2

196 6 3
                                    

كان يقف بين الصخب ومع ذلك هذا الضوضاء التي حوله إلا أنه لم يستمع شي فقط شارد بعالم أخر بماذا سيفعل بهذه العائله وكيف سيتعامل معهم وعمه بالتحديد الذي من وقت ما جاء وهو ينظر له بغضب مكتوم نعم يظهر بعينه ولكن ابتسامته المجامله له لا تفارق وجهه يمثل علي والده أنه مرحب به ولكن عينه تريد قتله ولم ينسي نظرته عندما نظر والدته كأنه يريد قتلها والذي منعه وقوف وجده معهم والتي نظرات أمه الخائفه وتمسك بيده برعب عندما اجتمع العائله يرحبون به كانت كلطفل لا تريد ترك يده اعترض اكرام أن يتركها بلداخل وحدها معهم بل أصر أن تجلس معه اعترض الجميع أن الحديقه القصر جميعه رجال وسيرحبون به بالخارج ولا يصح تجلس معهم فقرر أن تجلس بعيد عنهم بالمقعد تحت نظره فوافق جده بيأس من عناده وبالفعل جلست والدته بعيد وحدها تنظر له بسعاده وهي تشاهد الجميع سعيد به ويرقصون حوله وكانت تصفق وهي مبتسمه أبتسم أكرام ونظر خلفه عندما أحس بيد على كتفه فوجده جده يعطيه شوما ليرقص معهم وافق أكرام يريدهم أن يروا أنه مثلهم وليس شاب طائش وغير مسؤل كما يهمسون بالطبع يسمعهم منذ أن جاء هنا من ساعه قريبا وهم يهمسون فكيف شاب مثله ولم يعلم تقاليدهم سيتمسك بلعموديه ويكون محل أبيه فرقص اكرام معهم وبعد قليل ذهب الجميع يعد تحيات كثيره منهم برجع حفيد الجبالي له أبتسم الجبالي ويتنهد بأرتياح فأن اخيرا عثر علي حفيده ورجع لداره وشعر أنه حافظ علي وصيه ولده استيقظ من شروده يد علي كتفه فوجده ولده حمدان...
"حمدان"بخشونه: يالا يابوي علشان الوكل چهز....
هز جبالي رأسه بنعم ثم نظر لحفيده الذي يجلس مع والدته ويتكلم معها بحماس وعينه دلمع وهو مبتسم....عرف جبالي أنه مع بيته رجل حنين ولكن مع أي احد اخر رجل قوي ويمكن أن يكون جبرود إذا تأذي أحد غالي عليه...
"جبالي"بصوت عالي: يالا ياغفران ياولدي علشان الوكل...
"اكرام"بدون انتباه: تمام جايين...
ذهب جبالي ومعه حمدان ثم استوعب أكرام ما قاله للتو ثم نظر لوالدته...
"أكرام"بأستغراب: هو قال غفران ولا انا بيتهيالي ولا هو كان بينادي علي حد تاني...
"صفاء"بتوتر: لاء هو نادي عليك فعلا...
نظر اكرام لوالدته برفع حاجب ..
"أكرام"برفع حاجب: مش فاهم يعني ايه...
"صفاء"بأرتباك: أصل جدك كان نفسه يسميك علي اسم ابنه الاصغر واحد لانه مات وهو عنده 15سنه فعلشان ابوك اول واحد هيتجوز وصاه أنه يسمي ابنه غفران ولما ابوك مشي وانا خلفتك سماك زي ما أبوه وصاه بس فأنت اسمك غفران فى الشهاده لكن لما ابوك مات غيرت اسمك كله علشان جدك ميعرفش مكانا بس اعمل ايه عامل زي عفريت العلبه...
"أكرام"بغيظ: عندك حق بعد كل شقلبظات ديه كلها فى الاخر برضوا اتسمي غفران ده أسم ونبي...
"صفاء"تتصنع البراءة: ابوك بقي أقوله لاء...
"أكرام"بغيظ: ياسلام ياختي وانتي بريئه اوي ده لمي تصدقي يطلب منك طلب تجري كده زي القرده ماشي لما نتقابل فوق وربنا ما هسيبه...
"صفاء"بضربه خفيفه: بس ياواد...
نظر لها بغيظ ...نادي الجبالي عليه مره ثانيه قام اكرام وهو يشد والدته بغضب...
"أكرام"بغضب: خلينا نروح علشان أنا ماسك نفسي بالعافيه لانه راجل كبير ومينفعش اتغابة عليه....
ضحكت صفاء بخفه لحتي لا يسمعها...
دخل اكرام و والدته الي القصر وذهبوا لغرفه الطعام وكانت السفره كبيره وكان العائله كثيرة بلداخل نظر الجميع له نظرت جدته لصفاء بغضب مكتوم انكمشت صفاء خلف ابنها وهي تمسك يده بينما عمته فتحيه تنظر لها بحقد كل هذا تحت نظرات اكرام يتابعهم بينما والدته كانت علي حق عندما كانوا يجهزون للذهاب*بص يابني انت لازم تاخد بالك منهم دول مش امان ولو في أمان هو جدك وبس مش اي حد تاني لأنهم عيله الديب ينهشوا وميرحموش فهمت*...
"جبالي"ينظر له: اقعد ياولدي اقعدي ياصفاء البيت بيتكم وبيت شاهين ولدي يعني اعملوا اللي انتوا عاوزينه يالا اقعدوا....
جلس اكرام وبجانبه صفاء بجانب الجبالي بينما حكمت زوجه الجبالي تجلس أمامها وبجانبها فتحيه التي نظرت لها بكره عندما سمعت كلمات والدها خافت صفاء امسك اكرام يد والدته وكأنه عينه تقول إنه معها لا تخافي...ثم بدأو بتناول الطعام بينما ما يحدث تحت عين الجبالي ابتسم جبالي أنه يحمي والدته وسند لها.....
بعد ما تناولوا الطعام جلس اكرام مع جده وعمه فى المكتب حتي يعرفونه كيفيه التعامل مع العمل كان اكرام مضايق جدا من نظرات عمه له نظر جبالي لهم وهو صامت منذ فتره لم ينتبهوا أنه انهي حديثه أكثر من نصف ساعه كانت نظراتهم من كره والتحدي نفخ جبالي ويضع أصابعه علي جبينه يضغط عليه يحاول أن يهداء منهم فهم من مفضرد أن يكونوا سند لبعض ولكن نظراتهم تقول انهم إذا بقيوا مع بعضهم سيقتلون بعض بدون تردد....تنحنح جبالي نظروا له الاثنين...
"جبالي"بخشونه: انتوا الاتنين عتشتغلوا مع بعض....
نظر حمدان لوالده بصدمه نظر اكرام لعمه حمدان بأبتسامه منتصره نظر حمدان له بغضب مكتوم وهو يقبض علي يده بقوه قاطع لحظته المنفعله بين نفسه جبالي وهو يتكلم معه بحده ..
"جبالي"بحده: حد عنده اي اعتراض....
"حمدان"وهو يهداء حاله: لاء يابوي كلمتك سيف على رقبتي...
نظر جبالي لأكرام...الذي ما زال ينظر لحمدان بابتسامه منتصره....
"أكرام"بأنتصار: معنديش اي مشكله ده حتي عمي اللي هيعلمني يعني مفيش حد يقدر يغدر بيا طول ما عمي بوجود فى ضهري صح ياعمي...
نظر له حمدان وعيون تشع شرار ثم قام من مكانه وخرج بغضب.....أغمض أكرام عينه مازال مبتسم وهو يتذكر كلمات أبيه عندما كان عمره ثمانية أعوام...
*أكرام ياحبيبي عمك لما تشوفه هتحبه اوي ده سندك وضهرك صدقني اول ما تقع هتلاقي هو أول ايد تمسك ياعشان تقومك ياعشان متوقعكش عمره ما يغدر بيك حمدان ده أنا اللي مربيه مش ابويا هو قالي ده ولدك ياشاهين علمه زي ما اتعلمت وفعلا علمته وكبرته وبقي هو عمودي زي ما أنا عموده ممكن يظهر أنه جبرود أو قوي لكن مفيش احن منه ده احن من ابويا نفسه واول واحد يسندك انتوا لازم تسندوا بعض وهو عمره ما يكرهك لانك حته مني  فهمت*
تنحنح جبالي ثم نظر اكرام لجده وهو يمنع عينه من دموع نظر جبالي بصدمه له كانت عينه حمراء ودموعها محبوسه قام جبالي وقف خلفه وهو يضع يده علي كتفه تكلم اكرام ومازلت جالس ينظر أمامه بشرود وهو ممسك بيد جبالي الموضوعه علي كتفه...
"أكرام"بدموع: اتحرمت من ابويا وانا عندي تسع سنين وعشنا فى محافظة غير اللي كنا فيها ومدرسه تانيه دنيتي كله اتغيرت بعد موته فجأة لقيت امي بتشتغل بدل الشغلانه اتنين فى اليوم وحتي يوم الإجازة كانت تنزل برضوا تستغل شغلانه تالته علشان تقدر علي فلوس المدرسه والايجار البيت واكل وشرب لينا ولبس ليا وفسح وكل حاجه كنت باخد الحاجه منها وانا قلبي مكسور أنها مش بتجيب حاجه ليها نفسي اعمل حاجه ليها لغايت بقيت اشتغل من وراها نقاش حداد ميكانيكي نجار وساعات بشتغل سواق ميكروباص علشان اقدر اجبلها هدوم اللي بقالي 10سنين بتلبسه من ساعه ما ابويا مات يعني بدأت اشتغل وانا عندي19 سنه كنت واعي وفاهم ازاى اقدر اجيب فلوس بحلال ومع كل مره اقبض فيها كانت الفرحه مش سيعاني واروح اجري اجبلها هدايا وكل حاجه نفسها فيها عمري ما قلبي ينسي وجع عيني لما شفتها واقفها قدام محل هدوم وكان نفسها فى لبس معين اووي بص جابتلي أنا هدوم مقدرش انسي كنت اجبلها كل حاجه ولما كانت تسالني جبتهم منين كنت بقول اي حاجه مثلا المصروف اللي بتتهالي بدخل فى جمعيه يوميه وبقبض اخر الشهر نظرتها كانت شكه ومش مقتنعه لغايت فى يوم كانت مع وحدها صحبتها علشان بنتها بتتجوز وراحت تشوف شقتها وانا كنت عامل بظبط فى حيطان الشقه لغايت ما لقيتها ورايا وبتبصلي بصدمه وعينيها مبطلتش عياط افتكرتها هتضربني هتبعد عني هتزعق هتغضب مني بس لقيتها حضنتني وبتقولي فخورة بيك حسيت ابوك واقف قدامي فى لحظه ديه كان نفسي ابويا يشفني وانا راجل يعتمد عليه وبيشتغل وبيجيب فلوس بحلال وانا نجح وبقي دكتور كنت كل نفس بتنفسه كنت اتمني يكون معايا كان دائما يكلمني علي عمي حمدان قد بيحبه وقد ايه هو سنده وهيكون سندي وهكون أنا كمان سنده وهيعوضني عن ابويا ويقف في ضهري  بس لما جيت وشفته عينه عرفت أنه مستحيل يكون ابويا اصلا الاب مش بيتعوض بس المهم انا جاي هنا مهمه لأبويا ومش همشي غير لما اعملها أحافظ علي تعبه وأثبت نفسي وبعدها ابقي افكر اقدر امشي ولا لاء....
قام اكرام ونظر لجده خلفه ثم وجده يبكي بصمت نظر له اكرام بصدمه كاد اكرام يحضنه ولكنه تذكر أنه كل ما عناه هو والدته بسبب رفضه لزواج أبيه إذا لم يرفض وتقبل الأمر لما عاش كل هذا كان وجد عمه وجده يقفون ليسنداه ولم يتعبوا حتي يجلبوا المال بتعب شديد كان مال أبيه موجود ولكن تقاليد جده فقط سيطرت عليه لم ينسي تعب والدته وتعبه نظر اكرام لجده ثم ذهب من المكتب جلس جبالي علي الكرسي وهو يبكي علي ما حدث لهم لما غروره لم يتقبل زواجهم كان أبنه عاش معهم وكان حافظ على حفيده وزوجه ابنه لم كان يتعرضان للمشقه والتعب لكل هذا كان كل شي هنا لهم ولكن غرور تقاليده هي من سيطرت عليه يشعر بذنب وألم ضمير في قلبه لم يعد يتحمله....
......
فى غرفه صفاء تضع ملابسها فى الخزان الملابس دخل اكرام وعينه محمره بقوة نظرت صفاء له بصدمه...
"صفاء"بقلق: فى ايه...
ذهب اكرام لها وهو يحضنها ثم بكي ويفرغ كل ألم ما بداخله ظلت تطبطب علي ظهره بحنان حتي هداء اكرام وظل نائم علي قدميها وهي تملس علي شعره بحنان وتقراء قرأن بخفوت وهو شارد بما حدث الكثير من المشقه من صغرة.....
قاطع شروده دق الباب قام اكرام ويفتح الباب وجد عمه أمامه ولم ينظر له...
"حمدان"بغيظ: يالا علشان ورانا شغل كتير....
"أكرام"برفع حاجب: هو احنا هنبداء من انهارده أنا لسه جاي من سفر...
"حمدان"بمكر: طبعا ويالا بلاش شغل الدلع ده من أوله اخلص يابن صفاء...
"أكرام"بكل غضب وبصوت جهوري: وابن شااااهين...متنساش...
أدت صفاء من خلفه بقلق وتحاول أن تهدائه بينما ينظر حمدان له بغضب شديد وكذلك اكرام حتي أدي جبالي علي صوت اكرام الجهوري...
