أنفاسه تنقطع في كل مرة تلمسه فيها أو تعامله بذات الرقة التي يعهدها منها ، لأن الواقع كان أنهما كانا يحبان بعض فوق الحدود حتى لو عارض العقل و كذب اللسان ،حتى لو أن العالم لهذا الحد يعارض فكرة هذا الجنون و حتى لو كان هو بحد ذاته غير مقتنع و إن كان الحب وهما في هذه الحياة ، ما بينهما كان شيئا يعارض كل هذا بطريقة جذابة لكنها قاسية عليهما ، لأنها تفرقهما في كل مرة بدل تقريبهما .
لهذا حين عانقته جيسيكا آنها حُبست حواسه و غاب عقله لا يستشعر كيف جذبت هي هاتفه من جيب سترته المفتوحة بسلاسة يبتلع رمقه ، و حين تركت مسافة بينهما تمنحه إبتسامة هادئة جميلة شرد فيها و توقفت سوداوتيه عليها ، حينها هي كانت تمسك هاتفه بيد تخفيها جيدا و لتشتته أشارت لما خلفه بدهشة على ملامحها .
- تلك اللوحة ! ألا تزال تحتفظ بهديتي للآن ؟ .
سألته عن اللوحة الكبيرة المعلقة على الحائط فإستدار من فوره يناظرها يمنحها الوقت لتضع هاتفه في جيب سروالها الخلفي سرعان ما أعاد بصره إليها يخبرها بملامح هادئة جدا .
- طبعا ستبقى ، القطع التي تمنحينني إياها تُكَوِن عالمي كله .
ظنت هي نفسها حينها تجبر نفسها على منحه إبتسامة دافئة جعلت غمازتيها تظهران ثم سألته من جديد تضع يديها خلف ظهرها .
- إذا أنت لست غاضبا مني ؟ .
طالعت وقفته و كيف ترك يدا له تختبئ داخل جيبه و الأخرى رفع بها خصلاته الرمادية يبعثرها قبيل أن يعيد عينيه السوداوتين إليها تنسدل رموشه و ينحت على ثغره إبتسامة أجمل من خاصتها يسترسل بصوت خافت .
- نفسي تتمرد علي ، لا تتركني لأغضب عليك ، دائما تقف إلى صفك .
تجمدت ملامحها حينها و طالعته بضياع تجلى في خضراوتيها اللتان إرتجفتا لوهلة ، خصوصا حين قرب يده الحرة من وجنتها يضعها عليها مترددا خوفا أن ترفضه ، لكنها على الأقل بقيت لفترة تحت وطأة يده ثم إنسحبت بخطوة للخلف تترك يده معلقة في الهواء تخبره مخفضة بصرها عنه .
- أتيت لأكلمك في موضوع هام .
رطب يونغي شفته السفلى ثم أخفض يده يفلت تنهيدة قصيرة ، حينها هو أومأ يجاريها قائلا .
- لك ذلك ، هل لازلت تحبين عصير الكرز ؟ .
حشر سؤاله في منتصف الجملة و جعلها ترمش ترفع بصرها لخاصته ثم ترد عليه مبعدة خصلات غرتها بعيدا عن عينيها .
- أجل لا أزال ، أمازلت تتذكر أنت ؟ .
إبتسم من جديد لا ييئس من محاولاته العديدة المرفوضة مؤكدا .
- أكيد أني أفعل ، لذلك سأجلب لك منه لأحسن ضيافتك ، و أنت إصعدي إلى مكتبي ريثما أنتهي .
همهمت له تتلفت ناحية الدرج بتشوش ، و بما أنها دخلت مكتبه مسبقا فهي باتت تعرف الطريق نحوه لذلك صعدت بخطوات عجول فقط لتتفقد الهاتف أثناء إنشغاله ، عبرت الرواق و فتحت باب مكتبه تجذب الهاتف من جيبها و تراقب شاشته المغلقة بقفل ، كيف لم تحسب حساب رمزه السري حتى .
أنت تقرأ
المصيدة
Romanceاجلبي الرقم فقط و انسحبي بعدها كالسراب... نال ثقته و اوقعيه في حبك و من ثم احذفيه من صفحاتك... ____________ هه....انا ظننتك مختلفة.. كنت سامنحك روحي لو طلبتها... كنت ساشرب سما من يديك و ان حذرني الباقون...فثقتي بك كانت عمياء... ظننتك ملاكا بين شياطي...