21

291 24 52
                                    

أشار كيم سوك إلى حراسه اللذين أمسكوا بي بقوة ... لم أقاوم !
كنتُ مستسلماً بالكامل ... لقد انتهى الأمر لما المقاومة ؟
لم أعد أملك شيئاً أقاوم لأجله ...
خسرت الجميع و خسرت نفسي قبلهم ...
عدنا مشياً على الأقدام إلى الميتم ... طوال الطريق كان الصمت وحده بيننا
لم ينطق أحد بحرف ... كنت أمشي بالكاد أجر قدميّ
أتنفس بثقل و أتأمل الطريق الأخير الذي تدوسه قدماي ...
هل سمعتم يوماً بالميل الأخضر ؟ الميل الأخير الذي يقطعه المسجون قبل تنفيذ حكم الإعدام به
كان هذا الطريق هو ميلي الأخضر ...
وصلنا إلى الميتم حيث كان جيمين واقفاً أمام الباب و ركض نحوي ... قام بمعانقتي و أنا بادلته

───────────────

بكى كثيراً حتى بلل قميصي و مع ذلك لم أصرخ به أو أبعده ... تركته يبكي حتى ابتعد من تلقاء نفسه
كانت عيناه منتفختان و يشهق من الحين للآخر ...
-لا تتركني ...
لم أستطع الرد عليه لأن كيم سوك ناداني للدخول
تركت جيمين و هو سقط أرضاً و صوت بكاءه ملأ المكان ...
أردت بصدق أن أعود إليه و أحتضنه و أخبره بأنني سأكون بخير من أجله و لكنني تابعت طريقي إلى الداخل ...
دخلنا مكتب كيم سوك حيث أمرني بإغلاق الباب خلفي و هذا ما فعلته ...
-غداً سنذهب لمنزل عائلتك ... و سأنفذ وعدي هناك كما طلبت
-س ... ستقتلني حقاً ؟
-أجل طبعاً
-هل تتحدث بجدية ؟

───────────────

استأنفتُ حديثي : تعلم جيداً أنك لو نفذت ما تنوي عليه فسيتم مقاضاتك بتهمة قتل قاصر هذا عدا أنك مجرم و مسؤول عن أطفال الميتم
-كن شاكراً أنني لبيت رغبتك ... لقد خالفت أوامري ... و قد حذرتك سابقاً ...
نهض من كرسي مكتبه و اتجه إلى الباب ... قام بإقفاله و وضع المفتاح في جيبه ...
ثم أمسكني من كتفي و دفعني إلى غرفته المتصلة بالمكتب ...
أغلق علي الباب و قام بإقفاله كذلك ...
-ستبقى هنا إلى صباح الغد ... لا تفكر برؤية جيمين أيضاً ... كن مطيعاً في آخر ليلة لك ...
تنفست الصعداء و جلست خلف الباب أبكي ...
لا أنوي مقاومته ... لقد نفذت طاقتي بالكامل
أنا ميت في الحالتين ...

───────────────

بكيت بقهر ... انهمرت دموعي كما لم يحدث من قبل ...
كان شريط حياتي يتكرر أمامي ...
أمي و وجهها الجميل ... شعرها البني ...
أبي و ابتسامته الجانبية ... أظنني أشبهه !
اللحظة التي تم إخراجهما من السيارة في الحادث
همسات الأطباء علي ...
ممرات المشفى الفارغة التي لم تفرغ من شهقاتي و صوت تنفسي العالي ...
عيناي اللتان فقدتا لمعتهما و ابتسامتي التي اختفت من تلك اللحظة ...
تنقلي من ميتم لآخر و نظرات الشفقة التي تلاحقني ...
لحظات التعذيب .. الألم.. التعب ...
تنهدتُ بخفة و عدت للبكاء ... هذا مهلك حقاً ... لا أدري كيف استطعت تحمل كل ذلك ...
وقفت عند النافذة لعدة ثوان ... كانت مقفلة بإحكام ...
نظرت للسماء ربما للمرة الأخيرة

خلف القضبانWhere stories live. Discover now