بيلينغز

31 7 11
                                    

خرجت تولين من الحمام الدافئ، يتصاعد البخار خلفها. أغلقت الباب، وجففت شعرها الطويل بمنشفة صغيرة، ثم وقفت أمام المرآة. التقطت مشطًا خشبيًا ذا أسنان دقيقة، وبدأت بتمشيط شعرها المتموج، تتأمل انعكاس وجهها بتعبير جامد، بينما مشاعر متلاطمة تتأجج في داخلها. فجأة، صاحت بغضب، وقذفت بالمشط بعيدًا. زادت أنفاسها اضطرابًا، وكأنها فقدت السيطرة على أعصابها، ثم انحنت، تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة، وقبضت على ياقة ثوبها تشعر باقتراب نوبة هلع.

اخترقت أذنيها طرقات قوية على الباب. سارت ببطء نحو السرير واستلقت عليه، تغلف جسدها بالغطاء. بعد لحظات، انفتح الباب، وصدحت خطوات ثقيلة في الغرفة الهادئة. شعرت بهبوط السرير بجوارها تحت وطأة الجلوس.

"تولين، هل أنتِ مستيقظة؟" سألها والدها بهدوء بعد لحظة من الصمت.

لم تجبه، وواصلت صمتها، فيما اشتعل الانزعاج في صدرها مجددًا عند سماع صوته الغليظ. وصلتها تنهيدته العميقة، ثم قال بصوت ثابت: "لقد تم القبض على من اعتدى عليكِ."

قفزت، مزيحة الغطاء عن وجهها، لتقابل ملامح وجهه الجامدة. سألت بدهشة وعينين متسعتين: "ماذا؟ هل هو القاتل؟" جاء صوتها خافتًا يعكس قلقها.

تأملها والدها لثوانٍ بشفاه مطبقة، ثم تنهد متحدثًا بشيء من الانزعاج: "لا أعلم، لم يُحققوا معه بعد." أضاف بتردد بالكاد يُسمع: "أنا ذاهب الآن إلى قسم الشرطة لأشهد التحقيق."

الغرفة 444حيث تعيش القصص. اكتشف الآن