«صفعه»

1.8K 52 3
                                    

لمس نسيم الليل الناعم كدمات وجنتي برفق، ورائحة الطبيعة ملأت انفي، كان بإمكاني أن أشعر
بملاءات الساتين تحت اطراف اصابعي والمواد اللينة لملابس النوم تحتك بجسدي، رفرفت عيني أخيراً، والان بالتأكيد لم أعد داخل الطائرة، اعتدلت لأستمتع بمحيطي بشكل افضل، كان اكين يجلس على حافة الفراش يضع رأسه بين يديه.

إنه لمشهد نادر لأنه يبدو تقريباً كأنه يشعر بالذنب إتجاه شيء ما، والطريقة التى ترتد بها ساقه لأعلى ولأسفل، والضوضاء الهادئه التى تفلت من فمه هذا يؤكد أن ما افكر فيه صحيح.

"اكين" ناديته بخفوت، توقفت ساقيه تلقائياً عن الارتداد لأعلى ولأسفل و رفع رأسه ببطء واسترخ كتفيه قليلا"لقد كنت مرهقاً جداً من كل شيء و
قررت للتو نقلك إلى الفراش عندما وصلنا إلى هنا"
همس واستدار رأسه قليلاً اعطاني رؤية واضحه جانبياً لوجنتيه المبللتين.

"شكراً لك" قلت بهمس، كان الجو ضيق وخانق ولا يزال ذهني ضبابياً من كل الأشياء التي تلقيتها في الساعات القليلة الماضية

"اتذكر عندما رأيتكِ لأول مره فى إحدي مباريات الهوكي كنتي ترتدي ملابس فريقي" رأيت ابتسامه صغيرة على شفتيه وهو يتحدث كان يتذكر ذكريات قديمه وسعيده.

"كنت أعرف كم كنتي جاهلة بالرياضة لأنكي كنتي تشجعى الفريق المقابل" "لم أكن ارغب فى الذهاب" رددت بسرعه على كلماته بصوت هادىء ظل صامتاً قليلاً، كان الامر كما لو كان يعالج الكلمات
التى تسربت من فمى، ولكن بدلاً من ذلك قام بتقبلها

اعطى ظهره و وجهه فى إتجاه الحائط الفارغ، لابد أن يضطر إلى سماع حقيقة الاشياء "رأيت والدك هناك كان يجب علي أن ادرك عاجلاً لكننى لم أفهم على الأقل حتى أكتشفت أمر الإساءة" ضحك بصوت خافت وأعين دامعه، هذه هي المرة الاولى
التى يتقرب فيها من الحديث عن الإساءة"

"لم يعد الامر مهماً.. أليس كذلك؟" قلت بصوت خافت "لا إنه كذلك" وقف وارتفع فوقي تماماً كنت اراقبه بعناية بدا وكأنه جرو ضائع

"ماذا تريدين مني أن افعل" سأل اكين بنبرة قوية، وسرعان ما رمشت عيناي عليه"ماذا"؟

"سمعتني، ما الذى تريدينه مني أن افعله بحق الجحيم؟" قال السؤال بطريقه أكثر وضوحاً على أمل إعطائه إجابة أفضل، حدقت فيه بنظرة فارغة كانت من الخارج تسطع فى الداخل مما يسمح لنا برؤية بعضنا البعض اكثر وضوحاً.

كانت عيناه منتفختان وحمراء من البكاء الشديد وغطى اللعاب شفتيه "لا تبدأ فى هذا الهراء مرة اخرى" قلت له بقليل من الغضب، إنه يعرف بالضبط ما أريده منه، لقد توسلت إليه حرفياً فى كل يوم لوضع حد لآلمي ومعاناتي وبدلاً من ذلك توقف وأستمع إلى كل شىء.

"ليس لدى رأي أو تحكم فيكي حتى نتزوج، لا استطيع ولن أقدر على الوقوف فى وجه والدك" قال لي بقليل من الحزن، لقد كسرتني جملة حكمه علي بهذه الطريقه، فهو يعتبرني ملكية وليس إنساناً لديه مشاعر.

«علاقة محرمة» ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن