الفصل السادس

211 10 2
                                    

صلوا على سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة والسلام
اتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

بعد مرور شهر من ذلك اليوم وكانت مريم في ذلك الوقت في القصر مختفية عن عيون البشر خارجه وفى أحد الأيام كانت هناك جلسة عرفية في منزل الحاج ابراهيم والتي كانت بالطبع تحت اشراف من الحاج ابراهيم نفسه، فكان هو صاحب القرار فى كل مشاكل تلك البلدة، فهو كما أخبر مريم من قبل أنه كالعمدة في هذه البلدة، فهو كبيرهم حسب التقاليد والأعراف.

في غرفة المندرة يجلس كبار البلدة على اليمين وأصحاب المشكلات على اليسار ويجلس في المنتصف ويترأسهم الحاج ابراهيم، وكانوا يتناقشون فى أمور عدة منها مشاكل الناس الغير منتهية والتي قد تعوّد على حلها ذلك الرجل القدير صاحب الستين عامًا، إلى أن قال له بن أخيه والذي يُدعى رامز بخبثٍ شديد:

لو سمحتم يا رجاله دلوكيت انا عايز اشهدكم على حاجه وهى كيف عمى الراجل الكبره العاجل اللى بنجيله ف كل مشاكلنا كيف يترك عيله صغيره اهنه ف الدوار والرجاله اللى موجودين اهنه ايش الحرس وايش الجناينى ايه يا كبير مخايفش عليها

فقال الحاج ابراهيم بصوت عالى:
يا أم أحمد نادمي على الست الصغيرة

لتمر الدقائق على من بالقاعة في صمت ثم تدق على بابها ليردف الحاج ابراهيم:

ياست البنات ادخلى

فاستأذنت مريم للدخول للقاعة بتلك العبائة السوداء الفضفاضة والحجاب من نفس اللون وتغطي به نصف وجهها الذي لا يظهر منه إلا عيونها البنية ورموشها الكثيفة وذلك الكحل الأسود الذي زينت به عينيها، وكأنه ماخُلق لتجميل سواها فجعلت عيون كل الرجال فى القاعه من أكبرهم لأصغرهم تُصوّب نحوها كالسهام
فقالت بعد ان دخلت:

اؤمرنى حاج ابراهيم

فاكتفى بأن يشير بيده بجانبه لكي تجلس بجواره تحت دهشة الجميع من ذلك فامتثلت لأمره وجلست
فوجه الحاج ابراهيم نظره لرامز وقال: 

انت راجل!؟ 

فاستنكر رامز وابوه اسماعيل وقال الأول باستعلاء:

طبعا راجل وسيد الرجاله كمان

فقال له الحاج ابراهيم بسخريه:

اثبت اكده يلا

فنظر له الجميع بعدم فهم بينما هو يصوب نظره الحاد ناحيه رامز  واكمل:

تعالى خدها واثبت رجولتك

فنظر له الجميع بصدمة فكيف هذا هو الحاج ابراهيم، كل ذلك وعينا مريم لم تفارقا الأرض، وبالرغم مما سمعته لم ترفعهما من الأرض أبدًا
فقال رامز بتهكم واضح:

يعنى عايزنى اجي عشان اخودها وانت ورجالتك تحاكمونى وتجتلونى بتهمه انى بتعرض لحُرمه لاه يا عمى مهعملهاش

أميرة الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن