فلاش باك من ٣ سنوات
في مكان آخر في مدينة المنصورة توجد شقة في أحد العمارات متوسطة من حيث الفخامة والحجم تجلس الأم مع أكبر أبنائها وتقول:يعنى انت هتفضل قافل على نفسك كدا ما خلاص يا حبيبى اومال لو كان الموضوع انت اللى مختاره مش مُجبر عليه، لازم تشوف نفسك بقا وترجع لحياتك تانى وكأن محصلش حاجه
فرد عليها بنبرة بها استهزاء وضحكة سخرية وقال:
محصلش حاجه!؟؟ هو فعلا محصلش حاجه والمفروض ارجع تانى
ثم قام من مجلسه واتجه إلى غرفته وقال:
عن اذنك يا ماما انا هدخل انام
فأجابته بسرعة:
هتنزل جامعتك وشغلك بكره؟
فاجاب عليها وقال بابتسامة لكي يرضى أمه:
اه يا ست الكل هنزل تانى طالما مش عايزانى جنبك
فردت بسرعة عليه:
لا والله يا حبيبى انت عارف ان انا بحبك اكتر من اي حاجه ف الدنيا لكن عايزاك ترجع لحياتك عشان قلبى واجعنى عليك اوى
فعاد إليها وقبّل يديها الواحدة تلو الأخرى وقال:
حاضر يا ست الكل من عنيا كل اللى تؤمرى بيه يتنفذ
فاجابته بابتسامة راضية، ثم تمتمت ببعض الادعية التى نسمعها من أمهاتنا ليترك يديها ويقول:
انا هدخل انام يا ماما ومتنسيش تصحينى عشان الجامعه
ثم دخل إلى غرفته واستلقى على سريره وتنهد تنهيدة حارة ونزلت من عيونه دمعه حارقة وقال بالم:
سبتينى ليه دا انا كنت ما صدقت لاقيتك وكنتى هتبقى معايا
وأطلق لدموعه العنان في النزول ثم قال بتنهيدة حارقه وهو ينظر لاعلى:
يااااارب لو مش نصبيى ابعدها عن قلبى وعقلى ولو نصيبى قربهالى لان انا تعبت والله
وظل يبكى لفتره ليست بقصيرة حتى غفى
عودة للحاضر في منزل الحاج ابراهيم
بعد أن أنهى الحاج ابراهيم طعامه مع مريم في فرح وسرور لم يعهدهم الحاج ابراهيم منذ فترة طويلة ولم تعهدهم مريم منذ وفاة والديها إلا مرات قليلة جدًا، وبعد أن أنهايا طعامهما تحت تعجب وفرحة دادة نعمات التي قدمت لهما طبق الفاكهة وأعطت للحاج ابراهيم فنجانًا من القهوه لكن منعته مريم بقوة وقالت:لا يابابا مش هتشربه دلوقتى عشان تقدر تنام كويس
حاول الحاج ابراهيم الاعتراض لكنه لم يُفلح لأنه وجد مريم قد قامت من مكانها وأخذت القهوة من بين يديه وأعطتها لنعمات وقالت لها:
اتفضلى يا داده القهوه دى وبابا معدتش هيشربها بالليل كدا حتى لو هو طلب
ثم نظرت ناحية الحاج ابراهيم الذي يجلس فى ذهول من هذه الشقية الصغيرة وقالت: