حِفنة مُختلين بأسم جراحين ( مُكتملة)

اقتباس من الرواية الجديدة

كعادتنا قبل أن نبدأ دعونا نأخذ بعض الحسنات

﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی يَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِيمُ ٢٥٥﴾

بالرجاء الدعاء لأهلنا في فلسطين وسوريا والسودان والأمة العربية بأكملها ربنا يحفظهم وينصرهم

صلوا على شفيع الأمة

______________________________

لمعت عيناها بعدم تصديقٍ، وهي تنظر في الصورة التي بين يداها  تتجسد في الحقيقة، حلم سنوات عمرها بأكمله يتجسد أمام عيناها، ستنقلب حياتها رأسًا على عقب وتحيى حياتها المثالية التي طالما حلمت بها، وكيف لا وهي وجدت كنزها الثمين، نطقت بعدم تصديق تخشى أن يكون كل ذلك آحد أحلامها لا أكثر وتستيقظ على واقعها الآليم :
_ ح..ح..حجر د..ديورينت، حجر تحقيق الأمنيات.

ردت عليها صديقتها الواقفة بجانبها وهي تُطالع ذلك الحجر معدوم القيمة من وجهة نظرها، تقول بإستنكار:
_ ده مجرد حجر ملوش لازمة، مفيش حاجة أسمها حجر تحقيق الأمنيات ده في الأساطير وبس .

بينما شقيق صديقتها  الواقف بجانب أمسك الحجر يقول بسخرية وهو يُطالعه بتركيز:
_ مش شايف فيه أي حاجة مُميزة ولا حتى بيلمع، مجرد حجر ملوش لازمة .

أمسكت الحجر منه، وهي تتجاهل حديثهم بالتأكيد لن تنشغل بهم بعدما وصلت إلى حلم حياتها، أغمضت عيناها تقول بتصميمٍ :
_  لا ده حجر ديورينت يعني هيحقق ليا كل أمنياتي، وأول أمنية هتمناها إن البت اللي واقفة جنبي دي تلاقي حبها الحقيقي عشان أنا زهقت منها، وهتشوفوا قدرة الحجر ده .

ثانية أثنان ثلاثة أربعة، فتحت عيناها بتروٍ وجدتهم يطالعوها بسخرية يخبروها بأن كل هذا لم يكن سوى أحلام في عقلها، لمعت الدموع داخل مُقلتيها وشعرت بتلك الغصة في حلقها، كيف؟ هل كل تلك السنوات كانت تصدق بعض الخُرفات لا أكثر، هل الأسطورة التي صدقتها وأمنت بها مجرد خدعة لا أساس لها من الصحة، شعرت بالقهر يتزايد بداخلها، لتقذف الحجر بكل قوتها على الأرضية الصخرية من أسفلها.

كادت أن تذهب أستوقفها ذلك الضوء الذي خُرج منه، تراجعت إلى الأسفل وهي تمسك يد شقيق صديقتها  و صديقتها بقوة، وأعينهم متسعة ، مما يروا، خُرج ضوء قوى من ذلك الحجر متوسط الحجم، ليغمضوا عيناهم رغمًا عنهم من شدة الضوء الذي لم تستيطع مُقلتيهم تحمله، بينما خيوط الضوء ألتفت حولهم ليصبحوا مركز دائرة من ذلك الضوء، تشققت الأرض الذي يقفوا أعلاها لتأخذهم في باطنها وسط صرخاتهم، وفي الثانية الآخرى عاد كل شئٍ كما كان وكأنهم لم يكونوا هنا من قبل، بل ذهبوا ليخوضوا معاركهم و يواجهوا مصيرهم المحتوم .

بينما هي التي كانت تقف في آحد الزوايا تتابع كل هذا من البداية تقدمت بخطوات واثقة تمسك الحجر في يداها ترفع القبعة التي كانت تغطي به رأسها، وقد لمع الحجر وتغير لونه من اللون الأسود القاتم إلى اللون الأبيض كحبة لؤلؤ وأضحى يلمع بقوة، لتقول بصوت خبيث وعيناها مُثبتة على الحجر بين يداها :
_ غبية، حجر ديورينت مش حجر تحقيق الأمنيات، سنگی برای اصلاح اشتباهات گذشته
( حجر تصحيح أخطاء الماضي).

رحلة لم يستوعبها عقلك و قصص ومغامرات ستدهشك، أخطاء الماضي ليس هناك مجال لتصحيحها ولكن من الممكن أن يكون هناك مجال عبر ذلك الحجر السحري، حجر ديورينت .

إلى اللقاء قريبًا مع رحلة جديدة

جنة عيسى