بسم الله الرحمن الرحيم.
أحببتك أكثر من ذاتي على مرور السنين، لم أنساك يوماً، حتى حين قررت الابتعاد عنك، وأحب غيرك أحببتك أنت بدون أراده مني.
يقولون إن الألم كي تتخلص منه، عليك ترك البيئة المحيطة بك، كما يقولون إن أردت التخلص من الألم عليك مواجهة ألمك، وهو جرب الاثنين ولم يرتاح.
يقف ينظر من أعلى برجه، يتابع المدينة من فوق، شارد في ذكريات السنة الماضية، حدث بها الكثير والكثير، لم يتوقع يوماً، أن يحدث معه هذا ولكن الآن هو فى قلبها.
خرج من شروده على دق الباب، تحمحم وقال بصوت أجش:
- أدخل.
طلت من خلف الباب فتاة، في عقدها الثاني، ترتدي فستان قصير، يبدو كـ جلد ثاني لها، وتضع الكثير من مساحيق التجميل على وجهها، وترفرف بشعرها الاسود القصير، الذي لا يتعدى طوله عنقها، دخلت بأمل وقالت وهي تنظر على الأوراق في يدها:
- مالك، أنت ليه محضرتش الإجتماع.
ضيق أعينه ببعض الغضب قليلاً، وجلس على كرسي مكتبه، وقال وهو يتابعها:
-سالي، من أمتى وبينا عشم يخليكي تكلميني من غير ألقاب.
صدمة هو كل ما قابلته، وقفت ونظرت إليه بدون أن ترمش، وقالت بصوت منخفض يملأه الدهشة والخجل:
- أسفه مستر مالك، مخدتش بالي بس.
قلب أعينه بملل، وأشار لها لتجلس على الكرسي المقابل له، وقال بعمليه:
- أى اللى حصل في الإجتماع.
حاولت التحدث بطبيعة، متجنبه ما حدث منذ قليل، وقالت بنبرة تملئها الثقة:
- زي متوقعنا، في شركات كتيرة، وليها أسمها عايزة تعمل تعاقد معانا بخصوص الإجراءات القانونية عندهم.
مال بجسده إلى الخلف قليلاً، وقال بنبرة تملئها الغموض:
- شركة السيوفي من ضمن.
نظرت الى الاوراق، وهزت رأسها بالرفض وقالت:
- لأ، لا هي ولا شركة الالفي.
أغمض أعينه بملل وقال:
- كنت عامل الإجتماع علشان الشركة دي، بس يلا أنا عارف أن أسيل مش هتسيبها.
فكرت سالي في شئ وقالت:
- متكلم حد من شركة الشرقاوي، على حد علمي أنت على علاقة حلوة بيهم، كمان حضرتك صديق الأستاذة أسيل الشرقاوي.

أنت تقرأ
حب الطفوله الجزء الثاني.
Romanceأحياناً يأخذ منك الله شئ غالي عليك، لأنه يرى أن بهذا الخير لك. الجزء الثاني من رواية حب الطفولة.