"جبالي"بأستغراب: فى ايه بتزعقوا ليه...
"أكرام"بأبتسامه مستفزه: مفيش حاجه ياجدي ده كنا بنتكلم فى الشغل...
نظر حمدان بغيظ له بينما أبتسم اكرام له نزل حمدان بغضب...
"جبالي"بخشونه: طب ياغفران علشان تبدأو الشغل...
ونزل جبالي بينما نظر اكرام له بغيظ وهو يقبض علي كفيه بقوه بينما صفاء فلتت ضحكه منها وهي تكتمها بخفه نظر اكرام لها برفع حاجب ظلت تضحك عليه أبتسم اكرام عليها ثم غادر من الغرفه.....
نزل اكرام لجده الذي ينتظره بخارج القصر فى السياره جلس اكرام بجانب الجبالي بينما يجلس حمدان أمام بجانب السواق وهو متغاظ لان مجلسه بجانب والده....
"أكرام"وهو ينظر للطريق: هنروح فين...
"جبالي"بخشونه: عنروح المچلس ده مچلس للرچاله لما بيكون فى مشاكل بين الرچاله أو مشكله فى الشغل زي الأرض الغيط إكديه أو فى المصنع وبيكون معانا شيخ يحكم بالعدل بعد حكم العموديه يعني بعد حكمي وبعدها بيتصالحوا....
"أكرام"مازال يركز علي الطريق: تمام...
"جبالي"وهو ينظر له: وبعدها عنطلع للمصنع نشوف الماكينات اللي هناك نشوف بقي لو في عطل أو في حاجه بنحلها وبنشوف قمان الحاچات اللي صنعناها قد ايه الكميه وقد ايه اللي راح لبقيه المزارع وقد ايه اللي مخدش احنا بنعمل صفقه مع شركات للفواكه فى بقي اللي بيعوز يعمل عصير فى علب ويبيعها وديه اكتر شركات بنتعامل معاها وفي عندك مزارع كتير بتبقي عايزة فواكه علشان يبيعوها فى السوق وفي عندنا رجاله تبع المصنع بتبيع فى السوق وقمان بنروح نشوف السوق مين اللي باع ومين اللي مبعش وبعدها بنروح علي الغيط بنشوف انهي فاكهه اللي ضرحت علشان اللي بيشتغلوا فى السوق يعرفوا ايه اللي هيبيعوا بعد إكديه وبنروح علي الشركه نشوف الصفقات اللي تمت واللي لسه هنعملها ده بقي اللي هعلمهولك أما الباقي عمك يعلمك ماشي...
"أكرام"وهو ما زال على وضعه: تمام...
ظل حمدان يتابعهم من المرأة نظر جبالي لأكرام بغيظ...
"جبالي"بغيظ: أنا مش بتحدد وياك انت تبصلي لما اتحدد معاك مركز فى ايه انت...
"أكرام"لم يهتم لغضبه: مركز فى المزارع الجميله ديه تحس انها تهدي الاعصاب مريحه يعني....
أبتسم"جبالي": بحق ابوك كان إكديه كان لما يركب چمبي زيك إكديه كان يفضل يطلع علي المزارع ديه كلتها ويفتح الشباك وهو إمغمض العين ويشم الهواء الجميل لغايط لما نوصل....
أبتسم اكرام ثم أنزل زجاج نافذة السياره وهو يغمض عيناه ويظل يستمتع بالهواء ويدخل الهواء لرئتيه بحريه ثم سمع صوت يرن بأذنه خلخال وكأنه موسيقي تلحن فى أذنه ثم فتح عينه نظر لمكان يصدر صوت الخلخال وجد فتاه فى غايه الجمال بفستان طويل ومحتشم وشعرها يطاير مع الهواء وهي تركض خلف فتاه أخري حتي تأخذ منها طائره ورقيه وهي سعيده وضحكاتها التي تجعل يبتسم معها ظل ينظر لها حتي ذهبت السياره بعيد عنها نظر خلفها حتي ينظر لها وهو مازال مبتسم نظر جبالي له بعدما كان مركز فى الكلام مع حمدان نظر فى الخلف فلم يجد شئ فكيف سيراها فأنهم ابتعدوا كثيرا...وضع جبالي يده علي كتف اكرام جعله يستيقظ من شعور كثير الجمال نظر اكرام له بغيظ تحرك يد جبالي له بمعني ماذا حدث حرك اكرام له بلاء شئ ثم نظر للطريق مره اخري وهو يعض علي أصبعه بغيظ من هذا الرجل ويتحكم بأعصابه فهو بلأخير جده الذي يعشقه والده كثيرا.....
.........

*غريب الصعيد-*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن