【 𝟜𝟜 】

1.6K 49 112
                                    


الفصل الرابع والاربعون بعنوان [ وهم ]

‏꧁༒❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈༒꧂

كانت المدينة تتلألأ بقطرات المطر على طول الشارع المرصوف بالحصى، يسيران جنبًا إلى جنب صامتين في شوارع المدينة المظلمة.

كان جوناثان يتأمل الصياد من زاوية عينيه ولاحظ أن جيفري قد ازداد وسامة حتى مع رقعة الضمادة على وجهه والإرهاق الذي يشوه ملامحه.

كان جيفري دائماً ما يتمتع بهالة مهيبة لرجل قوي وصلب متعصب وعنيد يحمل مسؤولية رجال خشنين على عاتقه حتى وهو في أسوء حالاته لم يترك هؤلاء الرجال خلفه.

جوناثان ريد يا لك من محظوظ لقد عشت سنوات عمرك في لندن ولم تكن لتعرف هذا الرجل الوسيم حتى أصبحت مصاص دماء...للحظة كان جوناثان سيشكر ميردين على تحويله وعندها أدرك أن جيفري كان ينظر إليه ولم يستطع إلا أن يبتسم له.

"كف عن التحديق بي" حذره جيفري وهو يتململ بسيجارته بين أصابعه.

"هل تشعر بالبرد؟" سأل جوناثان

"لا" قال جيفري وخرجت أنفاسه في نفث ناعم بجانبه وخديه وردية من البرد، شدَّ مقدمة معطفه دون أن يدرك الكذبة التي ألقاها للتو "هذا هو الطقس المثالي لنوعك أليس كذلك؟"

"ليس تماماً كل الأحوال الجوية متساوية بالنسبة لي" قال جوناثان متنهداً "في الحقيقة مازلت أفتقد النهار... أفتقد نفسي عندما كنتُ بشرياً أستيقظ كل صباح مع كوب قهوة وصحيفة بيدي جالساً هناك على الشرفة تحت ضوء الشمس ودفئها مع سماع ضحكات الأطفال في الحديقة المجاورة"

"بصراحة أنا لا أتذكر آخر مرة رأيت فيها الشمس"

"ما الذي تفتقده أنت يا جيفري؟"

لم يجيب جيفري عليه لأن طوفان الذكريات قد أغرقه إنه يفتقد كل شيء يفتقد دبلن ومنزل عائلته وطفولته البريئة المسروقة التي لم يعيشها بتفاصيلها، ووالدته التي تمسح شعره كل ليلة وتغني له حتى ينام وإزعاج أخيه الأكبر إيان.

 ✞ صوت في الظلال ✞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن