إنقلاب

588 87 48
                                    


" حياتي مملة أعلم أو كانت مملة، لم أكن أعلم أنها ستتغير للأسوء "

وجدو هذا في دفتر يوميتها وسط الركام والحريق، وبجانبها دمية سليمة بلا خدش رغم كل ما حدث بالمكان.

                 ................................

عاد علي من مدرسته، يلقي حقيبته على الطاولة في الصالة، يسمع أنين وبكاء فهرع يبحث عن مصدر الصوت، فلم يجد شئ بالبيت كافة.

كان مصدر الصوت يأتي من الحديقة، انخفض مستوي السكر لدي أبيه و صغيرته لم يسعها سوى البكاء، أتي له بالدواء الذي جعل حالته تتحسن بعض الشئ.

_هي فين أستاذة عبير سيباك كده.

قالها غاضب من شقيقته الكبري، همس أبيه
يوبخه بصوت متعب:

_بتشتغل عشان تصرف على البيت، كتر خيرها تعب برا وتعب جوه.

قام محدق به، كأنه طعنه بسيف بقلبه:

_بتدافع عنها! سيباك ولسه بتدافع عنها؟

لم يجيبه يمسك بيده يشدد عليها، عانق صغيرتهم؛ يطمئنها أنه سيكون بخير لا تخاف.

تحسنت حالة الأب مع الوقت، يتعدل في جلسته مشير ل صغيرته أن تجلب له العكاز أتيت به، يعيده لغرفته، يرجوه أن لا يقسوا
عليها؛ يكفي ما هي به. 

لم يفهم سبب دفاعه عنها، يراها مهملة فيه
وفي البيت بأكمله، سكنت بجانبه يغفوان
أحدهما من كثرة البكاء والأخر من شدة من
المرض وتعبه الشديد.

أطفئ النور عليهم مكلل جبهتهم بقبلة حانية لا يرونها ولا تحدث، إلاّ في وقت نومهم فقط
وقليل ما يفعلها؛ يخشي اظهار مشاعره لمن حوله لسبب لا يعلمه إلاّ الله.

اتصل بصديقه يخبره أنه سيذهب معهم، يسأله، وشقيقتك ماذا إن رفضت؟

قالها متهكم، يقصد بها إستفزازه؛ لعلمه بعدم
حب تحكم أحد به، ليؤكد على ذهابه حتى لو لم توافق.

انتهت المكالمة يضحكون عليه صانعينه منه مادة للسخرية بينهم.

_كان نفسي يقول مش جاي، كان لازم تأكد عليه يعني.

ألقي بالحجر في الماء يلحقه الأخر:

_مش عارف أنت مش بتحبه ليه.

امسك ببعض من رملة البحر المبللة، يمثله بها:

_رامي أنت ليه كويس؛ خلينا في المهم هتيجي معايا خروجة نيره؟

            ..........................

فتح باب المنزل الحادية عشر قبل منتصف الليل، تسير بهدوء، فخرج على يقف موجهه
لها الحديث بحدة:

_كنت فاكراني نايم؟ ايه أخرك لحد دلوقتي؟

كلماته الحاده وقسمات وجهه جعلت قلبها يتألم شقيقها الصغير ذات السبعة عشر عام يحدثها هكذا كأنها أجرمت!

_الشغل ال أخرني، تصبح على خير.

لم ترد نشب شجار معه، تنصرف من أمامه
فامسكها من ذراعها يوقفها، نزعت يده من عليها مغادره دون أن تتحدث رمقته بنظرة
و صمت يكفيان لتوبيخه.

عاد لغرفته يلوم نفسه تارة وتارة أخري يستاء من تصرفها واهمالها لهم، ظل هكذا للصباح يتكلم مع نفسه المجانين، يغفو بين
ثنايا ندمه.

أما هي فلم تنل الراحة أيضاً، تمكث في سريرها تبكي؛ فلا يوجد تصرف غيره تفعله
هل تعاقبه، وإن فعلتها من سيكون حنون عليه
غيرها؟

#يتبع.

صانع الدمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن