شُرُوقٌ جَديد

5 0 0
                                    

خَلفَ ظَلامِ اللَّيْلِ الذِي بَاتَ ينْهشُنِي، وخُصُوصًا فِي مَدِينَةِ عَقلِي التِي لَا تَعرِفُ لِلنَّوْمِ طَرِيقَا..
لفَتْرةٍ بقِيتُ أُصَارِعُ المَاضِي، غَرِقْتِ كَعَادتِي وَسطَ ذِكريَاتِي مُنتظِرًا الشُّرُوق..
لَقَد تَأخَّرَ الضَّوءُ تِلكَ اللّيْلَه!
هَلِ السَّبَبُ فِي آلامِي؟ أَمْ أنَّ ذَلِكَ العُصْفُور الذِي يقِفَ خلفَ النَّافِذَةِ قَـدْ حَجَب الضَّوء؟!
كَادتِ الذِّكرَيَاتُ اللّعينَةُ تَبْتلِعُنِي ولَكِنّي أَفَقْتُ عَلَىٰ صَوتٍ خَافِتٍ صَدَرَ مِن مُنْقَارِ ذَاكَ العُصْفُور الضَّئِيل!
نظَرتُ فَوَجَدتُهُ مِثْلِي يَنتَظِرُ الشُّرُوقْ، بقِيتُ مُحدِّقًا لِلعُصْفُورِ حَتَّىَ ظَهَرَ أَوَّلُ شُعَاع..، تَأمَّلتُه طَوِيلًا وَكَأنَّنِي وَلأوَّلِ مَرةٍ أرَىٰ الفَجْر..
أنَا دَائِماً عَلَىٰ ثِقَةٍ بأنَّ اللَّيلَ مَهْمَا إسْودَّ سَينتَصُرُ شعَاعُ الفجْر، ذلِكَ الشُّع‌اع الذِي أنتَظِرُه كُلَّ يَومْ، ولكني اليَومَ أَدركْتُ أنَّنِي لَستُ الوحيد الذِي ينتظِرُ شُرُوقاً جَدِيداً.
{مريم طارق | الحِبࢪ الأسْوَد}

مَا لا يسعُنِي كتمانُه! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن