الفصل الثالث

269 9 0
                                    

الفصل الثالث

بعدما دخلت الفتاة إلى القصر وأشار لها الحاج ابراهيم للدخول إلى غرفة الاستقبال أو المندره كما يُطلق عليها في الصعيد وأشار لها بالجلوس ونادى وقال:
يا نعمات يا أم احمد
وجائت امرأة يبدو عليها الكبر قليلا وقالت: 
أيوا يا حاج ابراهيم اؤمرنى
فأشار الحاج للفتاة الجالسه بجانبه وقال: 
خودى ست البنات معاكى شوفى طلباتها اكل وشرب وخلجات وكل اللى تحتاجه كله سامعه يا ام احمد؟
فاومأت نعمات للحاج ابراهيم وأشارت للفتاة:
من هنا يا ست هانم
وذهبت الفتاة مع نعمات حيث أشارت، وصعدت للدور العلوى معها ثم دخلت الى غرفة كبيرة الحجم وجلست على السرير بها
ثم قالت نعمات:
استنى هنا يا ست هانم ع ما اشوفلك خلجات تلبسيها
فأومأت لها الفتاة بابتسامة وانتظرتها وهى تنظر إلى جميع أنحاء الغرفه بانبهار شديد؛ فقد كانت الغرفه بجانب أنها كبيرة الحجم إلا أنها جميلة بحق، حتى عادت تلك المرأة وقالت لها: 
اتفضلى يا ست هانم الخلجات اهي و ع بال ما تغيرى خلجاتك اكون جهزتلك الوكل اللى يرم عضمك دا الشيخ ابراهيم موصى عليكي جووى  جووى
فردت عليها الفتاه: 
جرى ايه يا ست نعمات دا انا حتى اصغر من ولادك مش عيب تقوليلى يا ست هانم دى  وانهت كلامها بابتسامه جميله تزين ثغرها
فردت عليها نعمات بابتسامة مليئة بكل الألم الممكن أن يظهر على أي إنسان وبدأت الدموع في التشكل فى عينيها وقالت لها: 
بس أنا معنديش ولاد يا ست هانم وانا اهنه عشان انفذ اللى بيتجالى عليه وبس وانتى اهنه ضيفه الحاج ابراهيم يعنى ست هانم وست الناس كمان
فقامت الفتاه من مكانها واتجهت لمكان الحاجه نعمات وقالت لها: 
انا مكنتش اعرف انك معندكيش ولاد اومال اي ام احمد دى وياستى خلاص تقدرى تعتبرينى بنتك وتقوليلى باسمى ولا انا مشرفكيش بقا وانهت كلامها بغمزة لها
فضحكت نعمات وقالت: 
طبعا دا يشرفنى يا بنتى بس جوليلى انتى اسمك اي وايه حكايتك
ف اختفت الإبتسامة من على وجه الفتاى وقالت بألم:
  انا اسمى مريم يا داده نعمات انما اي قصتى دى طويله اوى مش وقتها
ف لما أحست نعمات بحزن تلك الفتاة قررت ألا تضغط عليها واردفت:
  طب يلا غيرى خلجاتك وطياره على المطبخ عشان تاكلى والا الحاج هيخلى ليلتى طين الليله دى واذا كان يرضيكي اتاخرى
فضحكت مريم وقالت: 
فوريره يا داده هتلاقينى وراكى
خرجت نعمات لتحضر لها الطعام، فأخذت مريم الملابس من على السرير ودلفت إلى الحمام لتغير ملابسها وتريح اعصابها مما عانته تلك الفترة، وبعد وقت ليس بكبير خرجت مريم مرتديه الملابس التى اعطتها لها داده نعمات والتي كانت عبارة عن عباءة باللون الكحلي كبيرة نسبيًا عليها وطرحه من نفس اللون، ثم نادت على الحاجة نعمات:
يا داده نعمات يا داده انتى فين
فدلفت الدادة الى الغرفة وقالت:
انا اهو يا بتى انا كنت.... ثم قطعت حديثها وهي تنظر لها بانبهار، فقد كانت بالرغم من أن العباءه كبيرة عليها إلا أنها اظهرتها غاية في الجمال مع تلك الخصلاات السوداء التى ظهرت من الحجاب، وظهرت ملامح تلك الفتاة بوضوح، فبالرغم من أنها كانت قمحية اللون وعيونها بنيه وفم متوسط وكذلك الأنف إلا أنها كانت تحمل كمًا من البراءة واللطافة ما يكفى العالم باسره، مع تلك الابتسامة التي تأسر قلب من يراها، بالرغم من أن كل تلك الملامح يتميز بها معظم الشعب المصري إلا أن فى وجه تلك الفتاة كمًا من البرائة الهائلة مع تلك الغمازتين الاتي جعلنها ملكة جمالٍ بحق.
فنظرت الفتاة إلى ما تحدق به الدادة نعمات وقالت: 
فى اي يا داده انتى بتبصيلى كدا ليه
فردت عليها نعمات:
بسم الله ما شاء الله انتى كيف قمر اكده دا انتى ولا البدر ف تمامه يا بتى
فضحكت مريم بشده عليها وقالت من بين ضحكاتها: 
الله يحظك يا داده انا فعلا مضحكتش كدا من زمان قال يعنى شوفتى شعر اصفر ولا عنين زرقا بس يا داده دا اللى بيكدب بيروح النار يا داده
فغضبت نعمات من كلامها وقالت: 
تبجي غبيه لو معرفتيش جيمه نفسك ويبجى تستاهلى اللى يجرالك كمان، مش كل الحلاوة بالشعر الاوصفر ولا العيون المتلونه لاه يا بتي الجمال هو انك تبصي ف خلجة اللي جدامك وتجولي سبحان الخالج ف خلجه، الجمال هو جلبك الابيض كيف الحليب وفي براءة عيونك اللي منوره ولا البدر ف تمامه، ويلا جدامى عشان تاكلى.
كادت مريم أن تعترض ولكن وجدت نعمات تقول: من غير ولا كلمه زياده يلا جدامى يلااا
فضحكت مريم وقالت بمرح: 
انت تؤمر يا جميل
ونزلت مريم لتناول الطعام حيث ارشدتها نعمات، وما أن أنهت طعامها حتى وجدت إحدى الخادمات تدخل عليها وتقول:
الحاج ابراهيم طالب الست الصغيره ف المندره وبيجولك يا ام احمد تجيبى الجهوه بتاعتى ع هناك وشوفى الست هانم هتشرب اي، فاومئت براسها مريم وقامت لتغسل يدها وقالت:  أمشي منين يا داده عشان اوصل للمندره؟
فأرشدتها الدادة لمكانها، ثم ذهبت لتكمل ما طُلب منها، دخلت مريم المندرة وجدت الحاج ابراهيم يجلس فيها بشموخه الذى عرفته منه، فاشار إليها بالجلوس ثم قال: 
هاا فكرتى ولا لا ف اللى جولتهولك واوعدك مهما كان اللى هتحكيه لو حبيتى يكون سر
فتنهدت مريم تنهيده حاارقة وقالت بدموع:
انا هحكيلك كل حاجه يا عم الحاج
انا قصتى.............

#مريم_السعودي

يايريت اعرف رايكم 🤍

أميرة الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن