ولجت إلى الداخل فتاة ذات شعر أسود يصل إلى منتصف رقبتها، عيناها بنيتان قاتمتان، وترتدي فستانًا أبيض حريريًا أشبه بقميص نوم، يكشف أكثر مما يستر. كان وجهها شاحبًا وشفاهها زرقاء.
عقدت تولين حاجبيها بحيرة وتفحّصتها لعدة ثوانٍ، تتأمل حالها من الأسفل إلى الأعلى، وقالت مترددة: "أعتقد أنها..."
قطعت ليسا حديثها، وازداد شحوب وجهها وارتعشت يداها، وهي تصرخ بخوف: "شبح! يا إلهي، إنها شبح... ماذا نفعل؟!" تراجعت حتى التصقت بالحائط.
نظرت إليها إيلين باستنكار، قائلة بتهكم خافتٍ نابع من خوفها: "هل أنتِ حمقاء؟"
فجأة، بدأت الفتاة بالصراخ بنبرة متقطعة، وانهارت أرضًا، ترتجف أطرافها الهزيلة. جسدها كان غارقًا بالماء، وملابسها بالكاد تسترها. انسابت دموعها، وارتفع عويلها في المكان.
تداخل صراخ ميكايلا مع صراخ الفتاة، وامتزجتا بصوتٍ مدوٍّ، قبل أن ينهار جسد ميكايلا مغشيًا عليها من شدّة الخوف. لم يعرها أحد اهتمامًا، فقد انصبَّ تركيزهم على الفتاة الجاثية أمامهم.
تبادلوا النظرات المرعوبة، عاجزين عن اتخاذ قرار.
تقدمت تولين بخطوات متعثرة نحو الفتاة، وتوقفت أمامها لثوانٍ مترددة. همّت بالانحناء نحوها، متسائلة: "هل أنتِ بخير؟ ما الذي حصل لكِ؟ هل هناك شخص يطاردكِ؟" كانت الفتاة تحدّق في الأرض بخواء، والدموع تذرف من أهدابها. ربتت تولين على ظهرها محاوِلة تهدئتها، لكن صياحها لم يتوقف. خلعت معطفها ودثّرتها به عسى أن يشعرها بالدفء.
أنت تقرأ
الغرفة 444
Mystery / Thrillerفي عالم مليء بالأسرار والخداع، يجدن اربعة فتيات انفسهن محاصرات في مهجع بعد وقوع حادث غامض، بينما تتشابك خيوط الحقيقة مع الأكاذيب، يجب عليهن كشف المؤامرات المظلمة، والسعي لإنقاذ انفسهن قبل أن يسقطوا في فخ القاتل الخفي،هل سينجون في الهروب من قبضة المج...