جاهدت لتخليص نفسها من تحت يديه التى احكمت امساكها ولكن دون جدى..... الفرق بين بنيتيهما شاسعة ولم تجد خيارا اخرا غير الصراخ والنحيب عل احدهم ينقذها منه....
لقد الجمتها الصدمة من حقيقته واخذت دموعها تنساب بغزارة وقد ايقنت ان لا مفر منه، وبلا شك ان صراخها قد وصل للخارج ولكن لا احد يجرؤ على التدخل....
ومجددا تهم بدفعه بساقها بلا يأس حتى احكم تثبيتها ولم تعد قادرة على الفرار، الخوف والفزع تسللا اليها ولم يبدوا ان الاخر قد يتوقف فى اى لحظة....
لهذا توقفت هى عن المقاومة، فمالفائدة...!
هى خائبة الرجا فيه بالفعل، اهذا من احبته، ايعقل ان يكون هو اختياها الذي فضلته عن الجميع، لاى مدى كان سئ وهى لم ترى ذلك سوى الان....!
« سأقتل نفسي ان لم تبتعد...»
خرج صوتها ضعيف عكس كل تلك الصرخات القوية، ورغم ذلك ايقظته تلك الكلمات الصغيرة من غفلته بعدما اعمته شهوته....
يشعر بدموعها التى انسابة تبلل وجهه يراها تجاهد لالتقاط انفاسها بجسدها الذي يرتعش اسفله بلا هواده، يطالع ما فعله بندم يسارع بأبعاد يديه عن كفيها المحتجزتين يرى ذلك اللون الازرق الذي كسي معصميها اثر امساكها بقوة....
« الين.... انا... لم اقصد، تعلمين اننى لم اقصد ايذائك... انتِ تعلمين كم احبك...الين، اجيبينى يالين...»
كان الخوف يسيطر عليه وهو يرى عيونها الحمراء تطالع الفراغ بعدما اجتمع فى زواياها بضع قطرات ابت النزول... مد يده يزيح تلك القطرات وهو يحتضن خديها وبصوت خرج مرتعشا خاطبها...
« لم يحدث شئ، انتِ بخير انا لن اؤذيكِ لهذا لا تؤذى نفسك حسنا...!!»
انتظر منها اى رد لكن لا شئ ناله غير صمتها وهى شبه واعيه لما يقوله... ماتزال فى صدمة مما فعله وهذا ارعب الاخر الذي لف ذراعيه حولها يعانقها بحرص خوفا من ان تنكسر....
« انا اسف الين.... اسف اعلم اننى مخطئ، ستسامحيننى كما تفعلين دائما اليس كذلك...!»
اخذ يمسح على شعرها وقد عادت للبكاء ولكن بصوت ضعيف وهو يعاود الاعتذار منها مرارا وتكرارا ولكن ليست الاشياء التى تكسر بسهوله تُصلح بالمثل....
وقد كانت تلك اول نقطة سوداء ترسم امام عينيها، فبعد ذلك خطت صفحات كاملة لم تكن سوى ظلام فى ظلام لا تبصر فيهم اى بصيص للامل....
•
«تنحا جانبا اخبرتك ارغب بالخروج قليلا»...
«اعذرينى انستى هذه أوامر السيد، أن لا نسمح لك ِ بالمغادرة بدونه».....
وقفت الين امام ذلك الحارس وهى تصرخ به ان يدعها تمر ولكن بمجرد ان علم ان لا فائدة من الحديث معها تواصل مع حارسين اخرين حتى يأتيان ويمنعانها....
ولكن وقبل ان يمسانها حتى دخلت فى حالة هياج اكبر وبدأ صوتها بالعلو وهى تبتعد عنهم...
« لا لا...ابتعدوا عنى، لا تلمسونى... فقط اخرجونى من هنا، ارجوكم اخرجونى »
جلست على العشب وهى تضم ساقيها لصدرها وتعيد ذات الكلمات مرارا وتكرارا تريد فقط الخروج هذا كل ما طلبته....
ثم سارع احد الحراس بالاتصال بميوك يخبره بما يحدث...
« أنها لا تهدأ يا سيدى ..... اجل حاولنا منعها، هى ترفض حتى ان يقترب منها احد .......حسنا سيدى»....
كان الحارس يطالع الين التى تهذي بالكلمات وهى تبكى بشفقة، ولم يمضى وقت طويل حتى اتى ميوك وعجل من مغادرة السيارة بمجرد ان رأها ماتزال على حالتها منذ ان تحدث مع الحارس...
تفترش العشب خلف البوابة الامامية وهى تبكى فى حالة مزرية... اقترب منها بحذر وهو يدعوا بأسمها بلطف ومع ذلك لم يبدوا انها تسمعه...
اقترب منها يحاول سحبها ولكنها فاجأته بأن صرخت واخذت بدفعه بعيدا ولم يجد حلا سوى حملها بالقوة للداخل ....
وضعها اعلى الاريكة والتى سارعة لنهايتها تحاول ابقاء مسافة بينهما...
« اهدئي قليلاااا»
صرخ بها وهو يرى نظرات الخوف التى تطالعه بها والتى تحملها لثلاثة اشهر، فأما ان تتجنبه واما ان تعطيه تلك النظرات وعلى الرغم من محاولاته العديدة معها لطمئنتها ولكن لاشئ نفع معها....
« تعلمين جيدا انكِ لا تستطيعين الخروج بمفردك اذا لماذا تثيرين كل تلك الجلبة...»...
كان يمسك بكتفيها يجبرها على الاجابة...
« لماذا لا استطيع؟...انا لستُ بسجينة حتى تقيدنى، انا حره»
« لا لستِ حرة ....انتِ ملكى»...
صوته الهادئة وهو يعلن سيطرته عليها عيونه التى تخبرها ان لا مفر لها...« انتِ مملوكة لدى وستظلين كذلك، لا يهم ما تفعلينه فما اريده انا هو ما سيحدث »« لا لستُ ملكك، سأتحرر منك ومن طغيانك ...ولن ابقى سجينتك للابد»... انفعلت هى الاخرى من كلماته فبأى حقا هى له ليتحكم فيها هكذا...
« لن أسمح لكِ»...امسك بفكها يحذرها من مجرد التفكير بأنها قد تتخلص منه ولكنها لم تأبه لاى من تحذيراته وطالعته بجدية...
«انا اكرهك»....
وكمن رأى الشياطين تتراقص امامه جعلته كلماتها يفقد السيطرة ويهم بصفعها بقوه حتى ادمت شفتها من شدة الضربة، يسحبها من خصلاتها وهو يرفض ما قالته...
« لا...أنتِ لن تكرهينى ....الين لن تكرهينى أنتِ تحبيننى ولن تتركينى ستبقين معى ولن تذهبي لاى مكان»...
منذ متى وكان الحب بالإكراه ... والمغادرة ليس حتى اقتراح وارد.... تلك الزهرة التى نشأت للحب عرفت طعم الكراهية وذلك الحب السام تلوث بأدمانه ولم يعد يعرف سوى ما يريده هو.....
•
••
••
•
أنت تقرأ
ادمان * addiction *
Misterio / Suspensoانا من اخطأت من البداية.... وكما كان متوقع تلك كانت النهاية الوحيدة لحب كثر واخذ اكثر مما يستحق..... لحب وصل لمرحلة الادمان..... الين البالغة من العمر تسعة عشر عاما وقعت بالفعل ضحية حب من النظرة الاولى، لكن الطرف الاخر كان له رأي مختلف فهو لم يحبه...