بعد ثلاثة أيام من الحادثة، كانت جوزيف تسير بخطوات غاضبة نحو مكتبها، تكاد تنفجر من الغضب. الشكاوى من العوائل كانت تنهال عليها كالأمطار، يومها تحول إلى سلسلة من المكالمات الساخطة والمهددة. والأسوأ أن تلك الشكاوى كانت محقة. كيف حدث مثل هذا الأمر في مهجعها العريق؟ أي لعنة حلت عليها؟
رمت ثقلها على كرسيها الأحمر، وأسندت يديها على الطاولة، تنقر بأصابعها تعبيرًا عن ضيقها وحسرتها.
اقتربت منها ميشون، بدت هالات عميقة تحت عينيها كأنها تكاد تصل إلى ركبتيها. قالت بصوت منخفض: "سيدة جوزيف."
قفزت جوزيف بخفة، وقد نسيت أن ميشون كانت ملتصقة بها. ضيقت عينيها بسأم: "ما الأمر؟"
تنحنحت ميشون بتردد قبل أن تقول: "أعتقد أنه يجب علينا تقديم الإجازة وتأجيل بقية الاختبارات لوقت لاحق، على الأقل حتى نسيطر على الوضع وتطمئن العوائل برؤية بناتهم."
قطبت جوزيف حاجبيها، تفكر بجدية فيما قالته. كانت دائمًا ملتزمة بالنظام الصارم، ولا تحب الخروج عن قواعدها ولو قليلًا. لكن... هذا وضع غير عادي، وتحتاج إلى تكييف موقفها. أومأت بالموافقة، ورسم على وجهها المتجهم تعبير وكأنها مجبرة على هذا القرار.
جمعت الطالبات في الصالة الرئيسية، تحدق بهن بنظرات صارمة كأنهن أزعجنها شخصيًا. نطقت بنبرة قسرية: "تقرر تقديم الإجازة بدءًا من هذا الأسبوع، وستؤجل بقية الاختبارات حتى إشعار آخر."
أنت تقرأ
الغرفة 444
Mystery / Thrillerفي عالم مليء بالأسرار والخداع، يجدن اربعة فتيات انفسهن محاصرات في مهجع بعد وقوع حادث غامض، بينما تتشابك خيوط الحقيقة مع الأكاذيب، يجب عليهن كشف المؤامرات المظلمة، والسعي لإنقاذ انفسهن قبل أن يسقطوا في فخ القاتل الخفي،هل سينجون في الهروب من قبضة المج...