‖ البارت الأول ‖ لمحة من الماضي

12.2K 357 28
                                    

- تُهين نسياني الأيام الحزينة الايام التي لا يُثيرها العالم في الخارج تلكَ التي تعوّد بي الى الوراء، تعوّد بي الى الايام القديمة الى مرارةِ الوحدة والألم.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

دُفع الباب بقوة دليلاً على غضب ذلك الدافع جال بنظرة على أنحاء الغرفه المهترئة اللتي لاتتناسب مع طفلةً بتلك الرقه والنعومة والجمال ..ليزداد غضبه عندما لم يجدها ليهسهس بتلك الكلمه الغاضبه : تلك اللعينه .. ومن ثم يغادر تلك الغرفة مغلقاً الباب خلفه بقوةً أكبر من سابقيتها ...
بنفس الغرفة تلك تجلس بالزاويه تلك الطفلة ذات ستةِ اعوام اقل ما يُقال عنها جميله وبريئه وناعمه تُحشر رأسها الصغير بين ركبتيها النحيلتين ولا تُبدي ردة فعل لما جرا فهي مختفيه ولا يستطيع احد رؤيتها..لم ترفع رأسها الصغير ولم تبدي ايةِ حركة رداً على ما حصل تُغمض عينيها الجميلتين وكانها بهذا تواري بجمال عينيها عن العالم..تتنفس بأنتضام ولا تحرك ساكناً..فتحت عينيها واستقامت بجسدها النحيل لتخرج بخطوات هادءه وكانها شبحً ما ..خرجت من المنزل بأكمله لتتخذ قدميها مساراً من تلقاء نفسها وكأنها تعلم بأن صاحبتها لن تعارض ابداً..
إتجهت نحو تلك الحديقه وهي لا زالت مختفيه رفعت رأسها الصغير ليقع نظرها على تلك الشجرة الوحيده اللتي تقع بمنتصف الحديقه ومن حجمها يعتقد من يراها اول مره بأنها اكلت جميع صديقاتها من الشجر المختفيه بالحديقه لتُصبح بذاك الحجم الكبير، ولاكنه سيكون مخطأ بظنه اذ ان تلك الحديقه لا تستطيع التكيف مع الشجر الاُخريات ولا ينّبتن ابدا بتربة تلك الحديقه، عدا تلك الشجره وكأنها قامت بالتحايل على الطبيعه وعلى تلك الحديقه لتصبح هي الوحيده اللتي نالت شرف النبوت بتلك الحديقه الجميله وتُكون لها صداقه قديمه مع الحديقه ومع العامه اذ اصبح الأن عُمرها فوق المايُقارب ألفِ سنه ولم تنسأ ايضاً ان لا تجعل لغيرها مكاناً بتلك الحديقه وكأنها تُصر على ان تكون المُميزه والوحيده دائماً..
رفعت بصرها نحو الفروع الطويله والأوراق الكثيفه واللتي تُغطي نصف الحديقه فتلك الشجرة لم تكُن انانية لتلك الدرجه بأن لا تُعوض الحديقه الجميله وتواسيها لعدم وجود اخريات غيرها بمد افرعها العملاقه لجعل الحديقه لا تبدوا بذاك السوء لعدم وجود بهاء أشجاراً غيرها..

تقدمت بخطوات هادءه لتمسك بأحد جذوع تلك الشجرة ومن ثم تسلقتها بسهوله لتُصبح بالأعلى
نقلت ببصرها نحو الأطفال الذين يلعبون وكأن كُل همهم هو اللعب لتُقلب عيناها بملل ومن يرى نظرتها تلك يجزم بأنها ليست أحد أولئك الأطفال ولا حتى تنتمي لهم..(ومن يدري قد يكُن فعلاً لا أحد يعلم)..
وقع بصرها هذه المره على عائله صغيرة لترى المرأة تُمد لطفلتها بأحد الشطائر وترى تلك الصغيره تحرك رأسها للجهه الأُخرى دلالة على رفض تلك الشطيرة وهي تُشير بيدها نحو الأطفال الذين يلعبون..
رفعت طرف شفتيها الصغيره من الجهه اليسرى بأستهزاء
لتخفض ببصرها أسفل الشجره لترى شآب يمسك بيد أحدى الفتيات وهم يمسكون بخنجراً صغير ويقومون بنحت شيئاً ما على تلك الشجرة بتركيز كبير وهم يرسمون أكبر أبتسامه قد رأتها بحياتها على وجوههم الغبيه..
أغلقت عينيها مكتفيةً من مشاهدة تلك المشاهد التافهه واللعينة من وجهت نظرها وهي تدعو بالصبر لتلك الشجرة اللتي تقبع فوقها فقد يُكاد لا يُعرف ملامحها بسبب تفاهة البشر والذين يقومون بالنحت عليها احداثٍ تُهمهم لتُصبح ذكرى لهم يحتفظون بها..
أرخت راسها على جذع الشجرة ولا تزال تُغمض عيناها ليأخذها الضلام بين ثناياه مُستقبلاً اياها براحبةٍ صدر..

الأسطورة إٓلينار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن