الفصل التاسع

119 7 0
                                    


تتقلب فى فراشها بقوة وتهز رأسها يمينًا ويسارًا، مع رأسها الذي يتصبب عرقًا وكذلك تلك الصرخات المكتومة التى كانت تخرج منها، وحركتها المضطربة كأنها تجري بسرعة أو تهرب من شيء ما أو شخص ما، حتى خرجت تلك الصرخة المكتومة وتحولت ألى صرخة قوية هزت أرجاء القصر مع استيقاظها من ذلك الحلم أو لنقل الكابوس المخيف، استيقظت تأخذ أنفاسها بصعوبة وتمسح حبيبات العرق من على جبينها، وبعد أقل من دقيقة كانت الدادة نعمات والحاج ابراهيم بداخل غرفة مريم ليروا ماذا حدث، دخلت أولًا الدادة نعمات وهي تهرول إليها وتقول:

بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا بتى جرالك ايه

ثم دخل الحاج ابراهيم بقوة وهو يقول بقلق واضح:

مالك يا مريم مالك يا بتى

ثم تدارك موقفه حين وجد مريم تلهث باحضان الدادة نعمات كمن كانت بسباق ولكن بشعرها مكشوف فأدار ظهره لكي لايرى عورتها، فنعم هو يعتبرها ابنته وهى كذلك تعتبره والدها لكن هذا لا يعنى أنه يحق له أن يرى عوراتها فانتبهت لذلك الدادة نعمات فجذبت الطرحة من أعلى الطاولة بجانب مريم وغطت بها شعرها جيدًا، ولم تكن بحاجة لأكثر من ذلك لأن مريم كانت ترتدي عباءة بيتية واسعة نسبيًا وبأكمام طويلة
ثم احتضنتها نعمات مرة أخرى وهي تتلو عليها آيات من كتاب الله العزيز حتى هدأ اضطراب مريم، وسكنت مرة أخرى في أحضان الدادة نعمات، وما أن أحست نعمات بانتظام أنفاسها بعدما كانت تهلوس بكلام غير مسموع أو مفهوم الملامح حتى؛ أعادتها مرة أخرى إلى وضعية النوم على السرير وذهبت للحاج ابراهيم الذي كان يوليهم ظهره وقالت:

هى هديت يا حاج ابراهيم هى باين اكده والله اعلم انها كانت عم تحلم بكابوس وهو ده اللى عمل فيها اكده اتفضل انت ارتاح وانا هجعد معاها لحد ما تصحي تانى عشان اتوكد انها بخير

فقال الحاج ابراهيم بتساؤل:

لبستيها حجابها ولا لاه

فردت باستغراب:

ايوه لبستهولها

فقال الحاج ابراهيم بأمر وامتنان بنفس الوقت:

طب اتفضلى انتى يا ست نعمات وانى اللى هفضل جنبها مش هسيبها

فردت نعمات باعتراض:

لاه مهينفعش ياحاج البنيه اكيد مش هتفضل بالطرحه باجي الليل وكمان عشان لو عازت حاجه تانيه انا اجدر اساعدها

فتفهم الحاج ابراهيم ذلك ثم توجه لسرير مريم وقبل جبينها وقال وهو يهم بالخروج:

خلى بالك منها يا ام احمد انى مش حمل اخسر حد تانى وانتى اكتر واحده خابره ده زين انى حاسس انها بتى اللى مخلفتهاش وانى لو حتى كان ليا واد ولا بت مكنتش هبحهم اكده

فقالت نعمات بابتسامة:

متجلجش عليها واصل دى فى عيونى التنين

وخرج الحاج ابراهيم من الغرفة وظلت نعمات مع مريم فى الغرفة حتى تطمئن عليها فحتى بدون كلام الحاج ابراهيم كانت ستفعل ذلك من حبها لتلك الفتاة الجميلة قلبًا وقالبًا

في صباح اليوم التالى:
استيقظت مريم بوجع كبير في رأسها وصداع لا تطيقه فدخلت إلى الحمام وتوضأت وأقامت فرضها، ثم نزلت لأسفل ومازال الصداع شديد فوجدت الحاج ابراهيم يجلس على طاولة الإفطار ويقرأ فى الجرائد فتوجهت إليه مريم وقالت بتعب:

صباح الخير يا بابا
فانتبه لها الحاج ابراهيم وقال بقلق حينما كانت تجلس مريم على الكرسي:

مالك يا بتى انتى منيحه ولا اشيع اجيب الحكيم

فابتسم مريم بتعب وقالت:
لا يابابا انا كويسه بس هم شويه صداع وهيروحوا لحالهم بس يلا ناكل

فهز الحاج ابراهيم رأسه ونادى:
جيبى الاكل يا سعدية

فاتت الخادمات بالفطور ووضعته وبدأ الحاج ابراهيم ومريم بالاكل بعدما حضرت الدادة نعمات واطمأنت على مريم وبعد انتهاء الطعام قالت مريم:

لو سمحت يا بابا عايزه اتكلم مع حضرتك شويه ممكن

_بس انتى لسا تعبانه من امبارح يا حبيبتى أجلي اي حديت لوجت تانى

--لا يابابا انا اللى هيريحنى انى احكيلك يمكن حكايه الكوابيس دي تخلص بقا انا تعبت منها

_كيف ما تحبى يا حبيبتى هجوم اخليهم يجيبوا اتنين جهوه على المكتب واسبجينى وانا هجيلك عشان محدش يشوشر علينا

فاومأت مريم له برأسها موافقة، ثم ذهبت إلى المكتب وجلست بانتظار الحاج ابراهيم، إلى أن حضر مع فنجاني القهوة ثم قال:

جولى يا ست البنات فيكي اي بجا اللى عم يخلي الكوابيس دى تجيلك

فتنهدت مريم بحرقة وهى مغمضة عينيها وقالت:.........

مستنية رأيكم ♥

#مريم_السعودي

أميرة الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن