7

494 30 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

كل الطرق تؤدي إليك...

يجلس على كرسي مكتبه، يتابع المطر من الخارج يبدوا أن هذه الليلة حزينة عليه، مثل ما هو يتأكل من الداخل، تابع قطرات المطر وهي تصدم بزجاج النافذة محدثاً ضجة كبيرة داخله.

أبتسم بحنان متذكراً ما حدث معه منذ عدة أعوام، في آخر عام له بالجامعة، رآها تدلف بالصدفة إلى كلية الهندسه، ورغم بُعد الكليات عن بعضها، إلا أنها حطفته، وقتها ظن أنه خان حب طفولته.

ولم يستطع بعدها أن يبتعد عنها أو أن يقترب منها، وكأنها محرمة، ظل يتابعها حتى نهاية العام الأخير له، ولم يمنع نفسه أن يلقي نظرة عليها من حين إلى آخر، وما غفر له كان لون أعينها الصفراء، لأنه أقنع نفسه أن هذه الأعين هي من جعلته يضعف، لأنها مثل أعين فيروزته، لم يكن يعلم أنها فيروزته نفسها.

لم يعلم اسمها كان يتابعها من بعيد، لم يقترب منها أو من أحد لكي يعرف عنها أى شئ، ولكن شاء الله وبعد أن أجبر نفسه عن الابتعاد سنين لتأتي هي إليه ولكن وهي فيروز حبيبه طفولته، وعشق درب السنين.

بكى من فضل ربه وتدابيره، فـفيروز إلتى خرجت صغيرة لأجل الزواج، عادت كبيرة وهي وقع للاثنين لها وهي كبيرة ولها وهي صغيرة، ليطبق مقولة"حين أبتعد عنك لكي انساكي، أحببتك أنتي بدون أن أعرف"

تنهد مالك تنهيدة كبيرة، أخرجت كم الحزن الذي بداخل قلبه، يعلم أن آدم حقير ولكن لن تصل به الأمر إلى ذلك، دق هاتفه رد أتاه الصوت من الجهه الاخرى:
- كل حاجة تمام، مستنيك.

وأغلق الهاتف وأبتسم بغرابة وخبث وشر وقال وهو يخرج من المكان:
- استعنا على الشقى بالله.

في قصر محمود هنداوي.

يجلس على كرسيه في غرفة الجلوس، وعلى وجهه علامات الصرامة والغضب، ملتفون حوله بستغراب من حالته.

قال خالد ملطفاً للأجواء:
- أى ياجدي في حاجه عايزها، ولا إحنا وحشناك وأنت جمعنا تتملى فينا...

صمت بسرعة حين سقطت عليه نظرات النيران من محمود، وابتلع ريقه بصعوبة عالم أن الأمور على أوجها، ولا مكان لسخافته الآن.

قال محمود وهو يسلط نظره على الجميع وبالأخص ابنائه:
- خلاص جمال راح، إللى فضلت سنين مفكر أنه هيجينى وهعيش معاه حتى لو شوية، ولما لقيت بنته هي كمان ملحقتش أقعد معها وراحت، والعمر مفضلش فيه بقية.

نظرات الترقب من الجميع وبالأخص ابنائه إبراهيم وإسماعيل، في حين أن إبراهيم نطق يقول:
- يعني أى يابا.

-يعنى هبعت أجيب جميل، أقضي معاه إللى فاضل من عمري.

ظهرت علامات الصدمة على ابنائه والاستغراب من أحفاده، فقال خالد مستفسراً بستغراب:
- مين جميل دا يا جدي.....حد قريبك.

حب الطفوله الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن