الخدعة .

40 5 72
                                    

كله كان لعبة ، الأمر الجلي أن الحياة تصبح لعبة ، هو لن ينكر أنه دوما ما يجعلها تتحرك كدمية ! .

الواقع يكون مؤلما في بعض الأحيان حتى له الذي يُجبر مرارا على التلاعب بكيان أحب إمرأة له وفدت إلى قلبه دون أمتعة و أوصدت بابه تستولي عليه و تسيطر على مشاعره كحاجيات لها .

غاص عقله في الكثير و هو يتقدم من باب غرفته بعد ان أحكم إغلاق غرفة والدته خضم تفقده لها ، بفكر شارد و خصلات مبعثرة دخلها ثم طالع مكتبه و الحاسوب عليه بضياع الخوف كان يغرس أنيابه في نفسه و لكنه كان أشجع من أن يستسلم لشعوره فتقدم يجلس على مكتبه يفتح حاسوبه ثم يطالعه ، إن كانت جيسيكا تظن أن مسرحية -يونغي قدمت لأعتذر - مقنعة فهي مخطئة و إن كانت تشعر بأنه قليل الحيلة أمام لمساتها و إبتساماتها فهي للأسف محقة لكنه دوما يأخذ إحتياطاته .

أمر دخولها بنظرات ضائعة كأنها ستفلت شدها لحبل عنادها قريبا و ترضى قربهما في البداية شيء و نفورها الذي لطخ خضراوتيها بنظرات إشمئزاز نهاية شيء آخر ، و إن كان عقله يعمل جيدا فالحلقة المفقودة تكمن في الدقائق التي غاب فيها عنها ، لا يملك و إن أدنى فكرة عن الذي حدث معها في غيابه و لا يستطيع أن يتصور أن والدته التي تحبها قد تؤذيها ، لا سيرا و لا الممرضة التي تقيم هنا قد تتسبب في قلب حالها .

إذا المشكلة تتعلق بشيء آخر.  و فور إدراكه للمعضلة خطر على باله حاسوبه .

- لنرى ما تخفين عني .

همس يضغط على لوحة المفاتيح راغبا في تفقد كاميرا مكتبه ، هو لم يرسلها لمكتبه عبثا لأن أكثر غرفة محصنة و منيعة في منزله كانت هذه لما تحويه من أمور مهمة فيها ، قلب المشاهد لحظة بلحظة ، يراها تدخل مكتبه ثم تجلس على الأريكة و تلتقط هاتفا ، ظنه بداية هاتفها إذ كانت تغطيه بيدها و لم يتمكن من رؤية خلفيته ، رآها تتفقده لبضعة ثوان قبيل أن يدخل هو و تعيده لجيبها الخلفي.

إعتقد يونغي حينها أن شيئا ما في هاتفها خطير يجعلها تخفيه عنه لكنه بمجرد أن سرع اللحظات حتى بلغ لحظة خروجه لأجل أدويتها حتى تفاجئ لأن فعلتها لم تكن بالمتوقعة .

كيف أنها أخرجت هاتفين فيتضح له أن الأول له و الثاني خاصتها ، كيف حادثت سيرا لتعينها كمراقبة له و كيف تفقدت هاتفه شبرا بشبر .

لمح بسوداويتيه اللتان ضجتا بالقلق تغير حالها من هادئ لغاضب لخائب ، كأحوال طقس متزعزعة و يمكنه أن يتوقع سبب ذلك بالضبط ثم تنهد يغلق حاسوبه ما إن إنتهى المشهد بدخوله .

- إدعت المرض و اقلقت قلبي لتغدر بي .

تمتم بنفس صغير طرده خارجا يمسح على ملامحه بيد وحيدة قبيل أن يعيد رأسه للخلف مستندا على كرسي مكتبه يفكر .

كيف له أن ينسى أنها إمرأة ذكية ، في بضعة أحيان تصير و في أخرى يتلبسها شبح الغباء لا يدري لما ، الشيء الوحيد الذي بات موقنا بوجوده داخله هو مشاعر غاضبة تأججت جوفه ، لم يكن يدري أنها بدل أن تسأله ستتقصى الوضع لوحدها و تبحث في أشيائه ، و لم يكن ليظن أنها ستستغل مشاعره الضعيفة تجاهها لتلعب كما تشاء ، تستغل أنه جائع لبسمتها و شره لعناقها حتى تطبقه عليه و تنسيه حروفه أصلا بما يكفي لسرقة هاتفه منه ، و لا أنها ستنتهز فرصة قلقه الشديد عليها حتى تصرفه كالغبي بعيدا ريثما تنهي تفتيشها لخصوصياته .

المصيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن