بسم الله الرحمن الرحيم.
يقود كـ المجنون، لا يصدق أن يصيبها مكروه، ولكن ما يطمئنه قليلاً هو وجود كارم، المسافة بين دمياط والقاهرة، قد تتعدى الساعتين ونصف، وها هو الآن قد اجتازها بساعة واحدة.
يعلم أنها لو قطعت عنها الأجهزة سوف تموت لا محال، عند تلك النقطة يقود بشكل جنوني لا يصدق بعد كل العذاب تتركه وحده، والغريق الذي ينتظرها أن تنقظه، صاح بألم وجنون:
- يآرب متختبرنيش فيها، يارب أنت عارف إني مقدرش أعيش من غيرها.وأخذ يردد بعض الأدعية، بعد مرور بعض الوقت، توقفت السيارة على بعد بسيط من المشفى، وما أثار الرعب به، هو أنه رأى أحد الحرس الخاص به، تقدم يدخل المشفى وسط هذه الضجة، ولكن أوقفه أحد الأشخاص تقدم يقف أمامه وهو يمد يده ويقول:
- أهلاً مالك بيه، أنا محمد المدني مقدم اللى جيت فى الحادثه اللى حصلت.
لم يفهم مالك ماذا يفعل يريد فقط الاطمئنان أنها بخير لهذا قال بتعجل:
- أهلا، معلش مراتي جوه عايز اطمن عليها و....
-قصدك مدام فيروز هنداوي، للأسف هي الوحيدة اللى مش موجوده.
قال الضابط بكل هدوء، ذعر الآخر وقال بتهيج وغضب:
-يعنى أى مش موجوده، وسع كده خليني أطمن على مراتي.
وتركه ورحل، وسط نظرات الآخر الغامضة، تقدم إليه أحد معاونيه يقول:
- باشا هو انت إزاي سبته كده، مش المفروض أننا هنخده.
أشغل محمد المدني سيجارته، وقال وهو يرتشف سمومها:
- سيبه هو اللى هجيني، وبعدين الراجل لازم يطمن على مراته، ولا أى.
قال آخر كلامته بسخرية، وضحك بسماجه وشاركه الآخر فى الضحك.
دلف الى المشفى كـ المجنون، يجري الى نقطة معينة، غرفة واحدة قادرة على بث الحياة فيه من جديد، يتمنى أن ما سمعه من الضابط لم يكن إلا كذب، ولكن ليس كل التمني يحقق.
ها هو يقف أمام غرفة فيروز، ويوجد بها الكثير من العساكر الذين يفحصون المكان، ضغط على يده بقوة ليكي لا ينفجر، يحاول تمالك أعصابه، عد من واحد الى عشره، وسرعان ما ثار أكثر، ألتفت يرحل وجده أمامه، وحول كتفه لفافه من شاش، لم يشعر بنفسه سوا وهو يضربه بيده، بسببها أرتد الآخر إلى الخلف.
قال له بغضب دفين يكاد يحرق الجميع:
- هي دي اللى تفديها بروحك، هي دي الامانه.
أنت تقرأ
حب الطفوله الجزء الثاني.
Romanceأحياناً يأخذ منك الله شئ غالي عليك، لأنه يرى أن بهذا الخير لك. الجزء الثاني من رواية حب الطفولة.