بين النيران

199 36 21
                                    

مر الوقت على الموعد المتفق عليه معها
يقف بسيارته أمام المكان ينتظر ساعة
خروجها ولم تأتيه بعد.

يتصل بها عدة مرات لا تجيب ولا تعيد الاتصال به، يساءل معقول لازالت معهم!؟

يسأل عنها أحد العاملين، عن المكان الذي
يقام فيه حفل عيد الميلاد.

يريه إياه مغادر، دلف لقاعة كبيرة، بها طاولات خشبية مربعة، ذات اشكال هندسية مختلفة مغطاة بقماش لونه أبيض مزركش بخطوط حمراء طولية.

يشبهه الشرفة؛ محاط بألواح زجاجية كبيرة
نوافذها مفتوحة على مصرعيها؛ حيث نسيم
الهواء العليل يجعل شعر الفتيات يتطاير.

وقف بالمنتصف أمامهم مباشرا حيث كانوا يلتقطون الصور معا ويمرحون، يلقي السلام
يسأل عن شقيقته.

نظرات متنقلة بينهم دون التفوه بكلمة من أي منهم، يتحدث هشام الواقف بجوار أكرم
صاحب عيد الميلاد، يقول بصوت اجش:

_أنت مين يعني؟

قبض على يده يكورها؛ متمالك أعصابه التي
فقدها في ثواني موجه الكلام إليه:

_أنت مالك أنا مين؟ هي فين.

بدأ صوته يعلوا وملامحه تنقبض، يقترب منه
هشام، يسكت رانيا قبل أن تخبره بمكانها
مشيرا لها بالصمت فلتزمت به.

يأمرهم ألا يقولوا له شيء عنها، متهأب لشن
عراك معاه، وقد حدث.

مشادة كلاميه بينهم، تصل للكم أحمد له؛ بعد
ما سب شقيقته، لا يعلم حقيقة علاقتها به.

يحاول زملائه فض النزاع؛ بابعادهم عن بعض
قدر المستطاع؛ متوجسين خيفة من أن يأتي
عمرو ويكتشف خيانتها، لا يعلمون أن الأمر
اسوء من ذلك.

وسط الشجار وإلامساك بكل منهم، يسبه
هشام بعض بالفاظ نابية، صعق لم قيل عنها
جعله يثور يود سحقه.

يقول وسط الجمع الغفير بأعلى صوته:

_أنتَ زعلان إن بشتم عليها وهي بتخونك مع عمرو دلوقتي.

يسبها بأقذر الكلام، كف عن محاولة التملص منهم، يقف وخيبة الأمل مرسومه على وجهه و لا يزال يسرد له ما تفعله؛ يظن هكذا أنه يريه كم هو رجل مغفل تخونه حبيبته.

لم يبرح مكانه، تسقطت دمعة من عينه دون إرادته، الهذا الحد تحولت شقيقته، كما يدعي هذا المختل! لا تميز بين الحلال والحرام سارت وراء المنتشر والبالي.

بعدما كانوا يحاولون كبح جماحه، أصبحوا يوانسه، ساكنا كأنه شل، حتى أصدقاء هشام وبخننه؛ كيف يجرح مشاعره هكذا.

في تلك اللحظة دلفت رنا مع عمرو يضحكان معانق كتفيها بذراعه، تمسك بهاتفها؛ قلقة أن يكون شقيقها قد استاء من تأخرها؛ أتصل كثيراً وهي لا تجيب.

وسط أصدقائها الذين يحاطونه بينما هو في عالم أخر ملئ بالحزن والأسي ، لم يلحظ دخولها شارد، تشير إليها صديقتها مريم لتخرج، لم تفهم ما تقصده، تصيح مهلهة:

_ايه مالكم؟ أنتِ بتمشي قطة.

عندما سمع صوتها فاق من شروده، يبعدهم عنه دون حديث يذكر، وما إن رأته جمدت مكانها متعلثمة:

_هفهمك، الموضوع إن..

لم يتركها تكمل حديثها يجذبها من ذراعه للخارج، يقترب منه عمرو؛ ليشيح يده عنها نال لكمة تعيده للخلف.

تبدأ المشادة بينهم كل منهم خرج بوجه به كدمات، أستطاعوا تخليصه من يده، ينهرها طوال الطريق، وهي تبكي دون توقف .

أنزلها أمام عقار بيتهم يعنفها، فأبتعدت
عنه تصرخ به:

_حقى أحب زي الناس ما أنت بتحب، ايه جريمتي ال عملتها.

كان الشرر يتطاير من عينيه:

_بحبها، لكن عمري ما غضبت ربنا فيها، مش بـ أخدها نخرج وامسك ايديها، أنتِ قبله نفسك ازاي؟ مش مكسوفة لم بحط ايده عليكِ، ما تقول لا حرام، خلاص كل ده مفيش.

اكملَ عراكهم في الشارع، يجرها جر على السلم، يلقي بها ارضا يطالب والدتها بمنعها
من الخروج بشكل نهائي.

أما كليتها فـ المذاكرة ستكون في البيت، يذكر
لها بما شاهدها فيه.

ترك البيت هذه المرة بإرادته، يقود سيارته بلا هدف، رفض الذهاب عند صديقه.

...............................

أما عند عبير فالأمر كان مختلف تماماً اجتمعت قلوبهم على الود متعاهدين.

جاءتها تسنيم على استحياء تقول بصوت منخفض، مطاطأة رأسها:

_آسفة، مش هعمل كده تاني.

بسطت ذراعيها تدعوها لعناق كبير فلبته، تشير لـ علي منضم ليهم، تمر الليلة بسلام.

بينما كان بيت عمها، به من الحزن ما يكفيه

#يتبع.

"وكأن أحدهم وضع حجارة فوق قلبي، قيل لي تنفس وعيش بسلام"

#توتا.

صانع الدمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن