعة بين أكتافه وظهره وقامت بشد شعره بقوتها المحدودة وأيضا قامت تركله على ساقيه وهي تقول " كيف يمكنك الإختفاء والظهور متى ما تريد؟"
لكن جونغهان يقاوم هجومها الذي يحوي نوعا من الحب الأمومي الغريزي ويحمي رأسه بيديه بينما يتلقى باقي الضربات على جسده ويتألم بخفة ويقول " عفوا أيتها الجدة ربما أنت مخطئة فأنا حقا لا أعلم عن ماذا تتحدثين ، ولا أظن أني أعرف من تكونين "
وما إن سمعته رفعت حقيبتها القماشية المصنوعة يدويا وبدأت بضربه بها حيث أن ضرباتها بدأت تخف فهي كبيرة في السن ولم تعد تقوى على المواصلة وتقول بأعين دامعة "هل تظن أنه يمكنك قطع الصلة بيننا بهذه السهولة؟ لقد انتظرت قدومك طويلا "
عندها تمسك ذراعه وتحاول عضه منها كطريقة عقاب قروية فبدأ بالصراخ نسبيا وقال " ااه هذا مؤلم أيها المايسترو أرجوك أفعل شيئا "
كان جوشوا حائرا بينهما فلا يستطيع دفع جدته بقوة وهي تلتصق بهان بهذه الطريقة بينما جذب هان بقوة لن يفلته منها وإنما سيزيد من وجعه ، وبينما هو يحاول هنا وهناك انتهز الفرصة عند رفع الجدة لكلتا يديها وقام بالإمساك بهما ثم قال بتنبيه " بسرعة هاني إذهب الآن "
ولأن جونغهان مهذب جدا فقد قام بالإنحناء سريعا لجوشوا وقال " حسنا ، أراك لاحقا سيدي " وخرج مسرعا يركض للمجهول فقط لكي يهرب من الجدة الغاضبة والتي لا يعلم حتى لما هي غاضبة منه أو من تكون .

في المكتب تدفع الجدة جوشوا بعيدا من صدره بقوة وتقول بصراخ " أيها الأحمق كيف تركته يذهب ؟ ألم تكن تنتظر لقائه لسنوات؟ "
كانت تلهث من شدة الصراع لتأخذ نفسا عميقا وتقوم ببلع ريقها ثم تكمل تساؤلاتها قائلة " ماذا! لما تحدق بي هكذا؟ هل هو فتى آخر ؟ إذا أين جونغهان خاصتنا؟"
تنهد جوشوا وزفر أنفاسه الثقيلة فأسئلة جدته أعادت على مسمعيه قصة جونغهان وسونغتشول التي رواها له هانسول غير ما كان يعلمه عن جونغهان قبل أن يعثر عليه تشول ، فقام بإمساكها من كلتا طرفي كتفيها وجهها بلطف نحو إحدى الآرائك الموجودة داخل المكتب ثم جلس مقابلا لها بهدوء وقال " جدتي أعلم أن أمر جونغهان يهمك بقدر ما يهمني وقد قاسيتي معي أياما شديدة خلال هذه السنوات وشهدتي على معاناتي من شدة اشتياقي له وبعدي عنه " لتقول بحزن شديد " أجل وهذا أكثر شيء لم أود أن أراه في حياتي وهي معاناة حفيدي ولكني كنت متيقنة طيلة هذه السنين أن جونغهان الصغير لن يختفي بلا سبب لذا أخبرني ما أمره ولما يدعي عدم معرفتي؟"
صمت جوشوا قليلا ثم تحدث متمالكا نفسه " جدتي جونغهاني لا يدعي عدم معرفتك وإنما هو حاليا لا يعرفك حقا ولا يعرفني أنا أيضا إلا بصفتي المايسترو المشرف على تدريبه "
لتصدم الجدة وبوجه متسائل تقول " مالذي تهذي به يا عزيزي هل أنت مرهق جدا أم ماذا؟ "
فرد قائلا وعيناه الهادئتان تحولتا لمحيط مظلم كظلمات المحيط الأطلسي وقال " جدتي جونغهان فقد ذاكرته منذ 10 سنوات ولا يستطيع تذكر أي شيء قد حدث قبل ذلك بما فيه أنت وأنا وأيضا صديقي سونغتشول " تضع جدته يدها على فمها من الذهول وتقول " أرجوك لا تخبئ عني أي شي مهما كان صغيرا أخبرني مالذي حصل مع صغيري جونغهان " ليقول " إن الأمر صعب عليك جدتي لكي تتقبليه فقط سأخبرك بدون تفصيل ، في اليوم الذي ذهبت فيه لعزاء سونغتشول والسيد يون جونغهان لم يكن موجودا لأنه كان مفقودا لقد وقع في حادث مع تشول لكنه كان مفقودا لسبب غير معلوم كما أنه ..." لم يستطع جوشوا أن يكمل كلامه خوفا على صحة جدته وأيضا لأن مشاعره ستخونه وربما يبكي من جديد بعدما قرر عدم هدر دموعه قبل أن يأخذ حق عزيزه الغالي وصديقه الوفي ، لكنه أحس بيدي جدته الحنونتان تمسكان بكلتا يديه وهي تقول بعينين دامعتين " أرجوك أكمل يا حفيدي أنا حقا سأموت حرقة على ما حصل للصغير الذي كان بعيدا عني "
شعر جوشوا بالأسى حيال حال جدته وفقط أطلق تلك الكلمات التي نزلت على مسمع أذني جدته كالرصاص حيث قال " لقد وجد بعد ثلاثة أيام في حالة صحية حرجة وأيضا ....وأيضا لقد كان مغتصبا بطريقة عنيفة ووحشية "
لتبدأ عينا جدته بإنزال الدموع المكتومة والتي تعبر عن مدى حزنها على حال جونغهان لم تستطع قول كلمة واحدة فقط تبكي وتأن بهدوء ولم يستطع جوشوا أن يطلب منها التوقف فالبكاء هو كل ما يستطيعون فعله الآن ، وبعد ما يقارب الربع ساعة من بكاء الجدة تتوقف قائلة تزامنا مع مسحها لدموعها " أعلم أنك ستفعل أي شيء لتساعده هل يمكنني أن أساعد أنا أيضا في شيء؟ "
ليقول جوشوا " حاليا مساعدته لا تقتصر على فعل شيء معين فنحن لا نعلم إن كانت ذاكرته ستعود أم لا فقد دعينا لا نوضح له أننا أشخاص من ماضيه حتى الآن " لتسأل " إذا مالذي تفعله معه أنت الآن ؟" ليرد بابتسامه الحنونة التي تشمل كل تقاسيم وجهه " أحاول كسبه إلى جانبي من جديد " صمت قليلا ثم قال " جدتي حتى وإن لم تعد ذاكرته أريد منه أن يحبني من جديد لأني أعلم أنه لم ينسني في ذلك الوقت ، أنا أحبه كثيرا يا جدتي أحبه من أعماق قلبي" بدأ جوشوا بالإنهيار مرة أخرى أمام جدته وقام بالبكاء فقد تذكر صوت حبيبه الصغير عندما كان يستنجده ويطلب منه المساعدة أثناء تعرض ذاك البروفيسور المختل له ، هو واثق من حب جونغهان الصادق له فإذ لم يكن يرى فيه الأمان لم يكن ليطلب منه المساعدة وهو في ربوع أمريكا ، لذا قامت جدته تحضنه كما كان صغيرا وتركت له المجال ليشحن طاقته الإيجابية بترك السلبية منها أن تخرج على هيئة دموع .

I wanna hear your song 🎵 || أريد سماع أغنيتك  Where stories live. Discover now