حب الطفوله الجزء الثاني.

5

بسم الله الرحمن الرحيم.

"لو كان الكلام مريح، لما كان الصمت راحه"

بعد مرور شهرين.

يقف أمام غرفة العناية المركزة، يناظر مالك الملقي على السرير والكثير من الاسلاك حوله، تنهد بحزن وقال للذي بجانبه بتعب:
- يعني أى الوضع الغريب دا، كل يوم أقول يمكن في حاجه غلط ولـ حد دلوقتي مفيش حاجه جديدة.

نظر إليه إسلام بعتاب وذم شفتيه وقال:
- قولت ليك شغل الافلام الهندي دا مش هنا، توقعت أن آدم يكون هو اللى عمل كده، علشان ياخد فيروز، وأنت أتأكدت أكتر من مرة بنفسك أنهم ماتوا الاتنين، آدم مهما كان وحش وأنت شهدت على كده، بس عمره ميعمل كده في مالك أنت متعرفش هو بيحبه قد أى.

لم يقتنع كارم بهذا الكلام وخاصة أنه يعلم آدم أكثر من نفسه، وهو كان أول الشاهدين على واقعة كهذه من قبل، تزييف موته، تحدث كارم مجدداً بشك كبير:
- لو قولنا أن كلامك صح، فين كريم، أو جُسته حتى؛دا كان هو اللى مشرف على حالة فيروز اول مرحت هناك، اختفى كأنه مكنش موجود.

قال اسلام منهياً الحديث:
- لما مالك يفوق نبقى نشوف الموضوع دا، دلوقتي نشوف شغلنا.

أوم الآخر على مضض، سمعوا صوت أتى من غرفة مالك، وبعدها يليه دخول عدة ممرضات وعدة أطباء، بطبيعة الحال لأنهم يقفون أمام الزجاج خارج الغرفة، استطاعوا رؤيته وهو يستفيق، رأوا مالك عمران يفتح أعينه.

ابتسامة شقت ثغر الاثنين وفرحه عارمة نزلت عليهم، بعد أكثر من ساعة خرج الطبيب بتعب وقال بفرحة هو الآخر:
- الحمدلله المريض فاق، كنا بنظبط كل حاجه فيه، الضغط وبنطمن على الأجهزة عنده، الحمد لله كله تمام، وكمان صحته حلوه نتمنى الشفاء العاجل، تقدروا تدخلوا تشوفوا.

ابتسموا في وجهه وقال إسلام سريعاً مبرراً:
- ومتخفش يادكتور مش هنتعبه، ومش هنغيب عنده.

تفاجأ الطبيب من كلامه، ولكن أبتسم وقال:
- اهوا شغل المسلسلات دا إللى شوه سمعتنا، المريض تمام وتقدروا تتكلموا معاه برحتكم، هو معندوش مشاكل خالص.

أوم كارم شاكراً الطبيب بابتسامه، قال لاسلام بعد رحيل الطبيب، وهو يرمقه بغيظ:
- بتاع كنافه أنا، لما تقولوا كده.

رمقه اسلام ببراءة وقال:
- بسمعهم بيقولوا كده في الافلام والمسلسلات، وبعدين هو علشان حضرتك دكتور قديم هتشوف نفسك علينا.

نظر إليه كارم بعدم تصديق وتركه ودلف إلى الغرفة، وقع نظره على مالك الجالس بهدوء كاعادته، ولم يتغير عليه شئ سوا أنه نحف قليلاً، ولكن هيبته ووضعه موجود كما هو، أبتسم بتوتر حين رأى نظرات الجمود منه وقال بمرح:
-حمد على السلامه يا كبير، إحنا قولنا أنت ودعت بس هما خايفين يقولوا.

أبتلع ريقه بصعوبة وهو يستمع إليه وهو يقول:
- جهز العربية، وقولهم في البيت اني راجع كمان شويه.