بين بيت هادي وبسيط تجلس سيده أمام التلفاز وبيدها صحن وبه بعض الأرز وتركز به بشده حتي فتح باب المنزل شاب ذو أكثر من عشرون عاما أبتسم الشاب لوالدته التي ظهرت علي وجهها البشوش السعاده وكأنه هو سعادتها ذهب لها وقبل يدها بينما يجلس بجانبها....
"إكرام"بأبتسامه : عامله ايه ياست الكل...
""صفاء"بأبتسامه: الحمدلله ياحبيبي عملت ايه فى الشغل..
"إكرام"بتنهيده: الحمدلله اهو خلصت الشفت وجيت على طول بس قلت اجبلك الحلويات اللي بتحبيها...
"صفاء"بسعاده: ياحبيبي ميتحرمش منك يارب...هقوم بقي اخرفلك الاكل علشان شكلك مأكلتيش..
تكلمت وهي ذاهبه للمطبخ سريعا حتي تحضر له طعام..
"أكرام"وهو ممسك بجهاز التحكم للتلفاز ويتقلب به: ما انتي عارفه ياصفصف مبعرفش اكل من غيرك...
خرجت رأسها قليلا من خلف الستار المطبخ وهي تتكلم معه...
"صفاء"بتركيز ما في يدها: ما أنا ياحبيبي علشان كده مستنياك ناكل مع بعض...
"أكرام"بأندهاش وترك ما بيده: ماما انتي بتكلمي بجد انتي مأكلتيش حاجه من امبارح طب والعلاج...تعالي هنا ردي عليا...
أدت له صفاء وتجلس بجانبه بأبتسامه بشوشه والذي يمسك يدها بحنان وينظر لها يقلق شديد...
"صفاء"بأبتسامه: يابني ياحبيبي متخافش اخد العلاج واكلت حاجه بسيطه عقبال ما تيجي وناكل سوا...
"أكرام"ترك يدها وهو ضايق جدا: لاء بعد كده هكلم مدير أو الاداره المستشفي هخلي الشفت بتاعي الصبح علشان اقدر اجيلك بدري وناكل سوا وياريت متعمليش كده تاني انتي ناسيه أن الكله محتاجه اخد علاج بأنتظام لو حصلك حاجه وانا مش موجود هعمل ايه...
"صفاء"بحنان وهي تطبطب علي ظهره: يااكرام أنا كويسه متخافش اكلت واخد العلاج وخليني اخرف الاكل بقي هيتحرق كده فى الاخر تقولي انتي كبرتي والأكل بقي صعب عليكي وهجيب حد يساعدك..
قالت ذلك وهي ذاهبه للمطبخ...
"أكرام"وهو ينهد من عنادها الذائد: ماهو علشان اريحك اعمل ايه طيب مش عايزك تبقي لوحدك فى البيت وحجت البيت كتير عليكي...
خرجت صفاء وهي تضع يدها علي خصرها وتنظر له بتحدي..
"صفاء"بتحدي: أنا قلت اني كويسه وبعمل حجت الشقه وانا مبسوطه ومرتاحه وشكرا ملكش دعوه وخليك فى شغلك ...
"أكرام"وهو يهز رأسه بيأس : ما أنا عارف لو دخلت معاكي في الكلام هطلع برضوا خسران فى النقاش معاكي ده مش اسلوب نقاش خالص علي فكره...
"صفاء"وهي تضع الطعام علي الطاوله: مهما تقول هعمل اللي في دماغي ويالا بقي كل صدعتني....
جلس يتناول معها الطعام وهو ينظر لها بتركيز مع الحكاوي التي تحكي له ما يحدث معها طول اليوم وبعض من الضحكات بينهم...
فى مكان أخر..
كان يجلس رجل ذو عيون حاده بين وجهه الذي يظهر عنه الشيبه بل يداه قويه حتي أكثر من قوه الشباب ويمسك بعجازه وعينه تنظر لساعه المتعلقه علي الحائط وكأن ينتظر لأفتراس أحد معين حتي قاطعه حبل أفكاره هاتف يصدر صوت غليظ أخذ الهاتف بهدوء عكس دقات قلبه المتسرعه وكأن هذا الهاتف يرن لأول مره لحتي يأتي خبر معين يريده منذ سنوات وكلما رن هذا الهاتف يشعر بنفس الشعور جوال عشرون عاما تنهد بقوه ثم فتح الهاتف ويضعه علي أذنه بدون حرف يخرج من فمه وعينه تحولت وكادت تبتلع هذا يصدر الصوت من الهاتف الذي يخبره نفس الكلمات طوال عشرون عاما قبض الرجل علي الهاتف بقوه جعلها أشلاء متبعده بين يده قبض علي العجاز بقوة بينما دق العجاز علي الارض بقوه أصدرت صوت عالي فى المكان وقام من مجلسه يقف وعينه التي عادت الي حدتها ويتجاهل نبضاض قلبه التي تسارع سريعا...خرج من مكتبه بينما عائلته يحضرون السفره وأبنه الذي يقف يساعدهم ذو أربعون عاما بجلبابه وعمته لا يعتبر أن مساعدته لأهل بيته يقل من رجولته بل بالعكس يزيد عزته ورجلا نظر أبنه له وجد عين أبيه فهم حمدان و ماحدث مع والده ثم نظر أمامه يكمل ما كان يفعله نظر جبالي له بيأس منه ثم خرج من القصر....
دعوني اشرح قليلا..
هذا قصر الجبالي التي توجد فى مكان معروف الصعيد وهو كبير الصعايده واكبرهم الجبالي الذي يبحث عن حفيده وخصوصا بعد موت أبنه ظل يبحث عنه فلا يجده أما أبنه حمدان لم يساعده لما فأن أخوه الأكبر شاهين تركهم فى يوم زفاف ابنه عمده وشاهين فلم يعجب شاهين هذا الأمر لأنه يحب أمراه من القاهره يقولون عنها ابنه بندر فقط ذهب وتزوجها ولم يروه بعد ذلك حتي جاء خبر موته فقط دفنوه بلقبر فى بلدهم ولكن لم يروا حبيبته و زوجته الذي تركهم من أجلها فلم يعثروا عليها وخصوصا بعد رساله التي تركها شاهين أن زوجته وابنه أمانه فى رقبه والده فمن ذلك اليوم يبحث عنهم أما حمدان فقط نظر أن هذا عار أو احرجهم أمام الجميع وجعل مخالفات بين الأخوين بسبب هروبه من الزفاف بين جبالي و فتوة نعم أسمائهم هكذا أنهم أخوين ومن ذلك اليوم لا يتكلمون وكذلك حمدان حزن علي فراق أخيه ولكن لم يتقبل المرأة التي جعلت أخيه يحرجهم أمام الجميع وايضا يعيش بعيد عنهم ويموت وحيد فلذلك لم يبحث عنهم ابدا فقط كان عنده شقيق ولقد توفي ولا شي آخر هذا ما يعتبره حمدان...
........
خرج جبالي اللي الغيط ويجلس علي حطب وينظر للزراعه أمامه بينما ممسك بسبحه ظل يفكر ما يفعله وبمن سيساعده علي عثور حفيده توقفت يده بتحريك السبحه ونظر أمامه بأبتسامه رضا ثم رفع هاتفه علي أذنه بثقه بما سيحدث....
.........
يمر أكرام علي المرضي قبل ذهابه فهو دكتور جراحه يتأكد بتحسن منهم ثم ذهب لمكتبه يضع البالطو الخاص به بينما يرتدي الجاكت وذهب الي مكان يعشقه جدا يقف امام البحر بينما موجها يصدر صوت جميل فى النهار الساطع فأن الاسكندريه بحرها جميل يريح القلب كثيرا تنهد وهو يأخذ بعض الهواء النقي الي رئتيه بهدوء ثم قاطع لحظته الممتعه علي رن الهاتف فوجدها والدته ...
أكرام بأبتسامه وهو ينظر للسماء ويفتح ذراعه بحريه يشعر بالهواء يتخلخل بين وجهه وجسده والذراع الاخر ممسك به الهاتف ويضعه علي أذنه...
"أكرام"مغمض العينين: ايه ياست الكل أنا خلصت وجاي اجبلك حاجه...
:لاء تعالي بسرعه...
فتح أكرام عينه بينما ذراعه يضعها علي أذنه حتي يسمعها جيدا وقلق من مصدر صوتها...
"أكرام"بقلق: أمي انتي كويسه فيجي حاجه..
:أنا كويسه بس تعالي وخلاص...
"أكرام"بتسرع: طيب طيب انا جاي مسافه السكه وابقي عندك سلام...
ركض أكرام سريعا بينما قلبه يدق سريعا من القلق مصدر صوتها كان مقلق بالنسبه له ذهب اللي البيت ويفتح الباب سريعا وجدها تجلس بكل هدوء أمامه تنهد بقوه بينما ترتدي جلباب واسع وحجاب أستغرب كثيرا ما ترديه...كاد يتكلم حتي وجد رجلين جالسين أمامها اغلق أكرام الباب سريعا وأخذ والدته خلفه وممسك بيدها وهو ينظر لهم بحده...
بينما الرجل ينظر له بأبتسامه فخر والرجل الثاني وقف أمامه...
"سعدون": اهدا ياولدي احنا مش جيين نعمل حاچه احنا نتكلموا مع بعض رجاله فى بعض ولا ايه...
"أكرام"بأستغراب: انتوا مين اصلا ونتكلم فى ايه أنا معرفكمش...
نظر أكرام للرجل الذي يجلس جبالي بهدوء وقوه وبينما نظرته تعبر علي شي آخر أستغرب أكرام من نظرته... أنتبه اكرام لوالدته بعدما شعر بلمسات يدها على كتفيه نظر خلفه وجدها تنظر له بدموع نظر لها بدهشة ويمسح دموعها نظر لهم بغضب ثم اخذها الي غرفته بينما الرجل يتكلم معه...
"سعدون": ياولدي نتحتدوا الاول طي...
قاطعه يد الجبالي بأن ينتظر...
فى الغرفه جلس اكرام وأمامه والدته يملس علي يدها بحنان...
"أكرام"بهدوء: مالك ياصفصف فى ايه...
"صفاء"بدموع: هحكيلك...
وحكت له بقصتها هي و والده وأنه هرب من زفافه لأجلها وتزوجها وظلوا بعيد عن عائلته حتي توفي وهربت هي به...
"أكرام"بأستغراب: طب ليه هربتي بيا وليه محضرتيش الدفن...
"صفاء"بدموع: جدتك قلبها محروق علي ابنها ولو شفتني هتاخدك مني بعدت بنتها وهددتني لو قربت من الصعيد هتاخدك مني وتحرمني منك زي ما حرمتها من ابنها طول السنين كان عايش معايا وأنه سبهم وجالي وهي فاكره اني قلتله يسبهم ويعيش معايا بس بالعكس لما عرفت أنه هيتجوز قررت كل واحد يروح لحاله لقيته تاني يوم جالي الفجر وطلب أننا نتجوز اتجوزنا ومشينا بس...
نظر لها بدهشة ثم ظل يضحك نظر له بأستغراب...
"صفاء"بأستغراب: انت بتضحك علي ايه...
"أكرام"بضحك: اصل ابويا ده غريب اوي عمري ما شفت حد بيتجوز كده ده شكله كان الحب مولع فى الدرة ياصفصف...
"صفاء"وهي تضربه بخفه: بس ياواد بلاش قله ادب...طب يالا اطلع شوف هما عايزين ايه...
"أكرام"بأستغراب: مين دول صحيح...
"صفاء": اللي كان بيتكلم معاك صاحب جدك..والراجل اللي قاعد ده جدك...
"أكرام"بدهشه: هو لسه عايش...
ضربته صفاء بغيظ ضحك اكرام وأخذها فى حضنه ويقبل رأسها ثم نظر أمامه بحده....
خرج اكرام وصفاء معا وقف جبالي سريعا ينظر له جلس اكرام أمامهم ببرود نظرت لهم صفاء بتوتر...تلاشت الابتسامه من وجه جبالي وجلس أمامه جلس سعدون ينظر لهم...
"أكرام"ببرود: اتفضلوا قولوا جايين ليه...
كاد يتكلم سعدون إلا أن قاطعه يد جبالي علي كتفه بأنه سيتكلم سكت سعدون بأحترام له لأنه كبير الصعيد وسعدون ذراعه اليمني...نظر جبالي لأكرام وجد نظرات اكرام التي تشبه عيونه كثيرا ليس الشكل بل حدتها هي تشبه الجبالي ابتسم جبالي بخفه ثم تكلم بهدوء...
"جبالي"بهدوء: چايين ياولدي علشان انت حفيدي وعايزك تعيش معايا انت و والدتك وتبقي ضهري من بعد ابوك قلت ايه...
"أكرام"مازالت البرود متماسكه به: ولو قلت لاء...
"الجبالي"بعد دقائق من الصمت وينظر له : يبقي ورث ابوك يروح علي الفاضي لان ابوك له نص الميراث لانه اشتغل معايا كتير قوي من فلوسه وشغلها معايا ومظنش تعب ابوك يروح علي أكده علي الأرض لان طمعانين كتير أولهم عمتك فتحيه وانا مسمحش بده لان جبالي الديب تعب ولده ميقعش فى الارض أكده ومظنش انك تبقي عايش عادي وابوك زعلان منك بين التراب ها قلت ايه ياولدي هتعيش معايا راجل من ضهر راجل وتحافظ علي تعب ابوك ولا تخلي الخلق يدوس عليه....
نظر له جبالي بتحدي بينما ظل اكرام يفكر نظر لوالدته ثم نظر له بينما ابتسم جبالي بعدما فهم نظرته أبتسم اكرام أيضا...مد اكرام يده بأبتسامه تحدي وكذلك الجبالي كانت نفس النظرات مد يده يصافحه...
"الجبالي"بأبتسامه منتصره: اهلا فيك فى عيله الجبالي الديب ياولدي...
"أكرام"بابتسامه جانبيه: اهلا بيك ياجدي...
......
.اخيرا نزلت روايه جديده اهلا بيكم فى روايتي الجديده *غريب الصعيد-..* وطبعا متنسوش رأيكم في التعليقات وشكرا☺️✨... "مرفت عاطف"...
أنت تقرأ
*غريب الصعيد-*
Mystery / Thrillerغريب عن الصعيد فقط عالمه بين الأجيال الجديدة وثقافته مثل ثقافه جيله لم يعرف احد سوي حبيبته وهي التي الاول دق قلبه لها كما أي شاب يدق قلبه لها الاول فهي حبيبته الاولى والأول والدته التي لم يوجد احد سواها فى حياته وهي فقط من عائلته لم يعلم له عائله أخ...