رويدك رويدك أيها القمر زوالِ أريد النظر إلى تلك المصابيح "
تمتمت بينما أضع أشيائي بداخل حقيبتي.بعد ثوانٍ معدودة دق الباب و دخلت مارجريت متسارعة انفاسها.
"بروفيسور أيان لا أستطيع السيطرة عليه"
أيان هو ابني الوحيد و مارجريت مربيتُه و مساعدتي في إدارة المستشفى.تنهدت ثم أستقمت أناولها حقيبتي و أتوجه نحو مكتب مارجريت الذي يمكث به طفلي.
عندما دخلت كان يقف فوق مكتبها يلقي بأوراق عملها هنا و هناك و الموظفين يحاولون ارضاؤه ولكن بلا جدوى.
"أيان يمكننا أن نتفاهم؟"
أردفت بينما ألتقط الأوراق الملقية على أرضية الغرفة و الموظفين يساعدونني.
سرعان ما نفى أيان و أشار لي نحو الباب أي يخبرني بالخروج.
"وي!!"
فرت مني ألفت أنتباهُه و لكنه لا زال يثبت سبابته نحو الباب.
"أحملوه."
أردفت و أتجهت نحو الباب و قام بفتحِه إحدى الموظفين.
كان أيان يتحرك مثل الدودة فوق كتف الياس و مارجريت تسارع خطواتها لتلحق بألياس و هي تحمل حقيبة أيان.
دلفنا إلى أسفل و كان السائق يفتح الباب الخلفي و اُلقى بأيان داخل السيارة و بجانبه جلستُ و كانت ملامحُه عبسه و لكنه سيعاقب على فعلته مهمًا كان.
مارجريت كانت بجانب السائق تحاول التحدث مع أيان و لكنه سرعان ما ينفي برأسه و يرفض الحديث معها.
"ستعاقب على فعلتك لا تحاول أخذ عطفي"
أردفت و أنا أنظر أمامي.
لبرهة نظر لي طفلي ثم عاد بنظره إلى الأمام و عبست ملامحه أكثر.قبل بزوغ الفجر النوم لم يكن في صفي تلك الليلة لا زلت اتذكر تفاصيلها.
وعدتني بأن تعود لي بعد الثانوية و لكنها ذهبت و لم تعد ذهبتُ أنا للجامعة تعرفت على الكثير و واعدت الكثير و لكنها هي من خطفت عقلي و قلبي كانت تفهمني قبل أن أتحدث كانت تتصرف مثل ما أتصرف تحب ما احب كل شيء مشترك بيننا.
اتساءل هل كانت أمامي لمرة واحدة و لم أراها؟ هل هي تحت ظل تلك البلد ام أنها ببلد أخرى!
هل تتذكرني ام انني بمجلد الذكريات الذي يغمرُه الغبار؟
من فضلك لا تذهبي لغيري لا تحبي غيري لا تنظري لغيري، من فضلك لا تنسيني، أهواكِ و أهوى هواكِ.بعد ساعات كثيرة من التفكير و العودة لذكريات الماضي دقت الساعة السابعة أنه وقت استيقاظي أنا و طفلي أيان.
نهضت اخذت المنشفة توجهت لأغسل أسناني.
أنتهيت.
"مارجريت"
ناديتُها بينما أتمشى بمنزلي أبحث عنها.كانت هي تجهز حقيبة طفلي ثم ردت
"بروفيسور أجهز حقيبة أيان و هو الآن يرتدي ملابسه دقائق و سيكون مستعد للذهاب"اومأت ثم ذهبت لمكتبي.
فتحت مجلد الصور للمرحلة الثانوية جميع الصور هي موجودة بها خصلاتها البنية الطويلة، ثقتها بنفسها، ابتسامتها، تفاصيلها مُرهِقة."لو أجدك ستحل جميع مشاكلي"
أغلقت المجلد عندما سمعت صوت مارجريت تحادث أيان و تخبره بأنني أنتظره بالخارج لذا ذهبت لهم.كالعادة السائق يفتح باب السيارة الخلفي طفلي يدخل اولًا ثم أنا ثم مارجريت بالكرسي الأمامي نحن هكذا منذ عامان.
"أيان لا تفتعل المشاكل كن طفل مهذب و الا عاقبتك اليوم مهم للغاية لا تكن مشاغب"
أردفت بينما أنظر لساعتي بينما أومأ أيان بدون تعابير.بعد نصف ساعة ترجلنا من السيارة طفلي يرتدي ملابس كلاسيكية كما أرتدي أنا، دخلنا الفندق و كان هنا و هناك الكثير من الأطباء،
يوجد الكثير من الزملاء ايضًا.أتت فتاة و معها شاب لم أكن أعرفهما و لكنهم يعرفونني.
"ڤان أشتقت لك كيف حالك."
أردفت الفتاة.
علامات الاستفهام كادت تخرج من رأسي."مرحبًا."
تمتمت بينما أحاول أن انسحب بهدوء و لكن الشاب سحبني لهم مجددًا!!
يتعاملون معي و كأني صديق طفولتهم."الا تتذكرنا يا ڤان؟"
أردف الشاب"في الحقيقة لا."
أبتسما ثم أردفت الفتاة "أنا لاورا و هذا ايڤان."
انهما أصدقاء الثانوية!!!صافحتهما ثم أعتذرت بشأن ما حدث و بدأنا نتحدث عن الماضي.
"هل تزوجت أنت و ميري؟"تلك الجملة! لِمَ الجميع يخبرني أنها ملكي؟ كيف أخبر الجميع بأنكِ تخليتِ عني؟
تمتمت "لا"
شهقت لاورا ثم عادت تتحدث لتسأل "كيف."
"لا أعرف أين هي منذ أن تخرجت من الثانوية و أنا لا أعلم عنها شيء."
أردفت بينما ابحث بنظري عن مارجريت و كانت تلاحق بابني المشاغب الذي يجري فوق الطاولات وتحتها و في كل مكان.عدت أنظر لايڤان الذي كان يتحدث.
"انتم ثنائي كيف لا تعرف عنها شيء."
"كانت هي في سنة التخرج طلبت مني بأن نبتعد حتى تنتهي و تتخرج و لكن لم أراها بعد ذلك ولا أعرف في أي تخصص هي. "
شهقت لاورا للمرة الثانية ثم أردفت.
"ڤان الا تعلم أنها في نفس مجالنا و تعمل معنا؟"
لم أسمع ما قالته لاورا لأنني ذهبت مسرعًا لألحق بطفلي الذي ركض لأسفل.طفلي أختفى تمامًا لا وجود له لا أعلم أين ذهب، مارجريت بحثت في كل مكان و الامن يبحث و لكن بلا جدوى.
ساعات تمر و طفلي مفقود فُزت بجائزة أحسن طبيب.
و لكن أين طفلي لا أعلم.__________________________________
