19

590 48 20
                                    

كانت ليلة سيئة لا أعلم كيف غفوت ... كانت الدموع تسيل من عيناي دون توقف ... وشهقاتي تخرج بصوت يكاد يكون معدوماً ...
بكيت كما لم أبكي يوماً ... بكيت لأنني فقدت أبي ... و أمي ... و أخيراً لفقداني جونغ ...
جعلني كيم سوك أنام تلك الليلة في مكتبه بعد أن أقفل مكتب نائبه ...
و أنا يتم سحبي من شعري بقوة فكرت عن ماهية المكان ... إنه مملوء بأطفال فقدوا أغلى ما يملكون و تعرضوا للضرب و الإهانة و تحملوا نظرات الشفقة
و أنا ... كنت أولهم ...
لم يخطر ببالي يوماً أنه قد ينتهي بي المطاف هنا
في ميتم ... و أي ميتم هذا ...
إنه سجن و أنا هنا خلف قضبانه ...

__________________

مشيت معه الى مكتبه دون أن يخرج من فاهي حرف واحد ... كنت مستسلماً بالكامل و تتردد كلمات جونغ الأخيرة قبل طعنه على مسمعي ...
كان كيم سوك يتفوه بالشتائم و الإهانات و التوعدات و أنا لا أرد ...
رماني على أرضية مكتبه حاولت النهوض لكنني شعرت بأن أطرافي قد شُلَّت بالكامل ...
تركني مرمى هناك و اتجه نحو غرفته لينام ...
أغمضت عيناي بقوة و أنا أبكي ... بحرقة ... بكيت بصوت عالٍ صرخت بكل ما أوتيت حنجرتي من قوة ... شعرت بأحبالي الصوتية و كأنها تتمزق ...
تلا ذلك فترة هادئة خفيفة أقل حدة كنت أتوقف بها عن البكاء كي أتنفس ...
لا أريد أن أفقد نفسي أيضاً ...

__________________

ظللت واعياً بكامل تفاصيل الحادثة و ظللت أصرخ لساعات كالمجنون ... ظللت محدقاً في اللاشيء و لا أستجيب لأي كلمة قد قالها أحد ... بدأت أركل الهواء و أضرب رأسي و أشد شعري مع النوبات المتقطعة من اللهاث ...
أظنني فقدت وعيي ... لا أدري حقاً ...
استيقظت على ركلات كيم سوك ...
-انهض اللعنة عليك ...
-أ ... أمرك ...
-يا لك من فتى مطيع ... انهض ... ستنظف المكتب ثم غرفتي و سترتبها و بعدها ستمسح أرضية الميتم بأكمله ... هل جعلت كلامي واضحاً ؟
همهمت له و حاولت النهوض لكنه ركلني مجدداً ...
-أجب ...
-أ ... أجل ...
كان صوتي متقطعاً و مبحوحاً و بالكاد يُسمَع ...

__________________

كنت أعمل بأيد مرتجفة ... مسحت أرضية المكتب و قمت بتنظيف غرفته و ترتيبها دون إدراك حتى أنني من المفترض ألا أسمع كلامه و أن أعانده ...
كنت مطيعاً حقاً كما قال بطريقة غريبة ...
و هو يجلس على كرسي بعيد بجانب المدفأة تاركاً إياي بملابس خفيفة ... وأرتجف من شدة البرد ...
كان يقهقه بعلوّ ...
-لو كنت أعلم أنك ستكون مطيعاً بهذا الشكل ... كان علي أن أقتله منذ وقت طويل ...
تركت كل ما في يدي في تلك اللحظة و عند نطقه لتلك الجملة المبغضة ...
مشيت نحوه و أمسكت ياقته بقوة ثم ... لكمة حطت على وجهه ...
-إذا نطق فمك هذه الجملة مجدداً أقسم لك أنني سأقتلك و بدم بارد ...

__________________

كنت أضغط على رقبته حتى ازرقّ وجهه ... و تركته يتنفس بعد أن تأكدت أنه لن ينجو لو استمريت بخنقه ثانية أخرى ...
سعل بقوة ثم ــ و كما هو متوقع ــ قام بصفعي ...
لا داعي لذكر ما حدث بعد تلك الصفعة ... أظنه
صار واضحاً ...
و بعد ساعات من الجلد المتواصل لم أستطع التحمل ... ناديته بضعف علّه يتوقف ... و لكن عبثاً ...
إنه لا يرد و لا يتوقف ...
أردت بشدة أن أنادي جونغ ... و عندما تذكرت انهمرت دموعي ...
ماذا أفعل ؟... لقد ضعفت يا أبي ! ولدك القوي الذي تعرفه ضعيف الآن !
-أرجوك يكفي ... يكفي ... هذا مهلك ...
أنا أعني هذا حرفياً !
بحقك ... من قادر على تحمل كل هذا ؟

__________________

و هل تظنون أنه توقف ؟ طبعاً لا ...
أنا تحت رحمته الآن ... و بالطبع لن يفوت ذلك دون استغلاله ...
و لحسن حظي التعيس اقتحم المكتب أحد حراس الأمن ــ و أي أمن هذا ــ ليخبره بالخبر الصادم !
-السيد جونغ ...
الجملة الوحيدة التي جعلتني أهرول لذلك الحارس و أتعلق بثيابه ...
-ما به ؟ ... أخبرني أنه بخير أرجوك ... لاااااا
صرخت أخيراً عندما نفى لي برأسه و الحزن بادٍ على ملامحه ...
-لااا ... لا أرجوك ...
ضربته بقوة على ذراعيه ... أمسكنيكيم سوك و أبعدني عنه و أنا أتخبط بين ذراعيه
-يكفي ... اهدأ يونغي ...
-اتركني أرجوك ... أريد رؤيته ...
-قلت اهدأ و اللعنة ... انتهى الأمر لا فائدة من تخبطاتك ...

__________________

-لا ... لم يمت ... يستحيل ذلك ...
-توقف فقط ... لنفهم ماذا حدث ... كفَّ عن الصراخ ...
-دعني أذهب للاطمئنان عليه ... أرجوك ...
-أغلق فمك اللعين ...
رافق جملته الأخيرة صفعة دوى صوتها في أرجاء الميتم ...
-دعني أذهب ...
خرج صوتي ضعيفاً من بين شهقاتي ...
أسمعتم يوماً بالألم ؟... بالخذلان ؟...
هل تدركون حجم المعاناة ؟
لقد خسرتُ كل شيء ... لما أنا على قيد الحياة أصلاً ؟
لما لا يأخذني الموت ؟
صدقوني لقد تحطمت ... لم يعد في قلبي قدرة لتحمل شيء ...
اشتقت لأمي و لأبي ... أنا بحاجة لهم و لحنانهم ... أريد أن أحتضنهم ... أرجوكم خذوني إليهم ...
-دعني أراه أتوسل إليك ...
لم تكن جملتي الأخيرة ... و لكنني نطقتها و أنا أمسك ثياب كيم سوك التي تبللت بدموعي و أنظر إليه بتوسل و رجاء
نطقتها و كل ذكريات طفولتي التي قضيتها مع أبي و أمي مرّت أمامي كالفيلم ...
حتى ذكرياتي مع جونغ ... ابتسامته ... نصائحه ... كل شيء حرفياً تكرر أمامي ...
ابتسمت و قد ظننت أن الموت قد سلبني ... أخيراً
أغمضت عيناي و استرخى جسدي بأكمله
و ... انتهى الأمر ؟؟ أظن ذلك ...

__________________

يتبع ...
.
.
.
رأيكم ؟
.
.
.
توقعاتكم ؟
.
.
.
ملاحظة مهمة يجب قراءتها :
1 ) سبق أن أشرت إلى أنني طالبة جامعية ... لدي جامعة و مذاكرات و امتحانات ... لست متفرغة طوال الوقت ... من فضلكم لا تضغطوا علي بشأن النشر ...
عندما أكون متفرغة فسوف أنشر ... ومن عدة روايات أيضاً

2 ) و سبق كذلك و قلت أنني أقرأ جميع التعليقات و لكنني لا أملك الوقت للرد عليها ...

لذا ... هذا الجزء سيكون بلا شروط
و سأرد اليوم على جميع التعليقات ...

.
.
.

استمتعوا ...

خلف القضبانWhere stories live. Discover now