6

757 28 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

أيام طوال تمر عليها وهي نفس الوضع، حزنها علي والدتها تضاعف مع موت فيروز، والمشكلة الأكبر أنها أصبحت تعاني من نوبات صرع بدون معرفة أحد، تأتيها وتغلق على نفسها الغرفة ليكي لا يشعر لها أحد.

حتى إسلام الذي كان يدعمها، أصبح بعيد كل البعد بحجة أن العمل كثير عليه، والآن مر أسبوع على عودة مالك، وتسلم العمل بدلاً عنه ومع ذلك لا تراه إلا قليل.

تنهدت بضيق وهى تنظر حولها، الغرفة موحشة خاليه من معالم الحياة، أشتاقت الى منزلهم القديم، منزل والدتها الجميل الذي كان يعم بالسلام والراحة النفسية بمشاكسة نهاد معها، والدتها، آه لقد ذاقت فراق الأب وهي صغيرة والآن الله أخذ أمانته، وأمها الآن لم تعد موجودة.

أستفاقت على صوت دق هاتفها، نظرت إلى المتصل لم تكن إلا ريناد ردت واتاها صوت الأخرى تقول بغضب:
- أى ياست نهله، أنا بقالي أسبوع بحاول أكلمك وأنت مش بتردي.

أبتسمت نهله على الصديقة التى تعرفت عليها مأخراً ولكن ونعم الصديق، قالت هى بهدوء تحاول جعل الأخرى تهدأ:
- أنا أسفه والله بس كنت مشغولة مع مالك، أنتي عارفه أنه لسه خارج.

-إنتي بتحوري على مين يا بابا، مالك نازل الشغل من يوم مخرج، مش مهم، المهم دلوقتي ساعة كده ونخرج أنا وأنتي ونهاد لما تخرج من الجامعة.

كادت أن تعترض ولكن أتاها رد الأخرى الحازم:
- متفكريش ترفضي يلا ساعة ونتقابل.

وأغلقت الهاتف مع تنهد نهله ببعض الراحة فعلى الأقل سوف تحظى ببعض الهواء المنعش بعيداً عن هذه الغرفة.

أستقامت تتجهز ولكن دلف إسلام بوجه متعب وجدها تتجهز قالت له حين لاحظت تعبه:
- مالك يا اسلام باين عليك تعبان.
أوم بالرفض وقال وهو ينزع ملابسه:
- لا أنا بس عايز أنام، بس أنتي راحه فين كده.

فكرت هل تذهب وتتركه قال ببعض التردد:
- ريناد كلمتني وقالت إنها عايزه نخرج شويه و.....

صمتت حين رأته تركها ودلف إلى الحمام، متجاهلاً كلامها، سمعت صوت جريان المياه، علمت أنه يستحم رغم ألم قلبها من تجاهله التى أصبح روتين، ولكن غضبت من تلك الحركة وقررت تركه والخروج.

انتهت من أرتداء فستان شتوي ثقيل بعض الشيء، ومعه حجاب ملائم له، أصبحت جاهزة وراضية عن مظهرها الأخير، تحمد الله أن فيروز في آخر أيام الزفاف علمتها بعض الأمور عن الموضه، كما أن ريناد أصبحت تعلمها الكثير في هذه الأشياء.

سمعت صوت إشعار ولكن لم يكن هاتفها، كان هاتف اسلام الذي تفاجأت بخروجه السريع من الحمام، يتجه نحو الهاتف ويتفقده بلهفة.

غريزة الشك لدي النساء دقت النقوس لديها، تابعته يفعل شئ على الهاتف وعلى وجهه ابتسامة غبية، أردت إختبار تركيزه لهذا قالت بصوت مرتفع وهي تهم للخروج ولم تقع أعينها من عليه:
- اسلام أنا بقول مخرجش وأفضل معاك شكلك تعبان.

حب الطفوله الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن