الفصل الثاني

276 12 0
                                    

ركب الحاج ابراهيم السيارة بجانب تلك الفتاة ومد لها يده بشاله الذي كان يضعه على كتفه فنظرت إليه الفتاة بنظرة تملؤها الحب، وأخذته من بين يديه ووضعته على كتفها لتدفئ به نفسها، كل ذلك تحت أنظار الحاج ابراهيم، ثم وجه حديثه للسائق وقال له:

وجف عند أول محل نجيب منه وكل ويلا اطلع

وظلت السيارة تسير بسرعتها حتى توقفت فجاة أمام أحد المطاعم الفاخرة وقال الحاج: 

انزل هات تلات وجبات

ثم سكت قليلا وقال:

لا هات اربعه وخد الفلوس اهيه

فنزل السائق وظلت الفتاة مع الحاج ابراهيم ثم نظر لها الحاج وقال:

هاا مش ناويه تجوليلى حكايتك ايه يا بتي ومين اللى كانوا عم يجروا وراكي دول وليه؟ أنا مشيت السواج اهو عشان تاخدى راحتك بس جبل ما تنطوجى بكلمة واحدة لازم تعرفى انى أكتر حاجه بكرهها ف حياتى هى الكدب فلو ناويه تكدبى يبجى احسن ليا وليكى متتحدتيش واصل وتاخدى واجب الضيافه تلات ايام وتمشي تشوفى حالك ها جولتى ايه؟

فنظرت إليه الفتاة وامتلئت عينيها بالدموع وما لبثت أن تتحدث حتى وجدوا السائق يدخل السيارة بالطعام وأعطى الاكياس وباقى الاموال للحاج وكاد ان يشغل السيارة، فسمع صوت الحاج يقول له:

ايه مش ناوى تاكل ولا ايه اذا كان اكده يبجى روح بجا رجع واحده من دول

فنظر له السائق مبتسمًا وأخذ منه وجبته وبدأ في الأكل، ثم أخذ الحاج إحدى الوجبات ووضعها على قدميه واعطى الوجبتين المتبقيتين إلى الفتاة بجانبه وقال لها: 

يلا انى عاوز الوكل ده يخلوص دلوكيت انى عارف انه ميهينفعش بس ده تصبيره اكده على ما نوصل بلادنا

فضحكت الفتاة على كلامه وقالت من وسط ضحكاتها: 

انت بتهزر ياعمى الحاج انا يادوب اخلصهم وعلى كدا يومين بقا ولا حاجه

فقال لها الحاج ابراهيم: 

طب يلا دجيجتين والاجيهم خلصانين يلاا

فبدئت الفتاة في الأكل بشراهة لأنها بالفعل كانت جائعة وماهي إلا دقائق قليلة حتى انتهت من الوجبة الأولى وبدأت ف الوجبة الثانية، وانتهت منها أسرع من الأولى، و أخيرًا قضت على ما كان أمامها من طعام، ثم وجدت من يضع الوجبة الثالثة على قدمها وينظر لها وتعلو وجهه ابتسامة جميلة وهو ينظر لتلك الفتاة البريئة، وما كادت أن تتحدث وتعترض حتى وجدته ينظر لها نظره قويه أخافتها فابتسمت وبدأت فى أكل الوجبة الثالثة، وتعلو ثغرها ابتسامة جميلة أظهرت غمازاتيها الجميلتين وأنهت عليها أيضًا وما إن انتهت منها حتى نظرت باتجاه ذلك الرجل الغريب عنها، ولكنها تشعر بقربه بالراحة كعائلتها، فوجدته ينظر لها ومازالت تلك الابتسامه تعلو شفتيه فانتبهت لنفسها انها انهت ثلاث وجبات دفعة واحدة فشعرت بالاحراج الشديد لذلك واحمرت وجنتيها خجلا وقالت:

انا اسفه اوى بس فعلا انة كنت جعانه جداا لانى ماكلتش بقالى كام يوم تقريبًا.

فضحك بشده فخجلت الفتاة أكثر ونظرت لأسفل من الإحراج واغرورقت عيناها بالدموع فقال لها الحاج ابراهيم:

يا بنيتى احنا لما بنطبخوا الوكل ولا نشتروه بيبجى عشان ناكله مش عشان لا نتفرح عليه ولا نسيبه، عشان اكده لا تبكى ولا توطى راسك لتحت ابدا اتفجنا.

ف ابتسمت الفتاة ورفعت عينيها ونظرت إليه وهى تقول بفرحة واطمئنان:

تسلم يا عمى الحاج ويارب ما يحرمنيش منك ابدا

فاكتفى الحاج ابراهيم بالابتسامة لها فحسب، ثم أشار للسائق بأن يكمل طريقه، حتى وصل الى مايشبه القصر فى ضخامته كلا إنه أكبر من القصور فعلًا ويا لها من حديقة وما بها من زهور بكل الاشكال والالوان حقًا
هذا ما كان يدور بداخل عقل الفتاة عندما رأت السيارة تدخل من بوابة هذا القصر الشامخ وقالت فى نفسها:

ياترى هتكون فتحة خير عليا ولا هتكون تعب وشقى زى اللى قبلك.

#مريم_السعودي

مستنية رأيكم، عشان انزل برتات اكتر واكتر ان شاء الله ♡

أميرة الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن