Hell

247 42 81
                                    

تجاوزت الساعة منتصف الليل، قابعة ككل يوم
على الأريكة اشاهد برنامجي المفضل.

حيث كان يعرض حياة الفهود وكيف يواجهه
صعوباتها وحده؛ فهو حيوان يحب الانفراد
بذاته منعزل عن الأخري، أحبه لهذا السبب
يشبهنني لحد كبير.

_تسنيم ايه مصحيك ل دلوقتي؟ بكلمك.

فتح باب غرفتها، تمر متجاهلة منادتي لها
تسير كالموتي؛ عيناها لا ترمشان، ملامحها
حادة متجمدة على غير عادتها.

دلفت للمرحاض مغلقة عليها الباب وصوت
نحيبها يصدر منه، خفت وقلقت بشأنها
أسير بخطوات شديدة البطئ، ما الذي قد
يكون اصابها!

فتحت الباب بروية اخطف نظرة سريعة متفحصة المكان قبل دخولي، تقف بجوار
حوض الاستحمام متجهة بوجهها إليه و
المياه تغمره لأعلاه.

لم يسعني سوى الدلوف واخراجها قبل أن
تلقي بنفسها به.

_تسنيم تعالي نخرج، أنتِ كويسة؟

فتحت الباب على مصرعيه مدلفة، و مجرد
إن وضعت قدمي بداخله لم اجدها، المرحاض
فارغ تماماً!

هل اتوهم و اصبت بالجنون؟ أم هذا حدث
بالفعل وهي تمزح معي؟

ازيز يصدر من أي باب لا أعلم، توجست
خيفة مغادرة إياه، متوجهة للنوم عازنة النية أن اسألها عن ما حدث.

تفيق بصباح الغد مشرقة نشيطة عكس كل يوم، يجب على أن اكرر محاولاتي لتقوم من
الغيبوبة الواقعة بها، تحتضن دميتها، فقبلتها
احثها على الاسراع؛ لكيلا نتأخر.


اوصلتها وقد نسيت أن اسألها عن ليلة أمس
متناسية الأمر؛ فاليوم هو الاثنين، يوم الازدحام العالمي.

لمحني ادخل بهدوء متسللة منه، فنادني:

_أنسة عبير، تعالي لو سمحت.

عدت اداجي وأنا أعلم نوياه ليست خيراً أبداً
وكان ظني بمحله، ابتسم ابتسامة سمجة ينظر
في ساعته:

_الساعة واحدة الظهر، ومعاد عملك 12 متأخرة ساعة بحالها، تقدر تشرحي ايه أخرك
كل ده؟

تمالكت اعصابي حتى لا الكمه في وجهه
اوضح له سبب تأخري، ملامحه غير مريحة
بالمرة؛ باردة كالثلج لا روح فيها.

نحيف متوسط الطول، طبعه حاد، ما هذا
الكائن الذي أتو به بدلا من سارة، اخرج
ورقة خاصة بالحضور، يكرر ما يكتبه:

_خصم نص يوم لأنسة عبير.

علمت لم عينه الأن؛ ليعاقبونا على تأخرنا
كل يوم، انزعجت من خصمه لي، مستنبطة:

_نص يوم عشان اتأخرت ساعة؟! ده ظلم.

حدث بي طويلا، مما أثار قلقي؛ ماذا سيفعل
بي ثانية هذا العزام.

_خصم يوم كامل، أنا ظالم يا أستاذة عبير.

يعشق خصم المرتبات منا كأنه من نعمل لديه رحلت أدعوا عليه؛ لعلها تستجيب ويرحل عنا.

كم أخذ كي يخصم منه، أبدل ملابسي كي أباشر يومي، أتي صوت اعلمه جيدا:

_مستر عزام خصملك أنتِ كمان؟ هبقى
أديك جزء من مرتبي، كله في ميزان حسناتي.

لم يقولون له "مستر" هل يعط دروس! لم أعقب على حديثها هكذا هي نور تعشق إغاظتي بلا سبب يذكر.

بدأ العمل والناس يتزيدون، ليس لديهم بيوت تقريباً يعودون إليها.

يشير لي أستاذ أيوب، أنه زبون المكان لا ينفك يأت كل يوم ألا يمل!؟ ما علينا دونت ما طلبه  أعطيته إياه.

فنجان قهوة سادة طلبه المعتاد، يبدأ في مدحي كل مرة، كأنني أنا من أعدت القهوة رجل غريب لكنه طيب القلب عطوف.

أسير بين الطاولات متنقلة كالنحلة من زهرة لأخري،  استوقفني صوت ينادني بلقب ابغضه
هل هو هنا حقا!.

_واحد شاي سكر زيادة يا سنفورة.

رغم كرهي لهذا اللقب،  منه مختلف جميل
تحدثنا لبرهة ثم عدت أكمل عملي، تفاجأت
من مجيئه؛ لم يعلمني قبلها، لكنت طلبت
من الطاهية أن تعد له كحك البرتقال الذي
يحبه.

#يتبع.

لكل بداية نهاية، وحزنك لن يدوم؛ تفائل يا صديقي❤🌼

صانع الدمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن