9

347 14 3
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم السلام.

وللعلم فقط أن الحياة دائما غير عادلة معه، أو هكذا يظن بعد ما يحدث معه في كل مرة، ولكن الآن أكثر من سعيد وهو يراها تحلق في أرض واسعة خضراء جميلة، وكأنها خلقت لتحلق فقط.

ببسمتها الجميلة كـ عادتها، يرى كيف يرفرف فستانها الجميل خلفها، وشعرها الأسود كالليل يطير حولها، ومع كل تلك المشاهد التي تعرض أمامه، رأى قربها منه وهي تضحك كما عاهدها وتقول بصوت رقيق:
-قربنا يا مالك، قربنا.

ومع تلك الكلمات أختفت بل أختفى طيفها من أمامه وكل ذلك أختفى، نظر حوله وجد نفسه في....... غرفة مشفى هجمته ذكرى آخر شيء حدث معه كان.... سقوطه على الأرض فاقد للوعي...

أستقام لم يرى أحد معه، أصبح مأخراً يأتي المشفى كثيراً، وحين قرر الاستفسار عن سبب وجوده تفاجأ بالباب يفتح ويطل منه أحد......وكانت الصدمة فيروز أمامه أغمض أعينه وفتحها مجدداً لعله يكون مازال يحلم، ولكن لا هي تقف أمامه بل وتقترب وقالت ببعض الحرج:
- حمدالله على سلامتك، كويس أن حضرتك صحيت.

رمش عدة مرات وسرعان ما أستفاق هذا ليس صوت فيروز، بل فيروز تحجبت وعند تلك النقطة تذكر إبنه عمها، كانت هي تدور بأعينها في المكان خجلاً من أعينه إلتى تفترسها، رغم أنها ليست عادتها إلا أنها صمتت.

تنحنح مالك وقال بصوت جامد:
- أنا بعمل أى هنا.
نظرت إليه سريعاً تفسر الأمر:
- حضرتك أنا كنت ماشية لقيت عربيتك، وقفه بشكل غريب في الشارع، رحت أشوف فيها أى لقيتك واقع ومغمى عليك...و و .

وصمتت حين رأته لا يهتم لحديثها بل يبحث عن شيء حوله، غضبت بشدة ونظرت إليه ببعض الضيق و ربعت يدها أمام صدرها، ولم تعلق على ما يفعل، حتى حين سمعت صوته الغاضب يقول:
- هو تليفوني فين..

نظرت إليه ببرود ولم ترد، بل رفعت حاجبها ببعض التكهم، ناظرها هو وجدها على تلك الحالة لم يفهم شئ إلا حين أستمع إلى صوتها وهي تقول:
- مش عجبني نبرة صوتك إللى فيها الأمر دا، غير أن لو بصيت جانبك بهدوء هتلاقى تليفونك إللى مبطلش رن من ساعة منمت.

كاد يرد عليها لو أستماعه إلى هاتفه يرن، التقطه بسرعة تعجب من المتصل ولكن فتح الخط وأستمع إلى الطرف الآخر وهو يقول:
- مش عايزة شكر أنا عايزة مقابلة سريعة علشان عايزاك ضروري.

رغم تعجبه مما قالت إلا أنه رد يقول بصوت متعب:
- كده كده كنت عايزك أقبلك بس مش قبل مفهم الشكر على حاجة جديدة، ولا على القديم عادي.

صمتت الأخرى قليلاً قبل أن تسترسل الحديث:
- فيروز عامله أى.

شد مالك على خصلاته بغضب، وهو يتنفس بعنف وقال:
- مش عارف يا أسيل وتايه جداً، أنا زهقت من الحوارات دي.
سمع تنهيدة الأخرى وهي تقول:
- مالك أنت طول عمرك ذكي، ودا مش من تجربة ولا أتنين لأ دا من تجارب سنين، علشان كده أقعد مع نفسك شوف أنت عايز أى الأول، لو حسيت في لحظة أنك خلاص مش عايز تحارب علشانها يبقى سبها للي بيحارب علشانها، ومملش ولسة مكمل.

حب الطفوله الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن