الخاتمة

304 8 0
                                    


حياة بسيطة، الجميع يريد واحدة، وأحيانا أيضاً تكون هناك أحلام أخرى، ولكن هذه تكون أمنية الكثير.....

مر شهر ونصف منذ أن خرج مالك، يعيش في قصره هو واسلام و أخوتيه و فيروز.

عادت حياة فيروز طبيعية مثل قبل إنقلاب حياتها، منذ طلاقها، ولكن هذه حياة مغلفة بالحب والحنان وليست كـ حياتها السابقة المملة.

تنهدت للمرة الألف ولا تعلم سبب الضيق، تجلس هي و نهله بينما نهاد بالجامعة، صاحت نهله بصوت مرتفع:
- مالك يابنتي، عاملة تنفخي وترتيني.

نظرت إليها فيروز وقال:
- مش عارفة مخنوقة أوي.

هدأتها الأخرى وقالت:
- لأ بس أستعيذي بالله من الشيطان، وفي حاجة عايزة أقولك عليها.

قالت آخر كلماتها بتوتر، أعطتها فيروز تركيزها، وأستمعت إليها وهي تقول:
- بصراحة أسلام عايزنا نسيب الفيلا، وهو شاف شقة حلوة كده لينا، هو لسه مقالش لـ مالك بس أنا خايفة يتخانقوا أو حاجة.

توسعت أعين فيروز بتفاجأ، وقالت بصوت يملؤه الصدمة:
-انتوا عايزين تسيبوا القصر ليه، هتسبوني لوحدي.

أبتسمت نهله لها بهدوء وقالت:
- لأ أنا مش عايزة أسيبك لوحدك طبعاً، وبعدين مهي نهاد معاكي، الفكرة أن اسلام حابب أننا نكون لوحدنا مع شوية خصوصية بس، فهماني.

قالت كلماتها الأخيرة بتوتر، مما دفع أسيل أن تبتسم بحنوا له، وقالت:
- فاهمة يا حبيبتي، الفكرة برضوا أنك هتوحشيني، بس طبعاً كل شوية هنط لبعض، كمان متخافيش اسلام ومالك صحاب أوي وهيفهموا بعض.

أبتسمت نهله براحه وسرعان ما قالت مرة أخرى بفرح:
- وكمان في حاجة، أنا لسه مش متأكدة منها بس يعني أنا حاسة بيها.

رمقتها الأخرى بعدم فهم وقالت:
- دي فزورة دي ولا أى.

ضحكت نهلة بمرح وقالت:
- إحتمال أكون حامل.
أخذت فيروز عدة أوقات حتى تستوعب، وفجأة أستقامت بأعين دامعه وقالت:
- بجد ألف مبروك ياحبيبتي تقومي بالسلامة يارب.

- فيروز أنا لسه بقولك مش متأكدة عايزة أجيب إختبار الأول.

أومت الأخرى بتفهم، ولكن نهلة تذكرت شيء فقالت:
- كنت عايزة أسألك على حاجة، هو يعني أنتي و كنان فضلتوا متجوزين عشر سنين إزاي مخلفتوش.

تفاجئت فيروز وأخذت تتذكر الأمر، وسردت لها كيفية العلاقة:
- هما مش عشر سنين أوي يعني، بصي أيوا أنا أتجوزت وأنا عندي خمس عشرة سنة، بس دا كان عادي في القرية إنما هنا لأ، كان غريب غير أنه غير قانوني، الناس في الأرياف بتجوز البنات وهما لسة أطفال بعقد سوري، بمعنى أنهم بيكتبوا عقد بس بيبقى مكتوب عرفي، ولما البنت تكمل السن القانوني بيكتبوا الكتاب، ودا نفس إللى حصل معايا، لأن بابا أستغل الحته دي في القرية وأقنع عمي محمد بالموضوع دا، أن يتم جواز قدام أهل القرية بس الكلام كله شكلي، ودا لما عرف بمرض ماما.

حب الطفوله الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن