لم يزيحوا أعينهم عنه حتى اختفى في حلكة الظلام. تبادلوا النظرات غير مصدقات لما حدث، وكأن الزمن تجمد للحظة. جثت تولين على ركبتيها، غير قادرة على حمل نفسها، وكأن وزن العالم بأسره قد استقر على كتفيها.
ثبّتت ليسا بصرها على الباب الهش المتأرجح بفعل الريح، وكأنه على وشك الانهيار في أي لحظة. دارت برأسها إليهم بفم مفتوح، وجثت بعجز، متسائلة بخوف: "هل غادر حقًا أم ذهب ليحضر منشارًا... ليقوم... بتقطيعنا؟"
نفضت إيلين رأسها مرارًا، بالكاد تدرك ما تنطق به، كأن عقلها فارغ من أي فكر. بصعوبة، أخرجت جملتها وكأن كل حرف يشلّ لسانها: "لا... علم لي..."
قفزت تولين برعب، مستعيدة سيطرتها على جسدها بصعوبة، وصاحت بأمر بينما تسابق خطواتها الريح: "لنذهب من هنا بسرعة!" قفزت إيلين لتعانق منكبي ميكايلا، وتولت ليسا حمل قدميها، وهرعوا معًا.
التقطت تولين المصباح الملقى على الأرض وهي تركض نحو الخارج، تتطلع للخلف بذعر. لم يكن هطول المطر أو الرياح ليمنعهم؛ شعروا أنهم لن يصلوا أبدًا، وكلما زادت سرعتهم، زاد إحساسهم بأنهم عالقون في كابوس لا ينتهي.
ارتسمت على شفاه تولين ابتسامة أمل، لكن سرعان ما تلاشت. أدارت عنقها وأشارت بسبابتها إلى الأمام، صائحةً: "السيارة هنا، أسرعوا!" زادت من خطواتها، وكأنها تقترب من خلاصهم، لكنها شعرت بتوتر عميق... هل سيخرجون من هذا المكان حقًا؟
أنت تقرأ
الغرفة 444
Misterio / Suspensoفي عالم مليء بالأسرار والخداع، يجدن اربعة فتيات انفسهن محاصرات في مهجع بعد وقوع حادث غامض، بينما تتشابك خيوط الحقيقة مع الأكاذيب، يجب عليهن كشف المؤامرات المظلمة، والسعي لإنقاذ انفسهن قبل أن يسقطوا في فخ القاتل الخفي،هل سينجون في الهروب من قبضة المج...